جزيرة سَرْدانِيَة[1]:
جزيرة سَرْدانِيَة أو سَرْدِينيَة؛ فهي ثانى أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط من حيث الحجم بعد جزيرة صِقِلِّيَّة، وتُشكل أحد الأقاليم العشرين في إيطاليا، وهي واحدة من خمسة أقاليم منها تتمتع بالحكم الذاتي، وتقع بين إيطاليا، وإسبانيا،وتونس، وجنوب جزيرة كورسيكا، وقد غزاها المسلمون عِدَّة غزوات، وسكنوها على فترات مُتَقَطِّعة؛ حيث لم يَكَد المسلمون يستقرون بها في وقت من الأوقات إلا ويُسْرِع النصارى في استرجاعها.
فقد غزاها ولاة بني أمية على إفريقية المرة بعد المرة، وذكر الذهبي في العبر[2] أنها فُتِحت سنة سبع وثمانين، ونَصَّ ياقوتُ على تَمَلُّك المسلمين لها في سنة اثنتين وتسعين، على يد جيش أرسله موسى بن نصير[3]، وحاول الأغالبة فتحها عقب فتح صقلية[4]؛ حيث غزاها أسد بن الفرات رحمه الله تعالى، وكاد أن يفتحها، فلما كانت سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة أخرج إليها المنصور بن القائم العُبَيْدِي، صاحب إفريقية، أسطولًا من المَهْدِيَّة، عُدَّتُه ثلاثون حربيًّا[5]، بقيادة يعقوب بن إسحاق، فمَرُّوا بجَنَوَة، ففتحوا المدينة، ثم أوقعوا بأهل سَرْدانِيَّة، وسَبَوا فيها، وأَحْرَقوا مراكب كثيرة، وأَخْرَبوا جَنَوة، وغَنِموا ما فيها[6].
وكان قد اسْتَقَرَّ بها ولاة من قِبَل العُبَيْدِيِّين لبعض الفترات، لكن الظاهر أن سيطرتهم عليها ـ أو على قواعد مُحَصَّنة فيها ـ في تلك الفترات كانت مُحْكَمة، حتى أن المُعِزَّ العُبَيْدِي المُلَقَّب بالخلافة قد نزل بها حوالي أربعة أشهر، وذلك في أثناء انتقاله إلى مَقَرِّ الحُكم الجديد للدولة العُبَيْدِيَّة بمصر، عقب توطئة جَوْهَر الصِّقِلِّي الأمور هناك، وبنائه مدينة القاهرة، فانتقل المُعِزُّ إلى سَرْدانِيَة، وأقام بها؛ ليجتمع رجالُه، وأتباعه، ومن يَسْتَصْحِبُه معه، واسْتَخْلَف على إفريقية بلكين ابن زيري بن مناد الصِّنْهاجِي[7].
وقد اتخذ حفيد بلكين المذكور: باديس بن المنصور بن بلكين الصِّنْهاجِي، صاحب إفريقية، الذي حكم بعد وفاة أبيه من سنة ست وثمانين وثلاثمائة إلى سنة ست وأربعمائة من الجزيرة سَكنًا له[8]. وهذا إن دَلَّ على شيء، فإنما يدل على شدة سيطرتهم عليها.
ثم غزا الجزيرة مُجاهِد العامري[9]، صاحب دَانِيَة[10]، وجُزُر البليار، مُنْطَلِقًا من تلك الجزر في سنة ست ـ أو سبع ـ وأربعمائة[11]، فغَلَب على أكثرها، وافتتح مَعاقِلها[12]، ثم اختلفت عليه أهواء الجُنْد، وجاءت أَمْداد الروم، وقد عزم مجاهد على الخروج منها؛ طَمَعًا في تَفَرُّق من يُشَغِّب عليه من جُنْده، فعاجَلَته الروم، وغَلَبَت على أكثر مَراكبه؛ إذ عَصَفَت الرِّيْح بها، وكسرتها على جزيرة سُمِّيَت فيما بعد بجزيرة الشهداء، وقتل العدو من المسلمين خلقًا كثيرًا، وأسروا آخرين، منهم: أخو مُجاهِد، وابنه علي[13]، وكان ذلك في نهاية العام الذي غزا مجاهد فيه الجزيرة[14].
