لغة واصطلاحًا
أ- تعريف الصلاة لغة:
قال الراغب([1]): الصلاة في اللغة: الدعاء والتبريك والتحميد.. والصلاة التي هي العبادة المخصوصة: أصلها الدعاء، وسميت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما تضمَّنه.
وقال ابن القيم([2]): أصل لفظ «الصلاة» في اللغة يرجع إلى معنيين: أحدهما: الدعاء والتبريك، والثاني: العبادة.
فمن الأول قوله تعالى: }خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ{ [التوبة: 103].
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعي أحدكم إلى الطعام فليجب فإن كان صائمًا فليصلِّ»([3]) فُسَِّرَ الحديث بمعنى: فليدعُ لهم بالبركة.
ب- تعريف السلام لغة:
أي السلامة من النقائص والمكاره([4]).
فكانت إذا قلت: «اللهم سلِّم على محمد صلى الله عليه وسلم» فإنما تريد: اللهم اكتب لمحمد صلى الله عليه وسلم في دعوته وأمته وذكره السلامة من كلِّ نقص([5]).
وقيل: السلام بمعنى المسالمة له والانقياد، كما قال تعالى: }فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [النساء: 65].
ج- تعريف الصلاة والسلام على الرسول اصطلاحًا:
صلاة قولية بألفاظ مخصوصة للصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم([6]).
معنى الصلاة والسلام على عبده:
قال ابن القيم([7]): أما صلاة الله سبحانه على عبده، فنوعان عامة وخاصة، أما العامة: فهي صلاته على عباده المؤمنين قال تعالى: }هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ{ [الأحزاب: 43].
ومنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لآحاد المؤمنين كقوله: «اللهم صل على آل أبي أوفي»([8]).
النوع الثاني: صلاته الخاصة على أنبيائه ورسله خصوصًا على خاتمهم وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
موضع الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير من الصلاة، واختلف الفقهاء في حُكمه على قولين:
القول الأول: أنه واجب، وهو قول الشافعية([9])، والحنابلة([10])، وإسحاق بن راهوية.
القول الثاني: أنه سنة، وهو قول الحنفية([11])، والمالكية([12])، وجمع من الفقهاء: كالطحاوي والخطابي، والقاضي عياض.
واستدلَّ أصحاب القول الأول بالأمر القرآني في قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [الأحزاب: 56].
وبالأمر في عددٍ من الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ومنها: حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أنه قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد عرفنا نُسلم عليك، فكيف نصلِّي عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([13]).
وحديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلِّي عليك يا نبي الله، فكيف نُصلي عليك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([14]).
وأما أصحاب القول الثاني فحملوا الأمر في الآية والأحاديث على الاستحباب.
واستدلُّوا بعموم لفظ بعض الأحاديث ومنها حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وعلمه التشهد في الصلاة فقال: «قل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إذا فعلت هذا، أو قضيت ذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد»([15]).
فأخذوا بمنطوق لفظ: «فقد قضيت صلاتُك..».
وقالوا: لو كانت الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة واجبة لذكرها له في الحديث([16]).
قلت: والراجح القول الأول لصراحة الأدلَّة في وجوب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
وأما احتجاجهم بلفظ: «إذا فعلت هذا أو قضيت ذا فقد قضيت صلاتك»؛ فلقد ذكر الإمام البيهقي([17])، أنه ذهب الحفاظ إلى أن هذه الجملة من قول عبد الله بن مسعود فأدرجت في الحديث.
وذكر ابن القيم([18]) أنَّ الاقتصار على التشهد كان متقدمًا، أما تعليم الصلاة عليه فكان بعد نزول آية }إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ{ [الأحزاب: 56] وكان نزولها في الأحزاب.
قال القاضي عياض رحمه الله في كتاب «الشفا»([19]):
«اعلم أنَّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرضٌ على الجملة غير محدَّد بوقتٍ، وذلك لأمر الله تعالى بالصلاة عليه، وحمل الأئمَّة والعلماء له على الوجوب وأجمعوا عليه».
وقال السخاويفي «القول البديع»([20]):
نقلاً عن ابن حجر في فتح الباري([21]): إنَّ حاصل ما وقفتُ عليه من كلام العلماء في هذه المسألة عشرة مذاهب وذكر منها:
1- أنها من المستحبات:
وهو قول ابن جرير الطبري وغيره، وادَّعَى الإجماع على ذلك، واعترض عليه، وقد أوَّل بعض العلماء هذا القول بما زاد على المرة الواحدة.
2- أنها واجبة في الجملة بغير حصر، ولكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرَّة واحدة.
3- تجنَّب مرَّة واحدة في العمرة في صلاة أو في غيرها: وهي مثل كلمة التوحيد. وهذا القول محكي عن أبي حنيفة والرازي و مالك والثوري والأوزاعي([22])، حيث قالوا بوجوبها في العمر مرة واحدة.
4- تجب في الصلاة من غير تعيين لمحل: نُقل هذا عن أبي جعفر الباقر.
5- يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد.. قاله أبو بكر ابن بُكير من المالكية، حيث قال: «افترض الله تعالى على خلقه أن يُصلُّوا على نبيه صلى الله عليه وسلم ويسلِّموا، ولم يجعل ذلك لوقتٍ معلوم، فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها».
وعن بعض المالكية([23])، قال: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرضٌ إسلاميٌّ جملي غير متقيَّد بعدد ولا وقت معين.
