ن الإسلام نظام شامل لجميع مناحي الحياة والشريعة صالحة لكل زمان ومكان هذا ما يجتره الكسالى والقاصرين من المسلمين والواقع أنها كلمة حق أريد بها الباطل المتمثل في المجازفة والزج بالإسلام في معارك ضارية متنوعة الوسائل دون التحضير الجيد لذلك بل مجرد الإكتفاء بالشعارات الجذابة وتجارب السلف القديمة التي دخلت المتحف وعفا عنها الزمن وأدخل في الموضوع مباشرة حتى لا أطيل إن الإسلام سبق الغرب في تحديد معالم ومراحل البحث العلمي بدقة فأرشدنا إلى وجوب التأمل في الكون والنظر في الظواهر الطبيعية والإنسانية وفي أنفسكم أفلا تبصرون مع وجوب السير والتنقل في أرجاء المعمورة من أجل إستقراء الأشياء ومن ثمة استنباط النتائج الكلية الجامعة كما أن الإسلام وضع قوانين ثابتة وأحكام عادلة لتحقيق المقاصد الكبرى التي بها يستقر الدين وتنهض الدنيا حفظ الدين والمال والنفس والنسل والعرض ولو عاش ذلك النوع من الفقهاء المنظرين كالشاطبي والقرافي لأضافوا لمقاصد الشريعة عنصر حفظ البيئة والسماء رفعها ووضع الميزان أن لا تطغوا في الميزان لكن أريد أن أنبه إلى شيء هام يهمله الكثير من الباحثين في هذا الموضوع وهو أن التطور العلمي أو التشريعي لا يأتي نتيجة البحوث الأكادمية النظرية فحسب بل هو فعل تراكمي تدرجي يأتي نتيجة تطور إجتماعي من جهة ونتيجة التطبيقات الواقعية التي تظهر معها النقائص والثغرات وحتى الأخطاء وهنا يظهر دور المجتهدين والخبراء المختصين في إيجاد الحلول لهذه النوازل (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (ولا ينبئك مثل خبير ) كما أن الحضارة الغربية عرفت عدة أنظمة سياسية حتى وصلت إلى النظام الديمقراطي الليبرالي وحتى فكرة الديمقراطية عرفت عدة تطورات من الديمقراطية الإصلاحية إلى الديمقراطية الإشتراكية ثم الماركسيىة وأخيرا الديمقراطية الليبرالية وحاليا ظهر مفهوم جديد للديمقراطية يقوم على فكرة تحقيق التوافق بين الطوائف الدينية والإيديولوجيات الحزبية والمشاريع المجتمعية التي تطرحها التيارات المختلفة لاسيما في المجتمعات المتعددة الثقافة أو الديانة أو العرق كما أن الرجوع إلى بدايات النهضة الحضارية الإسلامية الأولى سيفيدنا كثيرا في إستخلاص العبر واستلهام الدروس وصدق الإمام مالك بن أنس عندما قال (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) وللنظر كيف إنطلقت هذه الحضارة من بيئة صحراوية معدومة تحمل المصحف أي العلم والسيف من جهة أخرى أي الجهاد واستطاعت في زمن يسير السيطرة على أعتى وأعرق الحضارات الفارسية واليونانية والرومانية وهنا سننبهر لاشك بقيم الإخلاص والتجرد والترابط والتضحية في سبيل تلك الفكرة التي سكنت عقولهم وأرواحهم ودماءهم ولم يكن الدافع لهم في كل ماقاموا به سوى مرضاة الله عز وجل وليس التعطش للسلطة أو الرغبة في جمع المال أو البحث عن الشهرة وانظر على سبيل المثال القائد العظيم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عندما أقاله سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من قيادة الجيش وصار جنديا بسيطا هنا سجل التاريخ موقفا عظيما مؤثرا لهذا الرجل الرمز الذي راح من موقعه كجندي يقاتل بحماسة ويرفع من معنويات إخوانه أكثر من ذي قبل وكأن شيأ ما لم يحدث لأن همه كان منصبا على خدمة الإسلام وإعلاء كلمة الله ولم يكن طموحه نحو دنيا فانية ولا مناصب زائلة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
احسنت اخي سراج الذهب
فالاسلام صالح لكل زمان ومكان
قالى الله تعالى
لاَ تَبْدِيـلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