وذكر الحِمْيَري في الرَّوْض المِعْطار[15] أن مُجاهدًا العامِري قد دخلها مرة أخرى سنة تسع وأربعمائة، وافتتح أكثرها، وجَدَّد إحدى مدنها، فأصاب المسلمين فيها جوع ووباء، فخرج عنها بمن معه من المسلمين في سنة عشر وأربعمائة، فهَدَم الروم بعد ذلك مدينته، قال: فهي اليوم خِرابَة.[16]
والمشهور أن سَرْدانِيَة لم تُغْزَ بعد مُجاهِد العامري رحمه الله تعالى، ولكن يحيى بن تميم بن المُعِزِّ بن باديس، الصنهاجي، صاحب إفريقية، الذي اتَّسَم بالعقل، والشجاعة، ومَحَبَّة الفَتْح، كان قد بنى أُسطولًا ضَخْمًا، وغزا به جنوة، وسَرْدانِيَة، وضَرَب على أهليهما الجِزْيَة.[17]
ويذهب الدكتور علي المنتصر الكتاني رحمه الله تعالى[18] إلى أن إبراهيم بن الأغلب قد فتحها سنة 809 م، وظَلَّت في يد الأغالبة، إلى أن وَرِثها عنهم العُبَيْدِيِّون سنة 909 م، فبقيت في أيديهم إلى سنة 1003 م حين استولى عليها الأمويون – يقصد من أهل الأندلس – ثم سيطر عليها النصارى، ثم حاول مُجاهِد العامِري استرجاعها سنة 1015 م، ولكن محاولته باءت بالفشل، وهُزم جيشُه من الحِلْف النصراني المُكَوَّن من عدة دول.[19]
ويرى أرشيبالد لويس[20] أن جزيرة سَرْدانِيَة لم تحتلها قوات إسلامية بالمعنى الصحيح، وأنها التزمت ـ وفقًا لتعبيره ـ جانب الحِياد في الصراعات الدائرة للسيطرة على مياه البحر المتوسط آنذاك، ويرى أيضًا أن ما يُقال في شأن سَرْدانِيَة يُقال في شأن جَزيرتي قبرص، وكورسيكا.
وقال الأمير شكيب أرسلان رحمه الله تعالى[21]: قيل لي: إنه يوجد في ولاية غالياري (كالياري) من سَرْدانِيَة قُرى أصل سكانها من العرب.
ــــــــــــــــ
[1] هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (3/209).
[2] العبر (1/76).
[3] قال ياقوت: غزاها المسلمون وملكوها في سنة 92 هـ في عسكر موسى بن نصير. انظر: معجم البلدان (3/209). والحقيقة أن تلك الغزوات كانت سريعة، وكانت بقصد الغنائم، والنِّكاية، وليس الاستقرار، ولكن مجاهدًا العامري كان يرمي إلى فتحها تمامًا، وجَعْلها مَوْطِنًا للإسلام. انظر: أطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص295،294) مع التَّحَفُّظ على بعض عباراته.
وقد تحدث أرشيبالد لويس في كتابه القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص166) عن إنشاء شارلمان لأسطول بحري ضخم، بلغ تعداده ألف سفينة، مما أدى إلى ازدهار قوة مملكته في البحر المتوسط، ووفر لقادته من القوات البحرية المتميزة ما جعلها أهلًا لمصارعة القوات البحرية الأندلسية في سبيل السيطرة على المياه الإيطالية ـ وكان ابنه بيبين نائبًا له على إيطاليا ـ واستطاع أسطول شارلمان أن يُحْرِز نصرًا كبيرًا تحت قيادة الكونت أمبورياس قرب جزيرة ميورقة عام 813 م، ولم يقم الأسطول الأندلسي بعده ـ وفقا لما ذكره المؤلف المذكور ـ بغارات على تلك الجزر حتى عام 838 م.
