تخطى إلى المحتوى

قبل أن تغيب شمس والديك 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك أيام حزينة نعلم أنها آتية لا محالة ! نعلم أنها سنة الله في خلقه !
نعلم أنها قدر الله وقضاؤه !
لكننا نهرب ونفزع من مجرد التفكير بها !
نضع بين أيديكم وقفات لكل من يرفل بنعمة وجود والديه أو أحدهما !

الوقفة الأولى :

حافظ على الباب ! حافظ على مخرج النجاة ومصعد الدرجات !
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
"الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه"
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
فكم من سعيد بوجود باب الجنة في بيته !
تهب عليه نسائمها صبحا ومساء..
تهب عليه كلما حيّا والديه أو قبّل رأسيهما..
أو قضى لهما حاجة يطلبانها !
وكم من بائس ضيع هذا الباب وغفل عنه ولم يتنبه إلا حين أُغلق!

الوقفة الثانية :

لا تؤجل ولا تستصغر أي عمل يسعدهما
حتى البسمة ! أليست " الكلمة الطيبة صدقة " ؟!
فكيف إذا كانت لأحق الناس بحسن صحابتك ؟!
ولا تؤجل حتى المكالمة الهاتفية معهما !
فلا تعلم متى تقبض روحهما !

الوقفة الثالثة :

قد يصدر من والديك بدون قصد كلمات قاسية ..
فلا يوسوس لك الشيطان بالانتصار لنفسك !
إنهما والداك !
إنهما اللذان أمرك الله بخفض جناح الذل لهما
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
وفي الحديث :
{ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله}
رواه ابن ماجه وصححه الألباني
فإذا كان كظم الغيظ مع أخيك المسلم له هذا الأجر العظيم
عند الله فكيف مع اللذين وصاك الله بهما ؟!
كيف باللذين قال الله عنهما
{ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا }

قال علي رضي الله عنه: لوعلم الله شيئاً في العقوق أدنى من " أف " لحرّمه!
وقال عروة بن الزبير: مابر والديه من أَحَدَّ النظر إليهما
بل قال علي رضي الله عنه: من أحزن والديه فقد عقهما

الوقفة الرابعة :

تذكر حين توفق إلى بر والديك أنها نعمة عظيمة من الله
فكم من غافل مشغول بالدنيا وزينتها عن والديه !
مشغول عن أعظم أسباب الفوز بالجنة

روي {عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت:من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلكم البر كذلكم البر (وكان أبر الناس بأمه).}
رواه أحمد وصححه الألباني
تأمل كيف استحضر رسول الله من بين أعمال هذا الصحابي الجليل فقط بره بأمه !
ولا غرابة في ذلك فإن بر الوالدين في الإسلام مقدم حتى على الجهاد
الذي هو ذروة سنام الإسلام!
روي {عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال:
( الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟ قال: ( بر الوالدين )
قال ثم أي؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله )}البخاري ومسلم
بل إن رضا الله في رضاهما
روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
قال صلى الله عليه وسلم

{ رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما}

صحيح الجامع

الوقفة الخامسة :

ثق أن من البر الحرص على جو الوئام بينك وبين إخوتك
فمن المعلوم أن أكثر مايكدر صفو الوالدين
حصول خصام أو جفوة بين بعض أولادهما
فحرصك على ما يسعدهما من أعظم البر
وتزيد عظمته حين يقترن بالصبر على ما قد يصدر من إخوتك
لأجلهما فتجمع أجر البر والصلة والصبر
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

وأخيرا تذكر وصية الله لك بالدعاء لهما :
{ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
قال سفيان بن عيينه في قوله تعالى
{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ }
من صلى الخمس فقد شكر الله ومن دعا لوالديه عقبهما فقد شكرهما
بل قال بعض الصحابة: ترك الدعاء للوالدين يضيق العيش على الولد
وقد ذكر بعض المفسرين أن الدعاء للوالدين نعمة من الله
ودليله أن الله بعد ذكره دعاء الابن لوالديه :
{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ..}
أن الله قال بعدها :
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نسأل الله أن يجعلنا من البارّين بوالدينا آمين

بارك الله فيكم أخي الكريم على هذا الموضوع المؤثر

جعله الله في ميزان حسناتكم

اللهم إغفر لوالدينا الأحياء منهم والأموات آمين آمين آمين

جزاكم الله خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.