أقم صلاتك تسعد حياتك
تعتبر الصلاة ركن ركين ,وحصن حصين ,وأساس في الدين ,وهي فريضة دائمة على الغني والفقير ,والصحيح والمريض والمقيم والمسافر , وهي ميزان التفرقة بين المسلم الطائع الخاضع,والكافر العنيد الجحود, واعلم هدانا الله وإياك ,أن الله شرع الصلاة وجعل لنا فيها النجاة في الدارين وقد أظهر الله بعضها في الدنيا لتكون لنا برهانا وعلينا حجة على صدق الدين والمحجة.
أسرار الصلاة الروحية الصلاة استجابة لغريزة البشر النوعية :
من المعلوم لدى ذوي العقول والألباب أن الله خلق الإنسان شقين مادي و وروحي وكما أنه لا قوام للجانب المادي إلا بما يغذيه ويشد بنيانه,فلجانبه الروحي رغبات ومطالب لا قوام ولا دوام له إلا بها فكانت الصلاة استجابة لغريزة البشر النوعية غريزة الافتقار و الضعف والطلب و الالتجاء و الاعتصام و الدعاء و المناجاة والوقوف على عتبة القوي الغني الجواد الكريم الرؤوف الرحيم الحافظ المعطي الباذل العليم الخبير السميع المجيب .
واستجابة لغريزة الشكر و الوفاء و الحب والحنان والتواضع و العبودية والتذلل فالصلاة هي الرابط بين الأرض والسماء أي بين العبد وربه ، فهي صلة فريدة وكنز عظيم وفقت إليه يا من تصلي وحرمت منه يا من ضيّعت، حبلا يربطك بربك, نعم بالله ولذالك يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم (وجعلت قرة عيني في الصلاة ) أي سعادة روحي وراحة نفسي وبهجة قلبي ونور مهجتي، وقوله أيضا (أرحنا بها يا بلال ) فيا أيها المعرض عن ربه الصاد عن سبيله والله نشفق عليك حرمانك من سعادة الروح وزهدك في ما يحميك و يحصنك ويبعد عنك شرور نفسك , فهذه الصلاة تحصنك من قوى الشر وتكون لك مفزعا وملجأ في الشدائد ألم يقل ربنا <<يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين>> كما أن الصلاة رياضة شاملة للمسلم عقلا وجسما وقلبا : الجسم بالركوع والسجود والخفض والرفع, والعقل بالتدبر والتمعن في ما يتلى من آيات الله , القلب بالانكسار والخشوع والخضوع
إن الصلاة أعظم عبادة يعملها الإنسان ببدنه ، أوجبها الله علي عباده لسعادتهم الأخروية، ومع هذا تطالعنا البحوث العلمية الحديثة وتكشف أمامنا أبعادا طبية وصحية ايجابية للصلاة ، وفيما يلي بيانه: تكشف الدراسات الطبية والبحوث العلمية علي أن الصلاة تؤثر علي معظم الأجهزة البدنية وأنها تنشط عملية القلب والدماغ والرئة والكبد والكلي وتحفظها جميعا من إصابة الخلل والأمراض ، كما للصلاة فوائد صحية جمة ومنها أنها تحفظ القلب من أخطار نوبة القلب ، وتمنح الدماغ القدرة على تفادي نزيف المخ ، وتساعد الرئة في القضاء على الميكروبات ،كما تدعم الكلية لتصفية الدم بإيصال الدم الوافر إليها .
وما من عضو في جسم الإنسان إلا وأثرت الصلاة فيه ايجابا ومن ذلك القلب فهوعضو هام في الجسم يبدأ عمله قبل ولادة الإنسان ،فيتعسر عليه إيصال الدم إلي الرأس وسائر الأعضاء العالية بوقوعها فوق مستوي القلب ، وفي ركوع الصلاة وسجودها يجد القلب تخفيفا لعمله . وفي حالة السجود يصب الدم هائلا إلي الرأس وبهذا الانصباب يتسرب إلى عضلات و عروق الدماء في الدماغ ، كما أن وفرة الدماء في الدماغ يساعد على طرد الغفلة والإغماء واسترجاع النشاط والوعي .
ولا تنحصر فوائد الصلاة علي القلب والدماغ فحسب بل أنها تنشط أعمال الرئة وتجعلها قوية في محاربة الجراثيم التي تدخل إليها بواسطة التنفس لأن الرئة يقع معظمها فوق مستوي القلب ومنه ينقص تدفق الدم إليها ،وفي حالة السجود يتوفر تدفق الدم إليها وبمساعدة كريات الدم البيضاء يمكن طرد جراثيم الأمراض .