ولكن إطلاق أرشيبالد للقول بعدم وجود غارات في الفترة المذكورة في تلك المنطقة البحرية يَرُدُّه ما سننقله عن المسيو رينو قريبًا من وجود غارة على سردانية في عام820م.
وذكر رينو أيضًا أن في سنة 820م ـ وهو العام الذي توفي فيه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل وتولى ابنه عبد الرحمن الثاني ويوافق في التاريخ الهجري سنة 206هـ ـ سار أسطول إسلامي من تركونة ـ بالأندلس ـ وغزا جزيرة سردانية، فجاء أسطول نصراني لأجل الدفاع عنها، فتغلب الأسطول الإسلامي، وأغرق المسلمون ثمانية مراكب للنصارى، وأحرقوا أيضا مراكب كثيرة. انظر: تاريخ غزوات العرب (ص144ـ146).
وذكر أيضًا أن المسلمين غزوا الجزيرة في عهد محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الذي تولى سنة 858م بعد وفاة أبيه. انظر: تاريخ غزوات العرب (ص158).
[4] قال ابن الأثير في الكامل (4/272): وفي سنة خمس وثلاثين ومائة غزاها عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفهري، فقتل من بها قتلاً ذريعًا، ثم صالحوه على الجزية، فأُخِذت منهم، وبقيت، ولم يَغْزُها بعده أحد، فعمرها الروم، ثم ذكر ابن الأثير غَزْوَها من قِبَل المنصور إسماعيل العُبَيْدي.
وقوله: إنه لم يغزها أحد بعده قبل أن يذكر غَزْو المنصور العبيدي لها يُفيد أنها لم تُغْزَ بين هاتين الغَزْوَتين، وليس هذا بصحيح؛ فقد غزاها الأغالبة في ولاية زيادة الله الأغلبي بقيادة محمد بن عبد الله التميمي سنة ست ومائتين، أي قبل فتح صقلية، وقد ذكر ابن الأثير نفسه ذلك عند الحديث عن ولايته في حوادث سنة إحدى ومائتين (5/432)، وذكره أيضًا في حوادث سنة ست ومائتين (5/467)، ويضاف إلى ذلك: غزوة أسد بن الفرات رحمه الله تعالى لها عقب فتح صقلية، كما في ترجمة أسد من ترتيب المدارك؛ حيث قال بعد ذكره فتح صقلية: وكان أيضًا قد غزا سَرْدانِيَة، فأشرف على فتحها، وحَسَده بعض من كان معه، فانهزم،انتهى. وانظر أيضًا: تاريخ غزوات العرب لشكيب أرسلان (ص297) نقلًا عن عبد العزيز الثعالبي رحمه الله تعالى.
[5] هذا لفظ الذهبي في تاريخ الإسلام، والظاهر أن المراد به ثلاثون سفينة حربية، والله أعلم.
[6] انظر: العبر (2/18)، وتاريخ الإسلام للذهبي (24/30)، وتاريخ ابن الوردي (1/259)، والبداية والنهاية لابن كثير (11/206)، والقوى البحرية والتجارية لأرشيبالد لويس (ص235،234).
[7] انظر: وفيات الأعيان (5/227).
[8] انظر: الكامل في التاريخ (7/485)، وأعلام الزركلي (2/41)، وهو الذي صَرَّح باتخاذ باديس سردانية سَكنًا، والذي في الكامل أنه لما استقر في الأمر سار إلى سردانية، وأتاه الناس من كل ناحية للتعزية، والتهنئة.
ولعل العُبَيْدِيِّين قد اتخذوا قواعد مَنيعة في سَرْدانية، دون محاولة السيطرة الكاملة على الجزيرة؛ فقد كانت لهم قواعد في كثير من الجُزُر والموانئ، ومنها: قواعد في سواحل سَرْدانِيَة، وكورسيكا. انظر: أطلس تاريخ الإسلام (ص290ـ292).
[9] هو أبو الجيش، مجاهد بن عبد الله، أو ابن يوسف، العامِري بالولاء، مؤسس الدولة العامرية في دانية، وجزر البليار، كان مولى لعبد الرحمن الناصر رُومي الأصل، ولد ونشأ بقرطبة، ورَبَّاه المنصور بن أبي عامر مع مَواليه، فنُِسب إليه ، وكان من أهل الأدب، والشجاعة، والمحبة للعلوم وأهلها، وكانت له هِمَّة، وجَلادة، وجُرأة، فلما جاءت أيام الفتنة، وتغلبت العساكر على النواحي بذهاب دولة بني أبي عامر، قصد هو فيمن تبعه الجزائر التي في شرق الأندلس، وهي جزائر خصب وسعة، فغلب عليها، وحماها، ولما استولت النصارى على سَرْدانية عاد مجاهد إلى الجزائر الأندلسية التي كانت في طاعته، واختلفت به الأحوال، حتى غلب على دَانِيَة، وما يليها، واستقرت إقامته فيها، وكان من الكرماء على العلماء، باذلًا للرغائب في استمالة الأدباء،وقد أَلَّف في العَروض كتابًا يدل على قوته فيه، ومن أعظم فضائله: تقديمه للوزير الكاتب أبي العباس أحمد بن رشيق، وتعويله عليه، وبسطه يده في العدل، وحُسْن السياسة، وكان موته بدانية في سنة ست وثلاثين وأربع مائة. انظر: جذوة المُقْتَبِس للحُميدي (ص352ـ354)، وبُغْيَة المُلْتَمِس للضبي (ص473،472)، والذَّخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام (5/22ـ24)، ومعجم الأدباء لياقوت (1/81،80)، والأعلام للزركلي (5/278)، وأطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص295،294).
[10] دانِيَة ميناء هام في شرق الأندلس يقوم في رأس مثلث بارز في البحر، وركناه الآخران هما لقنت، ومرسية، وقد استغل مجاهد العامري رحمه الله تعالى هذا الموقع الجغرافي الحيوي الذي سيطر عليه في جزر شرق الأندلس، فقام بغارات بحرية واسعة على كل شواطئ فرنسا وإيطاليا، مُنْطَلِقًا من جزر البليار، وسردانية إبَّان سيطرته عليها، ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، حتى ذاع صِيْتُه، وصار اسمه رعبًا لكل بلاد سواحل أوروبا، وصارت له اليد الطُّولى في الحوض الغربي للبحر المتوسط. انظر: معجم البلدان (2/434)، والروض المعطار (1/232)، وأطلس تاريخ الإسلام (ص295،294).
[11] وقع في تاريخ ابن خلدون (1/254) أن ذلك كان في سنة خمس وأربعمائة.
[12] ليس في المصادر التاريخية ذكر لوجود الصنهاجيين في الجزيرة حين دخول مجاهد لها، مع أنه قد مَرَّ معنا أن باديس بن المنصور بن بلكين الصنهاجي، صاحب إفريقية، المتوفى سنة ست وأربعمائة، قد اتخذها قاعدة لحُكْمه، والملاحظ أن عام وفاته هو نفس العام الذي دخل فيه مجاهد الجزيرة، فلعل الروم قد استولوا على الجزيرة عقب وفاته، فجاء مجاهد لانتزاعها منهم، أو أن باديس المذكور كان قد رحل عنها قبيل وفاته، والمعروف في ترجمته أنه قد تُوفي فجأة، ودُفِن بالقيروان، فالله أعلم.
[13] انظر: فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم (ص226،225)، والكامل لابن الأثير (4/272)، والمغرب في حلى المغرب لابن سعيد المغربي (2/401)، والروض المعطار للحميري (1/315،314)، وأعلام الزركلي (5/278).