6- قال الطحاوي([24]) وغيره: كلما ذُكر صلى الله عليه وسلم يصلِّي عليه.
وقال الحليمي في «شعب الإيمان»([25]): إنَّ تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من شُعب الإيمان، وأنَّ التعظيم منزلة فوق المحبة.
7- في كلِّ مجلسٍ مرة ولم تُكرَّر ذكره مرارًا، حكاه الزمخشري عن الأوزاعي.
وحكي الترمذي([26]) عن بعض أهل العلم فقال: إذا صلَّى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرة أجزأه عنه ما كان في ذلك المجلس.
8- في كلِّ دعاء؛ لحديث فَضالة بن عُبيد قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته ولم يُصل عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عَجَّل هذا»، ثم دعاه فقال له: «إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بما شاء»([27]).
فيُرجِع قول من أوجب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذِكره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أنفُ رَجُلٍ ذُكرتُ عنده فلم يُصل عليّ»([28])..
وقوله عليه الصلاة والسلام: «من ذُكرت عنده فليصل عليّ، فإنه من صلى عليّ مرة صلى الله عليه عشرًا»([29]) والله أعلم.
اجتهد كثيرٌ من العلماء في تلمُّس حكمة مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الحليمي([30]): المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرُّب إلى الله تعالى بامتثال أمره، وقضاء حقِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم علينا.
وقال العزُّ بن عبد السلام: ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منَّا له؛ فإنَّ مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن علينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء.
وقال ابن العربي: فائدة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ترجع إلى الذي يُصلِّي عليه.
وقال غيره: إنها من أعظم شعب الإيمان؛ فهي محبةٌ له وأداءٌ لحقِّه وتوقيرٌ له وتعظيم، والمواظبة عليها من باب أداء شكره صلى الله عليه وسلم، وشكره واجب لِما عظُم منه من الإنعام، فإنه سبب نجاتنا من الجحيم، ودخولنا في دار النعيم، وإدراكنا الفوز بأيسر الأسباب، ونيلنا السعادة من كلِّ الأبواب، ووصولنا إلى المراتب السنية، والمناقب العلية بلا حجاب([31]).
الأمر بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
قال الله تعالى: }إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [الأحزاب: 56].
قال الإمام ابن كثير([32]): والمقصود من هذه الآية أنَّ الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يُثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تُصلي عليه .. ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا.
وقال الإمام القرطبي([33]): هذه الآية شرف الله بها الرسول عليه الصلاة والسلام حياته وموته، وذكر منزلته منه، وطهَّر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء، أو في أمر زوجاته ونحو ذلك، والصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره.
وردت أحاديث كثيرة منها:
1- عن أبي طلحة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جاءني جبريل فقال: أما يُرضيك يا محمد أَّلا يصلي عليك أحدٌ من أُمتك، إلا صليتُ عليه عشرًا، ولا يُسلَّمُ عليك أحَدٌ من أُمتك إلا صليتُ عليه عشرًا»([34]).
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»([35]).
3- وعن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا وصلوا عليّ وسلموا حيثما كنتم، فسيبلغني سلامكم وصلاتكم»([36]).
4- وعن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخلتِ المسجد فقولي: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، واغفر لنا، وسهل لنا أبواب رحمتك، فإذا فرغت فقولي مثل ذلك، غير أن تقولي: وسهل لنا أبواب فضلك»([37]).
5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذُكرت عنده فليصلِّ عليَّ، فإنه من صلَّى عليَّ مرةً صلَّى الله عز وجل عليه بها عشرًا»([38]).
وفي الحديث الترغيب في الاستكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ليحظى بشرف صلاة الله عليه عشرًا.
6- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي "الوسيلة"، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلاَّ لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة»([39]).
7- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطّ عنه عشر خطيئات»([40]).
8- وعن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة صلى الله عليها بها عشرًا»([41]).
9- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة»([42]).
ومعناه([43])، أقربهم وأحقّهم بشفاعتي.
10- وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يُصلّ عليّ»([44]).
قال الشوكاني: وهذا أقبح بخلٍ وشحٍّ، لأنه بخل بما لا نقص عليه فيه، ولا مؤنة مع كون الأجر عظيمًا والجزاء موفورًا([45]).
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة صيغ في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وسأذكر ما وقفتُ عليه منها:
1- حديث كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نُسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([46]).
قال البيهقي([47]): أما قول الصحابة رضي الله عنهم: «يا رسول الله قد علمنا كيف نسلَّم عليك، فكيف نصلِّي عليك؟».
فإنَّ المراد من ذلك: هو ما علَّمهم إياه النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد من قوله: السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، فيكون المراد بقولهم: فكيف نصلِّي عليك؟ أي بعد التشهد في الصلاة.
وذكر السخاوي أنَّ تعليم النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه بعد سؤالهم عنها يستدل به على أنها أفضل الكيفيات في الصلاة عليه، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف والأفضل، ولأنها الأصح سندًا والأتم معنى، وأن من أتى بها فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين([48]).
2- ومن الصيغ الواردة عنه صلى الله عليه وسلم: «اللهم صلَّ على محمد النبي الأُمِّي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([49]).
3- وفي رواية أنه قال: «قولوا: اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([50]).
4- وقال: «قولوا: اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صلَّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»([51]).
