السلام عليكم
يحضّر ساعة قبل الإفطار ويقدم مباشرة بعد الشربة
قبل بداية شهر رمضان بأسابيع، تتسارع النسوة بمدينة القل وقراها لتحضير كمية معتبرة من السمك الأبيض، حيث يتم إعداده وتجميده في انتظار حلول الشهر الكريم· كما يتم في ذات الوقت إعداد الكمية الكافية من الكسكس· وتشير ربات البيوت أن العديد منهن يفضلن استعمال السمك الجديد، حسب ما كشفت عنه السيدة مريم، التي تجهل مصدر هذا الطبق الرئيسي بالنسبة لمعظم العائلات، فقالت ”منذ الصغر وجدنا أمهاتنا تقوم بصنع الكسكس وتجميد السمك بأسابيع قبل حلول شهر رمضان لتقديمه للعائلة كطبق رئيسي”، موضحة أن تجميد السمك يستعمل كاحتياط، لأن في رمضان يتقلّص نشاط البحارة والصيادين، كما يمكن أن تعكر التقلبات الجوية مسار بيع الأسماك والحوت في الأسواق· وعليه تأخذ ربات البيوت حذرها من عدم حصولها على الحوت· بالإضافة إلى هذا تشير السيدة أن من بين المميزات التي يتوفر عليها هذا الطبق أنه ”غير مكلف وبإمكان كل العائلات أن تشتري الكمية التي تطلبها من الحوت نظرا لتدني أسعاره في القل وغيرها من المدن والقرى بسكيكدة”· كما لم تفوّت هذه السيدة الفرصة لتشير إلى طبيعة سكان هذه المنطقة، باعتبارهم يعيشون على ما تجود عليهم البحار· ولكن البعض من أهل مدينة سيدي عاشور التي تفتقر لمسمكة يقولون بأن طبقهم المفضل قد أصبح اليوم يقتصر إلا على بعض العائلات فقط، نتيجة غلاء أسعار السمك الأبيض الذي هو النوع الوحيد الذي يستعمل في الطبق الرمضاني، فالأنواع الأخرى ذوقها لا يناسب الصائم الذي تؤثر عليه خاصة من حيث العطش، وبعض الأنواع يستحال طهيها في ”القدرة” لأنها لا تقاوم الحرارة· وحسب بعض ربات البيوت في القل، فإن الكيفية التي يتم بها تحضير هذا الطبق تتمثل في وضع السمك في الماء حتى يفقد ملوحته، ثم يوضع في قدرة بها توابل كثيرة ويشرع في طهيه حوالي ساعة قبل أذان المغرب حتى لا يفقد طعمه· وعند الإفطار تقوم ربة البيت بوضعه على الكسكس مثل قطع لحم·
وإذا كانت شابات هذا الجيل يجهلن مصدر هذا الطبق المشهور، فإن بعض المسنات أوضحن لنا بأن أصله تركي، حمله معهم الأتراك عندما حلوا ببلادنا· وأكدت لنا عجوز أن الأتراك في بلادهم لازالوا يقدمون الكسكسي بالسمك لضيوفهم في بعض المناسبات·
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية