فهي مجموعة من العبر و القصص حدثت في الحرم المكي منها ما حضرته ومنها ما سمعته من المشايخ الفضلاء و العلماء النبلاء
فكان مما سمعته و اثر في نفسي تأثيرا بليغا ثلاث قصص
الاولى مع الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
سمعت الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام مسجد قباء في جلسة او محاضرة بعنوان عبر و عظاة
قال الشيخ حفظه الله
جلسنا مرة عند الشيخ محمد الامين الشنقيطي العالم الجليل و المفسر النبيل و المتواضع لعظمة الله الجليل في الحرم بعد صلاة المغرب كي يفسر لنا شيئا من كتاب الله تعالى اليس و هو صاحب اروع الكتب في التفسير و هو كتاب اضواء البيان
قال حفظه الله افتتح رحمه الله تعالى قول الله لا تفسدوا في الأرض …….. الآية
اراد ان يفسرها لكن الغريب ان الشيخ بعدما قرأ الآية انفجر يبكي اما م الطلبة و الحاضرين بكاء شديدا ثم بعد ما سكت استأنف و قرأ الآية مرة أخرى لكنه لم يستطع ان يتحدث مرة أخرى و أخذ يبكي رحمه الله تعالى من شدة تأثره بالآية تعجب رحمه الله تعالى من شخص يفسد في الارض بعدما اصلحها الله
و أكمل الشيخ كلما قرأ الآية بكى بكاء شديدا و ابكى الحاضرين
قال الشيخ صالح حفظه الله و كان الشيخ يبكي و يعيد الآية حتى أذن المؤذن لصلاة العشاء قمنا نصلي و لم يفسر لنا منها كلمة
لشدة تأثره بالقرآن الكريم و قال جلس مرة يفسر قول الله تعالى اهبطوا مصرا في سورة البقرة مكث يفسرها اربع ساعات متتالية من الكلام و الحديث عنها لم يقطع حديثه و لم يكرره مرة واحدة لما له من العلم بكتاب الله تعالى
ما يؤخذ من القصة من عبر و عظاة
أولا ان العلماء هم اعلم و اخوف الناس من الله كما قال الشيخ من كان بالله اعرف كان منه اخوف و قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء و العلماء في الآية فاعل مؤخر
ثانيا ان العلماء و الفضلاء يتعاملون مع القرآن بأدق المفاهيم فتجد مثلا الشيخ يتأثر بآية عندما يقرؤها في حين ان غيره لا يفهم اصلا عن ماذا تتحدث الية
ثالثا صبر الطلبة على طلب العلم حيث انهم بقوا ينتظرون الشيخ حتى اذن المؤذن لصلاة العشاء لم يأخذوا شيئا من العلم لكنهم اخذوا عبرة و موعظة بقيت على مر السنون
اما القصة الثانية و الثالثة سأتركها الى فرصة اخرى ان شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله
أخوكم ابو عماد