وفي رواية: «على آل إبراهيم» رواه مالك في الموطأ وغيره، وعند ابن ماجة: «كما باركت على آل إبراهيم في العالمين».
5- وقال: «اللهم صلّ على محمد وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([52]).
6- وقال: «اللهم صلّ على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد..»([53]).
7- وقال: «اللهم صلّ على محمد كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([54]).
8- وقال: «صلوا عليّ وقولوا: اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([55]).
9- وقال: «اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»([56]).
في الصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الصيغ في الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم سأذكر اختلاف العلماء في المفاضلة بين تلك الصيغ على قولين:
القول الأول:
أن يجمع بين تلك الصيغ كلّها في لفظ و احد؛ لأنها كلّها وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والاختلاف في ألفاظها يعدونه من اختلاف التنوُّع لا التضاد، وهذا قول النووي في شرح المهذب([57]).
القول الثاني:
أن الأفضل أن يأتي بأكمل الروايات وأصحها، ويقتصر في كل مرة على لفظ، ولا يجمع بينها؛ لأنَّ ذلك يعد تلفيقًا ويستلزم إحداث صفة في التشهد لم ترد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا قول الأوزاعي([58]).
وقال الشوكاني([59]): يجزئ المصلي أن يأتي بواحد منها إذا كان صحيحًا وأقوى سندًا.
قلت: ولعلَّه الراجح، والله أعلم.
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدَّة أحاديث في التحذير من ترك الصلاة عليه منها:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَغمَ([60]) أنفُ رجل ذُكرتُ عنده فلم يُصل عليّ»([61]).
قال الشوكاني رحمه الله([62]): ذِكر «الرجل» وصف طردي؛ فإنَّ المرأة مثل الرجل في ذلك .. وفي الحديث دليلٌ على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأنه لا يدعو بالذل والهوان على من ترك ذلك إلا وهو واجب عليه.
2- وعن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال: «آمين» ثم ارتقى الثانية، فقال: «آمين» ثم ارتقى الثالثة، فقال: «آمين» ثم استوى فجلس، فقال أصحابه: علام أمَّنت؟ فقال: «أتاني جبريل فقال: رَغِمَ أنفُ رَجُلٍ ذُكرتُ عنده فلم يُصل عليّ فقلت: آمين…»([63]) الحديث.
3- وعن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يُصلّ عليّ»([64]).
قال الشوكاني([65]):
قال الفاكهاني: وهذا أقبح بخل وشح، لم يبقَ بعده إلاَّ الشحَّ بكلمة الشهادة، أي لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وقد عدَّ كثيرٌ من العلماء هذا الفعل من الكبائر، أي عدم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
4- وعن جعفر عن أبيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يُنسى الصلاة عليّ خطئ أبواب الجنة»([66]).
5- وعن حسين بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ذُكرت عنده فخَطِئ الصلاة علي، خَطِئ طريقَ الجنّة»([67]).
ومعنى ذلك: أي فلم يبق له إلا طريق النار للرواية الأخرى عن عبد الله بن جراد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ دخل النار»([68]).
6- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلّوا على نبيِّهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم»([69]) والتَّرة: النقص.
قال أهل العلم: إذا صلَّى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرة في المجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس([70]).
7- وعن قتادة مرسلاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من الجفاء أن أُذكَر عند الرجل فلا يُصلِّي عليَّ»([71]).
([1]) المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصبهاني (285) و «تهذيب اللغة» للأزهري (مادة صلى) (12/236).
([2]) جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام للإمام ابن القيم (106) والقاموس المحيط للفيروز آبادي (مادة صلى) (1681).
([3]) أخرجه أحمد (2/507) ومسلم في كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي (1431).
([4]) «لسان العرب» لابن منظور مادة سلم (2/191).
([5]) الشفاء للقاضي عياض (2/51).
([6]) جلاء الأفهام (108).
([7]) جلاء الأفهام (108).
([8]) متفق عليه، أخرجه البخاري في الزكاة، باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة (3/286) ومسلم في الزكاة باب الدعاء لمن أتى بصدقة الحديث (1078).
([9]) انظر: الأم (1/117) ومغني المحتاج (1/173).
([10]) المغني (1/541).
([11]) الدرر المختار (1/478) والشرح الصغير (1/319).
([12]) الموطأ (1/165) والتمهيد (16/2184).
([13]) متفق عليه، أخرجه البخاري، في كتاب أحاديث الأنبياء (6/408) (337) ومسلم في كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي r بعد التشهد (1/305) (883).
([14]) رواه مالك في الموطأ في كتاب قصر الصلاة في السفر وباب ما جاء في الصلاة على النبي r (1/165) (67) وأخرجه مسلم في الموضع السابق (882).
([15]) متفق عليه، رواه البخاري في كتاب الصلاة، باب ما يتخير من الدعاء (2/32) (835) ومسلم في الصلاة، باب التشهد (1/301).
([16]) يراجع الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، للإمام ابن عبد البر (6/251).
([17]) معرفة السنن والآثار للبيهقي (3/63).
([18]) جلاء الأفهام (2/227).
([19]) الشفا (2/52).
([20]) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للسخاوي (52).
([21]) فتح الباري (11/152، 153).
([22]) ذكره ابن عبد البر في «الاستذكار» (6/256).
([23]) يراجع: التمهيد لابن عبد البر (16/186) والاستذكار (6/256).