وأما في الجلوس بين السجدتين يحدث ضغط في عضلات الرجل وبهذا الضغط يتيسر رجوع الدم الماكث في الرجل إلي القلب ويقوم دورا هاما في الدورة الدموية . وأما الوضوء يعمل كعامل مهم لتبريد الجسم وتنشيط الوعي ومع ذلك هو أيضا يساعد الدورة الدموية ، لأن الماء إذا مس في أي عضو من الجسم ينجذب سيل الدم إليه ، هذا هو السر لإفاقة المغمى عليه برش الماء علي وجهه ، وعند الوضوء كلما يمس الماء في أعضاء البعيدة من القلب مثل القدم والكف والوجه ينجذب الدم إليها ويساعد القلب في عمليته، وأن أعضاء الوضوء مخصبة بعروق الدماء .والصلاة تدعم الدورة الدموية ، والسجود يخفف مضاعفات مرض السكر،والصلاة تفيد الحبلى، وتضر بالحائض ، ، وتؤثر الصلاة في النشاطات الهرمونية ،كما تشكل الصلاة للرياضيين أساسًا كبيرًا للإعداد البدني العام، وتسهم كثيرًا في عمليات التهيئة البدنية والنفسية للاعبين ليقدموا مزيدا من الجهد خصوصًا قبل خوض المباريات والمنافسات.والصلاة وسيلة تعويضية لما يسببه العمل المهني من عيوب قوامية وتعب بدني، كما أنها تساعد على النمو المتزن لجميع أجزاء الجسم، ووسيلة للراحة الإيجابية والمحافظة على الصحة. إن الصلاة تؤمِّن لمفاصل الجسم كافة صغيرها وكبيرها حركة انسيابية سهلة من دون إجهاد، وتؤمِّن معها إدامة أدائها السليم مع بناء قدرتها على تحمل الضغط العضلي اليومي. وحركات الصلاة تعطي العضلات مرونتها وصحة نسيجها، وتشّد عضلات الظهر وعضلات البطن فتقي الإنسان من الإصابة بتوسع البطن أو تصلب الظهر وتقوسه. وفي حركات الصلاة إدامة للأوعية الدموية المغذية لنسيج الدماغ مما يمكنه من إنجاز وظائفه بشكل متكامل عندما يبلغ الإنسان سن الشيخوخة.والصلاة تساعد الإنسان على التأقلم مع الحركات الفجائية التي قد يتعرض لها كما يحدث عندما يقف فجأة بعد جلوس طويل مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انخفاض الضغط، وأحيانًا إلى الإغماء. فالمداومون على الصلاة قلما يشتكون من هذه الحالة،كما يندر اصابة المصلين بمرض " دوالي الساقين " لأن ارتفاع ضغط الدم وانخفاضه في الساقين الذي يكون في عملية السجود والرفع منه يقوي جدران الساقين من خلال افراز مادة معينة مما يمنع بروز الاوعية الدموية، وكذلك قلما يشتكي المصلون من نوبات الغثيان أو الدوار.وفي الصلاة حفظ لصحة القلب والأوعية الدموية، وحفظ لصحة الرئتين، إذ أن حركات الصلاة تفرض على المصلي اتباع نمط فريد أثناء عملية التنفس مما يساعد على إدامة زخم الأوكسجين ووفرته في الرئتين. وبهذا تتم إدامة الرئتين بشكل يومي وبذلك تتحقق للإنسان مناعة وصحة أفضل. والصلاة هي أيضًا عامل مقوٍ، ومهدئ للأعصاب، وتجعل لدى المصلي مقدرة للتحكم والسيطرة على انفعالاته ومواجهة المواقف الصعبة بواقعية وهدوء. وهي أيضًا حافز على بلوغ الأهداف بصبر وثبات.هذه الفوائد هي لجميع فئات الناس: رجالاً ونساء، شيوخًا وشبابًا وأطفالاً، وهي بحق فوائد عاجلة للمصلي تعود على نفسه وبدنه، فضلاً عن تلك المنافع والأجر العظيم الذي وعده الله به في الآخرة.وفضلاً عن هذه الفوائد العامة لجميع فئات الناس، هناك بعض الفوائد الخاصة ببعض فئات الناس أو ببعض الحالات الخاصة، ولا تنسى أنه إذا ذكرت بعض الفوائد النفسية فذلك لأن أثرها الإيجابي يعود على البدن فهي غذاء للجسم والعقل معًا، وتمد الإنسان بالطاقة اللازمة للقيام بمختلف الأعمال، وهي وقاية وعلاج؛ وهذه الفوائد وغيرها يمكن للإنسان أن يحصل عليها لو حافظ على الصلاة، وبذلك فهو لا يحتاج إلى نصيحة الأطباء بممارسة التمارين، لأنه يمارسها فعلاً ما دامت هذه التمارين تشبه حركات الصلاة.
بارك الله فيكِ اختي الكريمة … جعلنا الله من مقيمين الصلاة ومن ذريتنا بإذن الله
والله ولي التوفيق