[14] استغرق فَتْحُ مُجاهد للجزيرة نحو ثلاثة أشهر، حتى تَمَّ له فَتْح جميع الجزيرة، فأفزع ذلك الجمهوريات الإيطالية، ودعا البابا إلى حملة صليبية لإخراج المسلمين من الجزيرة، وتطوع الكثيرون في الحملة التي انطلقت في سنة ثمان وأربعمائة من الهجرة، وهذا يُفيد ـ بحسب هذه الرواية التي ذكرها الدكتور حسين مؤنس ـ أن سيطرة مجاهد على الجزيرة قد دامت ما يزيد على العام. انظر: أطلس تاريخ الإسلام (ص295).
والمعروف أن النصارى استرجعوها في نفس العام كما مَرَّ، وعَبَّر عن ذلك ابن خلدون في تاريخه (1/254) بقوله: وارْتَجَعها النصارى لوقتها.
[15] (1/314).
[16] قال الدكتور حسين مؤنس في أطلسه (ص295): يقال: إنه عاد إلى غزو سردانية سنة 410، ولكن ذلك غير ثابت،انتهى. ويذهب أرشيبالد لويس في كتابه القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص314،313) إلى أن أسطول مجاهد العامري هاجم سردانية سنة 1015 م، وحاول احتلالها، وعاد بعد استيلائه على غنائم عظيمة، وأنه سار إلى سواحل إيطاليا، وأغار على مدينة لوني، وما حولها من المناطق الساحلية، وأن أهل جنوة وبيزا تعاونوا ضده، فهزموه قرب سردانية، وأخذوا في العام التالي يعملون على طرده من الجزيرة.
[17] انظر: الأعلام للزركلي (8/139). وليس في المصادر المتوفرة بين أيدينا ما يُعَضِّد كلام الزركلي المذكور أعلاه، ولكن وقع في المُغْرِب لابن عذاري أن يحيى بن تميم جَرَّد في سنة 503هـ من أُسْطوله خمسة عشر غُرابًا للغزو في بلاد الروم، فأُصيب منها ستة، وعادة البَقِيَّة إلى المَهْدِيَّة، وأن أسطول المهدية قد وصل في سنة 507هـ بسَبْي كثير من بلاد الروم، فسُرَّ بذلك يحيى بن تميم، والمسلمون، فالله أعلم.
[18] في كتابه المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص155)، وعنه: الأقليات الإسلامية في أوروبا لسيد عبد المجيد بكر (ص105). وقد نقل المصدر الأخير عن الأول أن الحكم الإسلامي في الجزيرة قد دام أكثر من قرنين، وأن الإسلام انتشر خلالها في الجزيرة، وأن في نهاية الحكم الإسلامي لسَرْدانِيَة قد حَكَمَها أمراء مسلمون من أبنائها، ولكن التَّحالُف النَّصْراني المُكَوَّن من دولتي: بيزا[18]، وجنوة ـ والذي سيطر في النهاية على الجزيرة ـ قد قام باضطهاد المسلمين فيها، وشَنَّ حَرْب إبادة عليهم، فكَثُرت الهجرات الإسلامية منها، وخَلَت الجزيرة من المسلمين،انتهى مضمون المنقول، ولا يوجد في المصدر المنقول عنه بعض ما نَقَل، فلزم التنبيه.
[19] ذكر أرشيبالد لويس في كتابه القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص371) أن تحالف من جنوة، وبيزا قد استولى بتشجيع من البابا لاون التاسع على جزيرة سردينيا سنة 1050 م. وكان قد ذكر (ص322) أن أساطيل جنوة والبندقية هي التي أخرجت مجاهدًا من الجزيرة، ولعل هذا سبق قلم، فالمشهور بيزة، لا البندقية.
[20] القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص237).
[21] تاريخ غزوات العرب (هامش ص141).
بارك الله فيك
لك التحية