([24]) مشكل الآثار (3/71).
([25]) (2/205).
([26]) يراجع: جامع الترمذي، كتاب الصلاة، باب في صفة الصلاة على النبي r (2/352) ونقل قول الترمذي: الإمام النووي في الأذكار (1/324).
([27]) رواه أحمد (6/18) وأبو داود في الصلاة، باب الدعاء. الحديث 0(1481) والنسائي في كتاب السهو، باب التمجيد والصلاة على النبي r (3/44) (1284) وابن خزيمة في الصلاة باب الصلاة على النبي r في التشهد (1/351) (710) والحاكم (1/320) وصححه ووافقه الذهبي.
([28]) أخرجه أحمد (254) والترمذي (3613) وقال: حديث حسن والحاكم (1/549) عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظه.
([29]) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (643) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (61/62) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (382) وجود النووي إسناده في الأذكار (323) عن أنس رضي الله عنه بلفظه.
([30]) شعب الإيمان فصل في معنى الصلاة على النبي ص (2/219).
([31]) بتصرف من كتاب «فضل الصلاة والتسليم على خاتم النبيين» تأليف عادل نصار (17).
([32]) تفسير القرآن العظيم (3/432).
([33]) الجامع لأحكام القرآن (14/149).
([34]) أخرجه أحمد (4/30) والنسائي في السهو باب الفضل في الصلاة على النبي r (3/50) والحاكم (2/420) وإسماعيل القاضي ص (24) والبغوي في «شرح السنة» (3/196).
([35]) رواه أبو داود (2042) في المناسك: باب زيارة القبور وأحمد في المسند (2/367) والحديث صحيح.
([36]) فضل الصلاة على النبي ص للقاضي إسماعيل الجهضمي ص (34) حديث رقم (20) قال الألباني: حديث صحيح بطرقه وشواهده.
([37]) رواه أحمد (6/282) والترمذي في الصلاة، باب ما يقول عند دخول المسجد (2/127) (314) وقال: حديث حسن، ومن طريقه البغوي في «شرح السنة» (481) ورواه أيضًا في فضل الصلاة على النبي r إسماعيل القاضي ص (72) حديث رقم (82) وقال الألباني: حديث صحيح بطرقه وشواهده.
([38]) رواه ابن السني في عمل اليوم و الليلة (380) والنسائي في عمل اليوم والليلة (61) وفي سنده انقطاع، وجود إسناده النووي في الأذكار (349) وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن وصححه الألباني انظر: صحيح الجامع (6122).
([39]) أخرجه مسلم (384).
([40]) أخرجه أحمد (3/202، 261) وابن أبي شيبة (2/517) والبخاري في «الأدب المفرد» (643) والنسائي (3/50) والحاكم (1/550) وصححه ووافقه الذهبي.
([41]) أخرجه مسلم في الصلاة، باب الصلاة على النبي r (384) (408).
([42]) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/177) والترمذي في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي r ص (484) وابن حبان في الرقائق باب الأدعية ص (911) وقال: في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسول الله r يوم القيامة يكونون أصحاب الحديث؛ إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه ص منهم. للتوسع يراجع «شرف أصحاب الحديث» للخطيب البغدادي ص (35).
([43]) تحفة الأحوذي (2/608).
([44]) أخرجه أحمد (1/201) والترمذي في الدعوات (5/36) وقال: حسن غريب صحيح، والنسائي في عمل اليوم والليلة (55، 56) والقاضي إسماعيل الجهضمي في فضل الصلاة على النبي ص (32) وصححه الألباني.
([45]) تحفة الذاكرين ص (25).
([46]) متفق عليه.
([47]) شعب الإيمان (2/219).
([48]) ذكر هذا القول: السخاوي في «القول البديع» ص (100).
([49]) رواه البيهقي في سننه، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي r في التشهد (1/146، 147) وقال: هذا حديث صحيح.
([50]) رواه البخاري رقم (4798) في تفسير سورة الأحزاب وفي الدعوات رقم (6358) باب الصلاة على النبي ص وأحمد في المسند (3/47) والنسائي (3/49) في السهو، وابن ماجة (903) وإسماعيل القاضي (66-67) عن أبي سعيد الخدري.
([51]) متفق عليه، رواه البخاري (3369) في الأنبياء، (6360) في الدعوات ومسلم (407) في الصلاة والموطأ (1/165) وأبو داود (979) في الصلاة، والنسائي (3/49) في السهو وابن ماجة برقم (905) في إقامة الصلاة، و إسماعيل القاضي رقم (70) من حديث أبي حميد الساعدي.
([52]) متفق عليه، رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (3369) الفتح (6/407) ومسلم في الصلاة، باب الصلاة على النبي ص بعد التشهد (1، 306، 886) عن أبي حميد الساعدي.
([53]) رواه الحاكم (1/355) وقال على شرط مسلم، ورواه ابن خزيمة من حديث أبي مسعود الأنصاري، ورواه ابن حبان (515) «موارد» والبيهقي في السنن (2/147) وقال: إسناد صحيح المعرفة (3/67).
([54]) متفق عليه أخرجه البخاري في الموضع السابق رقم (3370) ومسلم رقم (883).
([55]) رواه النسائي (1/190) وأحمد وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي r برقم (69) من حديث زيد بن خارجة وقال الألباني إسناده صحيح.
