يشهد شاطئ النخيل والشاطئ الأزرق غرب العاصمة، توافدا كبيرا فاق كل التصورات، لاسيما في نهايات الأسبوع، عكسته حركة المرور المشلولة، والحظائر المملوءة عن آخرها، فالشاطئان لا ينامان ليلا بفعل الحركة غير العادية للعائلات والزوار والمغتربين على الكورنيش والشاطئ، الذي يشهد صخبا في ليال ساهرة حتى الصباح••
كما يعرف الشاطئان انتهاكا للآداب العامة في مظاهر بعيدة عن الأخلاق، تعدتها إلى تنقل البعض بين السكنات والأحياء المجاورة شبه عراة دون حياء أو حرمة••
لعل الكل لاحظ أو سمع بالسيل العرم الذي يتوافد على شاطئ النخيل والشاطئ الأزرق، خاصة في نهايات الأسبوع، أين تتهاطل حشود الوافدين من كل أنحاء البلاد، حيث تشاهد كل لوحات ترقيم الولايات، ناهيك عن المغتربين، شجّعهم في ذلك طول الشريط الساحلي للشاطئين واتساعهما ورمالهما الذهبية، باعتبار الشاطئين رمليين، والتسهيلات والخدمات التي وفرتها السلطات المحلية لبلدية اسطاوالي على لسان نائب رئيسها، عباس بلخيثر، للمصطافين هذا الموسم بـ17 نقطة كراء على طول الشاطئين للمظّلات والطاولات والكراسي، و22 مرشا ودورة للمياه، و7 غرف لتغيير الملابس، إضافة إلى حظيرتي سيارات تستوعبان 1500 سيارة، ما سمح بتشغيل أكثر من 1000 شاب هذا الموسم•
ولسلامة وأمن المصطافين يوجد بالشاطئين مركزان للدرك الوطني وآخران للحماية المدنية، مع وضع مكتبين إداريين لرصد النقائص والعوائق التي تعترض المصطاف، ويتوفران كذلك على 5 فنادق عائلية من أصل أكثر من 10 فنادق ومركب سياحي بالشاطئ الأزرق• ويتوقع مسؤولو البلدية حسب ذات المتحدث، استقبال 3 ملايين و500 مصطاف بإضافة شواطئ سيدي فرج•
طرق مشلولة•• خرق وانتهاك لحرمة السكان•• وملاهي ليلية على الشاطئ
ويشكل شلل حركة المرور أكبر المعوقات بالنسبة لهذا الموسم والمواسم التي سبقته، حيث اتخذت من خلالها مصالح الدرك مجموعة من الإجراءات لتخفيف الازدحام، بجعل الطرق المؤدية إلى الشاطئين باتجاه واحد فقط، يومي الخميس والجمعة، وهما اليومان اللذان يشهدان إقبالا كبيرا، بحضور لافت للمصطافين من المناطق الداخلية، فالكثير منهم يحضر مساء الخميس، ويبيت في الشاطئ حتى الجمعة، وهو اليوم الذي لا تستطيع فيه التحرك نظرا للمد البشري الهائل الموجود على الشواطئ• وتسعى السلطات المحلية، حسب نائب رئيس البلدية، إلى فتح طريقين جديدين مستقبلا لفك الاختناق• ويعرف الشاطئان مظاهر سلبية بعيدة عن الدين والتقاليد، حيث أينما تولي وجهك تشاهد رجالا ونساءً على مختلف الأعمار شبه عراة، يتنقلون في الأحياء المجاورة وبين السكان، أين يتجمعون أمام منازلهم ويغيرون ثيابهم أمام أبوابها، ما أدى في غالب الأحيان إلى شجارات وملاسنات بين السكان وفاقدي الحياء•• دونما تدخل للجهات المعنية رغم أن هذه المظاهر تعد انتهاكا للآداب العامة، أمر استاء له واستنكره السكان كثيرا• ولم تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد، فالموسيقى الصاخبة العالية المنبعثة من السيارات والصراخ والصياح في النهار مثلها في الليل لا تتوقف حتى الساعات الأولى من الصباح، ما أزعج السكان كثيرا•
وظهر نوع جديد من الملاهي الليلية في بلادنا، لمسناه في بعض نقاط الكراء في الشاطئين، حيث يوفر بعض الشباب ملاهي مجانية على الهواء الطلق مستغلين توفر الكهرباء والإنارة، ليتفنن منسقو الموسيقى ”الديسك جوكي” في عرض آخر الوصلات الغنائية والموسيقية، ويتكفل البقية من الرجال والنساء، وبحضور حتى بعض العائلات، بالرقص فوق الطاولات لمن لم تسعه الأرض، بألبسة فاضحة وآخرين بأجساد عارية، صخب ومجون، وليالي حمراء في عزّ سوادها•
مشاهد أدهشت حتى بعض السواح الأوروبيين، نفس المظاهر تقريبا في الكورنيش الذي يعج بالحركة ويعتبر أيضا منصة لعرض الأزياء•• وتعرف المنطقة استفحالا خطيرا لبائعات الهوى الذين يقبلن على الشاطئين والفنادق والنزل هناك أو الاستئجار في المنازل••، هي مظاهر للانحلال الخلقي وانتشار الفساد في المنطقة•
اخوكم المحب للسياحة الجزائرية