على النبي الكريم
أما بعد أيها الإخوة الكرام لابد لنا من الموضعية في كل
ما نكتبه وهذه الصفة من صفاة المتميزين ومن صفاة المحايدين
كما ان هذه الموضعية هي العامل الاول التي تبنى عليه الدراسات النفسية والاجتماعية والأدبية
أو ما تسمى بالدراسات الإنسانية الأكاديمية
وتقوم الموضعية على التخلي على الأفكار والأحكام المسبقة والتخلي عن التزعات النفسية المؤثرة
والتخلي على الذاتية
ولا يمكن ان يحصل ذلك إلا من خلال شيئين وهما التقييم والتقويم
فالتقويم يقوم على التركيز على السلبيات وهو ما نركز عليه نحن العرب دائما في
الكثير من المناسبات
أما التقييم فهو محاولة في البحث عن الإيجابيات
ومن هنا فدراستنا لظاهرة التدخين يجب عليها ان تتبع طريقة التقويم والتقييم
فبما ان أحد الأعضاء قد سبقني إلى إبراز سلبيات السيجارة والتدخين فلا داعي لتكرار
ما فات من السلبيات التي أفضل أن أسميها التقويم
أولا فالإنسان غدار بطبعه ينفق الأموال من أجل السيجارة ويشتريها ويظعها في
جيبه بكل اعتناء كما انه يقدمها كأحسن هدية لأخيه المدخن
ويتباهى بها لما يحملها بلطف متناهي بإصبعيه الرشيقتين السبابة والوسطى
ومن ثم يقبلها بشفتيه السوداء من أثر التدخين
فيداعبها وهي تضحك وتضحك وتضحك وخلال مداعبتها تكون السيجارة تستمتع مع المدخن والحاضرون وهم في أحلى
سمر وحديث ومفاكهة
وفجأة يشعلها بلهيبه المقدس
فتنادي وتصرخ يا ناس يا ناس
ولكن لااحد ينقذها من مخالب المدخن الفتاكة
ومن ثم يهلكها المسكينة بالنار حتى تنتهي ويرميها في المهملات وقد يرميها في الشارع ويردف ذلك التصرف اللاأخلاقي
بالدوس عليها لإطفائها
ولنذهب بدون إطالة إلى التقييم والإيجابيات
فإيجابيات السيجارة تتمثل في النقاط التالية:
1- المدخن لا يمرض بالشيخوخة ولن يصاب بالتجاعيد أبدا
لأنه يموت في الثلاثينات من العمر
2- المدخن لا يعاني من لسعات الحشرات المضرة
لأن رائحته كريهة جدا لا تطيقها حتى الحشرات
3- منزل المدخن لا يدخله السارق
لأن المدخن لا يتوقف عن السعال في الليل
4- كما أن المدخن مقتصد في الأكل كثيرا
لأن الشهية دائما عنده منعدمة
مع تحياتي الخالصة
الدولة والمجتمع