([56]) هذا الحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (2/144) وقال: رواه البزار وإسناده صحيح، ورواه الشافعي في الأم (1/117) باب التشهد والصلاة على النبي r عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([57]) المجموع شرح المهذب (3/366).
([58]) بتصرف من كتاب فضل الصلاة والتسليم على خاتم النبيين. تأليف: عادل نصار ص (36).
([59]) تحفة الذاكرين ص (111).
([60]) رَغمَ يرغم رغمًا: أي ألصقه بالرغام، وهو التراب، وهذا هو الأصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف، فهو كناية عن حصول الذل والهوان لمن لم يصلّ على النبي r يراجع: النهاية (مادة رغم) (2/238).
([61]) أخرجه أحمد (2/254) والترمذي (3545) وقال: حسن غريب وأخرجه الحاكم (1/549) وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي r رقم (16) وصححه الألباني.
([62]) تحفة الذاكرين ص (25).
([63]) أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ص (15) وقال محققه الشيخ الألباني: صحيح بشواهده، ويراجع مجمع الزوائد (10/164).
([64]) أخرجه أحمد (1/201) والترمذي (2/271) وابن حبان (2388) والحاكم (1/549) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/139) كما أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (382) وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ص (32) وذكر شواهده.
([65]) تحفة الذاكرين ص (25).
([66]) أخرجه إسماعيل القاضي رقم (41) وقال الألباني: إسناده مرسل جيد.. ويتقوى الحديث برواية ابن عباس مرفوعًا بلفظه، أخرجه ابن ماجة برقم (908) ورواية محمد بن الحنفية بلفظه أخرجه ابن ماجة برقم (908) ورواية محمد بن الحنفية مرفوعًا، وهذه الطرق وإن كانت لا تخلو عن ضعف فبعضها يقوي بعضًا، فالحديث يرتقي بها إلى درجة الحسن على أقل الدرجات، يراجع القول البديع ص (140).
([67]) أخرجه الطبراني في الكبير حديث رقم (2887) وأشار السيوطي إلى حسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6121).
([68]) يراجع جلاء الأفهام (218).
([69]) أخرجه أحمد (2/446، 481، 484) والترمذي في الدعاء، باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله (10/33) وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ص (54) وأبو نعيم في الحلية (8/130) والبيهقي في السنن (3/210) والبغوي في شرح السنة (1254) وإسناده صحيح كما في صحيح الجامع (5483).
([70]) ذكر ذلك القول: القاضي عياض في "الشفا" (2/69) والنووي في "الأذكار" (35).
([71]) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/217) (3121) وقال السخاوي: رواته ثقات القول البديع (141).
تعددت المواضع التي تشرع فيها الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبلغت عند الإمام ابن القيم([1]) أربعين موضعًا، بينما أوصلها الإمام السخاوي([2]) إلى ستين موضعًا.
وبالنظر إلى تلك المواضع وجدت أنَّ بعضها ليس عليه دليل، أو أن الحديث الوارد فيها ضعيف، فرأيت الاقتصار على المواضع التي ثبت ورود الأدلَّة عليها، ومنها.
1- في آخر التشهد الأخير من الصلاة.
وقد تقدم ذكر حُكمه.
2- في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية:
واختلف في حكم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة على قولين:
القول الأول:
قال الشافعي([3]) وأحمد([4]): «إنها واجبة، ولا تصحُّ الصلاة إلاَّ بها؛ لما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى على جنازة بمكة فكبَّر ثم قرأ وجهر، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا لصاحبها فأحسن، ثم انصرف، وقال: هكذا ينبغي أن تكون الصلاة على الجنازة»([5]) فحملوه على الوجوب.
القول الثاني:
قال أبو حنيفة([6]) ومالك([7]): إنها مستحبَّة وليست واجبة.
والدليل على مشروعيتها في صلاة الجنازة حديث أبي أمامة بن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: «أنَّ السُنة في الصلاة على الجنازة أن يُكبر الإمام، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب عند التكبيرة الأولى سرًّا في نفسه، ثم يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم»([8]).
قال الشافعي([9]): وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولون بالسُنة إلاَّ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ. قلت: فاحتجوا بمنطوقه على أنها سنة وليست واجبة، والله أعلم.
3- في يوم الجمعة:
ليوم الجمعة خصائص كثيرة، منها: استحباب الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لحديث أوس الثقفي رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خُلق آدم وفيه قُبض، وفيه النفخة وفيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم معروضة عليَّ»قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض عليك صلاتُنا وقد أرمت؟ (يقولون: بَليتَ) فقال: «إنَّ الله حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء»([10]).
وحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة؛ فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة»([11]).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة؛ فإنَّ صلاتكم تُعرض عليَّ»([12]).
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكثروا عليَّ من الصلاة في كلِّ يوم جمعة؛ فإنَّ صلاة أمتي تعرض علي في كلِّ يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة، كان أقربهم مني منزلة»([13]).
وفي مراسيل الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكثِروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة»([14]).
ووردت آثار كثيرة عن الصحابة والتابعين تدلُّ على أنهم كانوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة.
4- عند سماع المؤذن:
ويدلُّ على ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة»([15]).
5- عند دخول المسجد والخروج منه:
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليسلِّم علي النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل، اللهم أني أسألك من فضلك».
