و قد استخدم علماء الرياضيات من معهد بوتسدام لبحوث التأثيرات المناخية المعادلات و الخوارزميات لدراسة سلوك النمل،فوجدوا أن النمل يقوم بتقسيم نفسه إلى مجموعات عمال و كشافة،و نمل الكشافة يترك ورائه العديد من الفيرمونات، وهي مادة كيميائية تطلقها بعض الحشرات والثديات لتؤثر فيمن حولها، وبالتالي يصنع نمل الكشافة مساراً محدداً للنمل العامل متقفياً فيه أثر هذه الفرمونات!
و تدعي دراسة جديدة أن النمل العامل يمكنه معالجة المعلومات أكثر كفاءة من جوجل، حيث وجد الباحثون النملة الكشافة حينما تعثر على مصدر للطعام فإنها تقوم على الفور بإفراز ” الفرمون ” اللازم من الغدد الموجودة في بطنها لتحديد المكان ثم ترجع إلى العش، وفي طريق عودتها لا تنسى تحديد الطريق حتى يتعقبها زملاؤها، و في الوقت نفسه يضيفون مزيداً من الإفراز لتسهيل الطريق أكثر فأكثر حيث يتحول السلوك الجماعي للبحث عن الطعام من الفوضى إلى النظام و بالتالي يمكن معالجة المعلومات بكفاءة لتأمين الغذاء بشكل أكثر وفرة للسماح للمستعمرة بالازدهار.
وقد قام فريق البحث الصيني الألماني بإدخال كل ما هو معروف عن البحث عن الطعام لدى النمل في المعادلات والخوارزميات في أجهزة الكمبيوتر، فوجدوا أن النمل يستخدم الاستراتيجيات الملاحية الذكية لتقسيم نفسه إلى الكشافة و العمال عند البحث عن الطعام!
وقال أستاذ يورغن Kurths من معهد بوتسدام لبحوث التأثيرات المناخية لصحيفة الإندبندنت أن النملة الواحدة سرعان ما تصبح جزءاً من خط منظم من النمل و هذا الانتقال بين الفوضى والنظام هو آلية هامة بل إنها استراتيجية أكثر دقة وتعقيداً من محرك البحث جوجل ، إذ أن هذه الحشرات هي، من دون شك، أكثر كفاءة من جوجل في معالجة المعلومات عن البيئة المحيطة بها، مضيفاً أن ”النمل تشكل مجتمعة شبكة معقدة ذات كفاءة عالية و هذا شيء نجده في كثير من النظم الطبيعية و الاجتماعية.”