تخطى إلى المحتوى

فلنحذر من التزين 2024.

القعدة
القعدة
التزين داء ينتشر بين الصالحين وأهل الإستقامة بخاصة , وهو من حبائل أبليس اللعين يصطاد به ومن خلاله الأتقياء من أهل الدين.

فإذا تقابل السلفي مع أخيه تجده يتزين بأحسن الكلام والحال , وإذا كتب في ملتقى سلفي تجد الأثار وأحسن الأمثال , وإن تحدث مع عالم سلفي تجد الأدب وحُسن السؤال.

ولا زلل في هذا ولكن الخلل في تبدل الحال بإختلاف الناس والرجال , ولا يخلو من ذلك الفقير كاتب المقال ولا حول ولا قوة إلا بالله ذي الجلال العفو الغفور المتعال.

أخرج أبو نعيم في (الحلية) بإسناده :
" التقى سفيان الثوري وفضيل بن عياض فتذاكرا فبكيا، فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسي هذا أعظم مجلس جلسناه، بركة. فقال له فضيل: ترجو لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤماً ؟!!
، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي وتزينت لك به فعبدتني وعبدتك. قال: فبكى سفيان حتى علا نحيبه ثم قال: أحييتني أحياك الله " .اهـ

وقال ابن الجوزي في (صفوة الصفوة) :
" زار هرم بن حيان أويساً – القرني – ، فقال له هرم: يا أويس واصلنا بالزيارة. فقال أويس: قد وصلتك بما هو أنفع لك من الزيارة واللقاء: الدعاء بظهر الغيب، لأن الزيارة واللقاء قد يعرض فيهما التزين والرياء ".اهـ

وأخرج أبو نعيم في (الحلية) :
عن أبي سليمان الداراني رحمه الله تعالى أنه قال: " سمعت من بعض الخلفاء كلاماً , فأردت أن أنكره عليه , وعلمت أني أُقتل , ولم يمنعني القتل ولكن كان في ملأ من الناس , فخشيت أن يعتريني التزين للخلق فأقتل من غير إخلاص في الفعل ".اهـ

وقال ابن أبي حاتم (مقدمة الجرح والتعديل) :
سمعت ابي يقول : كان احمد بن حنبل إذا رأيته تعلم انه لا يظهر النسك , رأيت عليه نعلاً لا يشبه نعل القراء , له رأس كبير معقف , وشراك مسبل كأنه اُشتري له من السوق , ورأيت عليه إزاراً وجبة برد مخطط آسمانجونى.
قال أبو محمد ابن أبي حاتم : أراد بهذا والله اعلم ترك التزين بزى القراء , وإزالة عن نفسه ما يشتهر به .اهـ

وكان سفيان الثوري رحمه الله يقول: لا أعتد بما ظهر من عملي .

وجاء في (صفوة الصفوة) لأبن الجوزي:
قال هرم بن حيان لأويس القرني: أوصني قال: توسد الموت إذا نمت، واجعله نصب عينيك، وإذا قمت فادع الله أن يصلح لك قلبك ونيتك، فلن تعالج شيئاً أشد عليك منهما.اهـ

قال ابن القيم رحمه الله في (اعلام الموقعين):
وأما قوله (ومن تزين بما ليس فيه شانه الله) لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص , فإنه يظهر للناس أمراً وهو في الباطن بخلافه , عامله الله بنقيض قصده , فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدراً , ولما كان المخلص يعجل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس , عجل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته أن شانه الله بين الناس , لأنه شانَ باطنه عند الله , وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا وحكمته في قضائه وشرعه .اهـ

وأختم بموعظة تناسب المقال من (صيد الخاطر) لإبن الجوزي رحمه الله:
فأعلم أن ترك النظر إلى الخلق , و محو الجاه من قلوبهم , بالعمل و إخلاص القصد و ستر الحال هو الذي رفع من رفع.
فالتفتوا إخواني إلى إصلاح النيات , و ترك التزين للخلق , و لتكن عمدتكم الإستقامة مع الحق , فبذلك صعد السلف و سعدوا , و إياكم وما الناس عليه اليوم , فإنه بالإضافة – يعني بالمقارنة – إلى يقظة السلف نوم
.اهـ
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واجعل خير اعمالنا
خواتيمها واجعل خير ايامنا يوم نلقاك يارب ياا رحم الراحمين
اللهم اجعل ماكتبناه خالصاً لوجهك الكريم..
نرجوا منه مغفرتاً ورحمتاً منك ياكريم يارحيم..
اللهم اغفر لي وارحمني ولوالداي والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات..اللهم تب على التائبين واقض دين المدينين
وأعز الإسلام والمسلمين..وأذل الشرك والمشركين..
وانصر المجاهدين في كل مكان..واستر عورات المسلمين..
وصلى اللهم وسلم على أشرف الأنبياء سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين
اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
القعدة
عثمــــان سليم
القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.