قال النووي([16]): رواه مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم بأسانيد صحيحة، وليس في رواية مسلم: «فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم» وهو في رواية الباقين.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: «باسم الله، اللهم صلّ على محمد» وإذا خرج من المسجد قال: «باسم الله، اللهم صل على محمد»([17]).
6- عند الصفا والمروة:
لحديث ابن عمر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكبِّر على الصفا ثلاثًا يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» ثم يصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو، ويطيل القيام والدعاء، ثم يفعل على المروة مثل ذلك([18]).
7- في المجلس قبل التفرُّق:
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم مجلسًا، فلم يذكروا الله تعالى، ولم يصلُّوا على نبيه صلى الله عليه وسلم إلا كان مجلسهم عليهم ترة([19]) يوم القيامة إن شاء أخذهم»([20]).
وقالت عائشة رضي الله عنها: «زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي»([21]).
8- عند ذكره صلى الله عليه وسلم:
والأحاديث في ذلك كثيرة، ومن تلك الأحاديث حديث أنس رضي الله عنه أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من ذُكرت عنده فليصلِّ عليّ، فإنه من صلَّى عليّ مرَّةً صلَّى الله عليه بها عشرًا»([22]).
وقال النووي([23]): يستحب لقارئ الحديث وغيره إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع صوته بالصلاة عليه والتسليم، ولا يبالغ في الرفع.
9- عند الصباح والمساء:
لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي حين يُصبح عشرًا، وحين يُمسي عشرًا، أدركته شفاعتي يوم القيامة»([24]).
10- عند ابتداء الدرس وختمه:
قال ابن جماعة([25]) عند ذكره لما يبتدئ به الشيخ درسه: «ثم يُسمى الله تعالى ويحمده، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه».
وقال الإمام ابن القيم([26]): والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن؛ لأنه موطن لتبليغ العلم الذي جاء به ونشره في أمته، وإلقائه إليهم، ودعوتهم إلى سُنته وطريقته صلى الله عليه وسلم، وهذا من أفضل الأعمال وأعظمها نفعًا للعبد في الدنيا والآخرة قال تعالى: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{ [فصلت: 33].
واستحبَّ ذلك الإمام الشافعي([27])، فقال: أحبُّ أن يقدَّم المرء بين يدي خطبته وكلُّ أمر طلبه حمد الله والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
11- عند الدعاء:
لحديث فضالة بن عُبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يُمجد الله تعالى، ولم يصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: «عَجل هذا» ثم دعاه فقال: «إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه سبحانه، والثناء عليه، ثم يصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء»([28]).
وعن علي رضي الله عنه قال: «كلُّ دعاء محجوب حتى يُصلَّى على محمد صلى الله عليه وسلم»([29]).
وعن عمر بن الخطاب موقوفًا أنه قال: «إنَّ الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلِّي على نبيك صلى الله عليه وسلم»([30]).
إنَّ المتأمِّل للأحاديث الواردة في فضل الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم ليستنبط منها فوائد وثمرات كثيرة يجنيها ذلك المصلي لامتثاله لأمر الله سبحانه وتعالى، ومن أهمها: اكتساب الحسنات ومضاعفتها بعشر أمثالها، ومحو السيئات وهي تعدل عتق عشر رقاب في ثوابها.
وسبب بإذن الله تعالى لنيل شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة، ويحظى بصحبة الملائكة الأبرار، وهي من الأذكار التي تشرح الصدر، وتزيل الهمَّ والكرب بإذن الله تعالى.
وإذا كان الدعاء مبدوءًا أو مختومًا بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فهو حريٌّ بالاستجابة له؛ لحديث فضالة بن عُبيد وعلي بن أبي طالب الذين تقدم ذكرهما([31]).
ويحظى المُصلى بشرف عرض صلاته على الرسول صلى الله عليه وسلم لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإن صلاتكم تُعرض علي»([32]).
ويكون من أولى الناس بالنبي يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة»([33])ويسلم من وصف البخل الذي أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم على من ذُكر عنده فلم يُصلَّ عليه.
وأيضًا فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم سبب لدوام محبته للرسول وزيادتها لدوام ذكره صلى الله عليه وسلم، وكلما أكثر من الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم كلما ازداد أجرًا وثوابًا وشغلاً للسانه وقلبه بالذكر؛ لأنها أداء لبعض حقِّ الرسول صلى الله عليه وسلم علينا، وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا ببعثته ونبوته ورسالته للعالمين([34]).
استحباب كتابة ونطق الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم
وعدم الاقتصار على الرموز
ينبغي عند كتابة اسم النبي أو الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم أن يكتب الكاتب «الصلاة والسلام على الرسول» تامتين كتابة ونطقًا([35])امتثالاً لعموم قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [الأحزاب: 56].
فيجمع الكاتب بين الصلاة والسلام على الرسول بلسانه وبيانه فإن له الثواب العظيم، والأجر الجزيل الوارد في فضل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام ابن الصلاح([36]): وينبغي أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يسأم من تكراره، ومن أغفله حُرم حظًّا عظيمًا، وذكر الإمام السيوطي([37]): أنه قد قيل في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة»([38])إنهم أهلالحديث، لكثرة ما يتكرر ذكره في الرواية فيصلون عليه.
وقد أوردوا في ذلك حديث: «من صلىَّ عليَّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب»([39]).
قال السيوطي: وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا فهو يحسن إيراده في هذا المعنى، ولا يُلتفت إلى ذكر ابن الجوزي له في «الموضوعات»([40])؛ فإنَّ له طُرقًا تخرجه عن الوضع، وتقتضي أنَّ له أصلاً في الجملة.
ثم نقل عن البلقيني أنه روى بإسناد صحيح من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن أنس يرفعه: «إذا كان يوم القيامة جاء أصحابُ الحديث وبأيديهم المحابر، فيُرسل الله إليهم جبريل فيسألهم: من أنتم؟ وهو أعلم، فيقولون: أصحاب الحديث، فيقول: ادخلوا الجنة طالما كنتم تصلُّون على نبيِّي في دار الدنيا»([41]).
وقال سفيان الثوري: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلاَّ الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يُصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب صلى الله عليه وسلم([42]).
ولا ينبغي للكاتب أن يقتصر على الرموز مثل: «ص»، أو «صل»، أو «صلعم»، أو «صلع»، أو «صلم»، أو غيرها([43]).
قال السيوطي: ويُكره الرمز إليهما الصلاة والسلام في الكتابة بحرف أو حرفين، كمن يكتب «صلعم»، بل يكتبها بكمالها، ويقال: إنَّ أول من رمزها بـ«صلعم» قُطعت يده([44]).
وقال السخاوي([45]): ولا ينبغي أن يرمز بالصلاة كما يفعله الكسالى والجهلة وعوام الطلبة فيكتبون صورة «صلعم» بدلاً من صلى الله عليه وسلم.
وقال سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله([46]): والمشروع أن تكتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كاملة تحقيقًا لِما أمرنا الله تعالى به، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتابة «ص» أو «صلعم» وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلِّفين لِما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: }صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [الأحزاب: 56].
مع أنه لا يتم بها المقصود، وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة «صلى الله عليه وسلَّم» كاملة.
والتحذير منها
نظرًا لبعد بعض الناس هداهم الله تعالى عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولجهلهم بها، وقعوا في الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، لاسيما المتصوِّفة، حيث أحدثوا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظًا وصيغًا لا أصل لها، وألزموا أنفسهم وأتباعهم بأعداد لتلك الصلوات، وتكلَّفوا في أدائها بتطريب وألحان وحركات مبتدعة.
والذي أوقعهم في ذلك تصديقهم وعملهم ببعض الأحاديث المكذوبة على المصطفى صلى الله عليه وسلم مثل حديث: «من صلَّى عليَّ مائة صلاة صلَّيت عليه ألفي صلاة، وتُقضى له ألف حاجة، أيسرها أن يُعتَق من النار»([47])!
وحديث: «من صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفرتُ له ذنوب ثمانين عامًا»([48]).
وحديث: «من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة»([49]).
وحديث: «من قال كل يوم: اللهم صلّ على محمد صلاة تكون لك رضاء، ولحقه أداء، ثلاثين مرة فتح الله ما بين قبره وقبر نبيه صلى الله عليه وسلم»([50]).
وحديث: «أوصى الله إلى موسى أتحب ألاَّ ينالك عطش يوم القيامة؟ قال: نعم، قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم» وهذا من الإسرائيليات التي لا أصل لها في كتاب مُعتَمَد.
وأحدثوا صِيغًا مبتدعة في الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم منها([51]).
«صلى الله على طه – خير الخلق وأحلاها»
«اللهم صلَّ على الحبيب المحبوب، مُشفي العلل ومفرج الكروب»، وهذه العبارة ملحونة في لفظها، مخالفة للصواب في معناها، لأن فيها شركًا بوصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مشفي العلل ومفرج الكروب، وهذا وصف لله تعالى.
وكذلك قولهم: «صلى الله على محمد، طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها» فهي مما لم يرد به نص والأولى تركها.
وكذلك قولهم: «صل على محمد عدد حروف القرآن، حرفًا حرفًا، وعدد كل حرف ألفًا ألفًا، وعدد صفوف الملائكة صفًّا صفًّا».
وكذلك قولهم: «يا رب صلّ على المُختار، وامنن علينا بالأنوار».
واخترعوا صلوات كثيرة يسمونها: البكرية والدرديرية والميرغنية نسبة لبعض الطرق الصوفية وغيرها مما لم يأذن به الله من البدع والخُزعبلات التي ذكرها الجزولي في «دلائل الخيرات»([52]).
بل وأودعوها في كتب خاصة بذلك، وسأقتصر على المطبوع منها لتداوله بين الناس، وهي:
1- كتاب «عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية» لأبي الحسن البكري المصري ت 952هـ، وهو مطبوع في القاهرة.
2- وكتاب «التفكر والاعتبار في الصلاة على النبي المختار» لأحمد بن ثابت المغربي البجائي ت (1152 هـ) وهو مطبوع في القاهرة.
3- وكتاب «التوسُّل إلى الرب العظيم بالصلاة على النبي الكريم» لأحمد بن الحاج على الشهير بابن الشيخ ت (1208هـ) وهو مطبوع في تونس.
4- وكتاب «جلاء الأكدار والسيف البتار في الصلاة على النبي المختار» للشيخ أبي الضياء خالد النقشبندي الكردي (ت1242 هـ) وهو مطبوع في دمشق.
5- وكتاب «أنوار البصائر في الصلاة على أفضل القبائل والعشائر» لأحمد بن محمد الدمياطي، المتوفى بعد سنة 1309 هـ وهو مطبوع في القاهرة.
6- كتاب «أفضل الصلوات على سيد السادات» وكتاب «صلوات الثناء على سيد الأنبياء» كلاهما ليوسف ابن إسماعيل النبهاني ت (1350 هـ) وقد طبعًا قديمًا في بيروت.
فيجب علينا الحذر من تلك البدع التي أحدثها أولئك في الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لنا أن نزيد على ما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
([1]) جلاء الأفهام (297).
([2]) القول البديع (165).
([3]) يراجع المجموع شرح المهذب (5/232).
([4]) المغني (3/412).
([5]) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/298).
([6]) بدائع الصنائع (1/262).
([7]) الموطأ (1/228).
([8]) أخرجه الشافعي في «الأم» (17/239) ومن طريقه ابن الجارود في المنتقى رقم (265) والبيهقي في سننه (4/39).
([9]) الأم (1/240) وللتوسع يراجع كتاب: أحكام الجنائز للشيخ الألباني ص (117).
([10]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/516) وأحمد (4/8) وأبو داود (1/635) والنسائي (3/91) وابن خزيمة في الأذكار (1/160) وابن القيم في «جلاء الأفهام» ص (32).
([11]) رواه ابن ماجة في إقامة الصلاة، باب في فضل الجمعة رقم (1627) ورجاله ثقات، وقال المنذري: إسناده جيد. الترغيب والترهيب (2/503).
([12]) رواه الطبراني وابن عدي في «الكامل» (3/1309) وقال ابن القيم: هو محفوظ في الجملة، ويصلح للاستشهاد، جلاء الأفهام ص (53) (332).
([13]) رواه البيهقي في سننه، كتاب الجمعة، باب ما يؤثر به في ليلة الجمعة ويومها من كثرة الصلاة على رسول الله ص (3/249).
([14]) رواه إسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي» ص (44) رقم (40) وقال الألباني: إسناد مرسل جيد، ويشهد له ما صح عن أوس الثقفي رضي الله عنه ص (45).
([15]) رواه مسلم رقم (384).
([16]) الأذكار ص (120).
([17]) رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (87) وذكره النووي في الأذكار ص (121) وقال محققه: حسن بشواهده.
([18]) أخرجه ابن أبي شيبة (6) رقم (29639) والبيهقي في سننه (5/94) والفاكهي في "أخبار مكة" (2/1397) وأخرجه القاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي ص" (87) وإسناده صحيح.
([19]) والترة: النقص.
([20]) رواه أحمد (2/446) وإسناده صحيح كما في صحيح الجامع (5483).
([21]) رواه أحمد في «الورع» والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/207) وذكره ابن القيم في «جلاء الأفهام» وهو موقوف صحيح.
([22]) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، وقال النووي: إسناده جيد الأذكار ص (349).
([23]) الأذكار ص (325).
([24]) رواه الطبراني، وقال الهيثم: إسناده جيد. مجمع الزوائد (10/120).
([25]) تذكرة السامع والمتكلم ص (69).
([26]) جلاء الأفهام ص (339).
([27]) القول البديع ص (334).
([28]) رواه أحمد (6/18) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
([29]) رواه الطبراني في الأوسط، وقال المنذري: رواته ثقات، ورفعه بعضهم، والموقوف أصح الترغيب والترهيب (2/505).
([30]) رواه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الرسول (2/610).
([31]) تقدم.
([32]) تقدم.
([33]) تقدم.
([34]) للتوسع يراجع جلاء الأفهام، الباب الخامس في الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه ص (359).
([35]) تذكرة السماع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لابن جماعة ص (236).
([36]) مقدمة ابن الصلاح ص (92).
([37]) تدريب الراوي (2/75) ويراجع: "الجامع لأخلاق الراوي "للخطيب البغدادي (1/270).
([38]) تقدم تخريجه.
([39]) ذكره المتقي في «كنز العمال» (1/507) رقم (2243) وعزاه للطبراني في «الأوسط» (2/1856) وهو ضعيف، كما قال السيوطي أعلاه، وقال ابن كثير: لا يصح. تفسير القرآن العظيم (3/524).
([40]) الموضوعات الكبرى باب الصلاة على النبي ص (1/228).
([41]) تدريب الراوي (2/75) ويراجع: الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي (1/270).
([42]) جلاء الأفهام ص (336).
([43]) تذكرة السامع والمتكلم ص (239).
([44]) تدريب الراوي (2/77).
([45]) القول البديع ص (238).
([46]) مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (2/397) رقم (398).
([47]) أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» باب الصلاة عليه (1/302) فهو حديث موضوع.
([48]) ذكره الفتني في «تذكرة الموضوعات» باب فضل الصلاة ص (90).
([49]) ذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» باب الترغيب في إكثار الصلاة على النبي ص (2/501) وعزاه لأبي حفص بن شاهين.
([50]) ذكره الشقيري في «السنن والمبتدعات» ص (242) وقال: رأيته في كتاب الفوائد في الصلاة والعوائد للشرجي، وهو كتاب لا يُعول عليه.
([51]) يراجع "السنن والمبتدعات" للشقيري (244، 245).
([52]) دلائل الخيرات، وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار ص، لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الجزولي الحسني ت (870هـ) وهو مطبوع مرات كثيرة، ومشهور بين الصوفية ويحوي شركيات وبدع يجب الحذر منها.