فقد أكد بحث روسي علمي أن استخدام الأطفال للهاتف المحمول، يضعف وظائف العقل لديهم لمدة ساعة تقريبًا بعد استعماله، مما ينعكس أيضًا على الوظائف الحيوية للجسم ؛ بالإضافة للأداء المدرسي بالطبع.
وفي الصدد ذاته أشارت دراسة أخرى إلى أن الإشعاعات التي تستقبلها منطقة الرأس عند استخدام الهواتف المحمولة تحدث خللاً لخلايا مخ الصغار، ما يسبّب ضعفًا في البنيان وصداعًا وضعفًا في الإبصار، فيعوق ذلك الاستيعاب والاستذكار ويؤخّر التقدم الدراسي.
كما صدرت مؤخرًا تحذيرات طبية عربية من أن الاستخدام المفرط لهذا الجهاز من قبل الأطفال قد يؤدي إلى تدمير تلك الخلايا.
يذكر أنه جاء في توصيات المؤتمر الدولي الأول في لندن، الذي تم انعقاده لمناقشة الآثار الضارة على الصحة من استخدام الهواتف المحمولة، أنه يتوجب إبعاد الهاتف المحمول عن جسم الإنسان مسافة لا تقل عن 5 سنتيمترات عن الرأس, كما ورد أن كثرة المشكلات التي سببها المحمول للأطفال جعلت المكتب الصحي التابع للحكومة البريطانية يشدد على ضرورة حظر استخدام المحمول للأطفال، وقال المكتب في تقريره: إن الأطفال أقل من 16 عامًا يكون جهازهم العصبي في مراحل تكوينه ونظرًا لأن الأبحاث لم تنته في مجال الهاتف النقال والصحة فإن الأطفال أقل من 16 عامًا هم الأكثر عرضة لأمراض الجهاز العصبي وخلل وظائف المخ وذلك في حالة ثبوت الأضرار الناتجة عن استخدام النقال.
ولذلك ينصح المكتب الصحي الآباء والأمهات بضرورة حظر استخدام المحمول على الأطفال الأقل من 16 عامًا إلا في حالات الضرورة القصوى على أن تكون المكالمة قصيرة جدًا.
يذكر أنه قد أشارت دراسة أوروبية مؤخرًا إلى أن الأشخاص الذين قاموا باستعمال الهواتف النقالة لمدة عشر سنوات أو أكثر هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدماغ من غيرهم ممن لم يستعملوها لكل هذه المدة.
وقد جرت تلك الدراسة في خمس دول من الاتحاد الأوروبي هي (المملكة المتحدة والسويد والدانمرك والنرويج وفنلندا) و شملت أكثر من 4.500 نسمة، وكانت نتائجها تشير إلى زيادة إحصائية كبيرة في معدلات الإصابة بأورام في جانب الرأس عند من يستخدمون الهواتف الخلوية بالقرب من جانب الرأس.
ويشير أساتذة علم النفس أن الاستجابة الدائمة لرغبات الصغير، وخصوصًا لناحية اقتناء الهاتف المحمول، تؤثر على تكوين شخصيته فتجعله أنانيًا، كما أن رغبة الطفل في تقليد رفاقه ليست سمة صحية إذ لا يقف اقتناء الطفل للهاتف المحمول عند هذا الحد، بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منها، علمًا أنه من الأفضل الاستفادة من هذا الوقت بما يفيد عقله وتنمية مواهبه كما يشير الاختصاصيون الاجتماعيون إلى أبعاد ومخاطر المحمول الاجتماعية على الأطفال بقولهم: لا يخفى على الوالدين ما يمكن للأطفال رؤيته عبر تلقّي هواتفهم صورًا ورسائل ونكاتًا و"بلوتوث"،و قد تدفعهم إلى بعض الممارسات الخاطئة، وتراودهم أفكار تسبق سنّهم، ما يؤثر على تكوينهم الأخلاقي.
كما أن اقتناء الطفل لهذا الجهاز ينمّي لديه نزعة التباهي والتفاخر، وقد يثير حقد زملائه وخصوصًا من لا يملك إمكانات شراء مثل هذا الجهاز، إضافة إلى أن الهاتف المحمول في أيدي الأطفال يعدّ كارثةً أخلاقيةً واجتماعيةً، فضلاً عن أن حمل الصغير لتلك الأجهزة قد يعرّضه للسرقة أو لخطر قد لا تحمد عقباه.
كما يوصي الاختصاصيون بالحوار واللين في التعامل مع الطفل بعيدًا عن العنف والشدة من خلال شرح مخاطر المحمول للطفل وتركه يقرر بنفسه الابتعاد عن المحمول من دون أي ضغط وذلك على الشكل الآتي:
أولاً:
ذكر أضرار استخدام الهاتف المحمول للطفل وذلك لدفعه لكي يتخذ قرار الاستغناء عنه بنفسه أو على الأقل استخدامه وقت الحاجة فقط.
ثانيًا:
إذا كان للطفل، هاتف محمول فليكن استخدامه يقتصر على الأوقات التي يبتعد فيها عن الأهل، فطالما كان موجدًا مع الأسرة هو في غنى عنه.
ثالثًا:
لا يجب أن يقتني الطفل هاتفًا محمولاً قبل عامه العاشر، وشراؤه له بحجة الاطمئنان عليه غير مبرّر إذ من المفترض ألا يبتعد الصغير كثيرًا عن المنزل في هذا العمر.
رابعًا:
ملاحظة أن الألعاب الموجودة في أجهزة الهواتف المحمولة تجذب الأطفال، ما يجعلهم يقضون وقتًا طويلاً ممسكين بتلك الأجهزة.
وللتغلب على ذلك، يمكن شراء الجهاز الخاص بهذه الألعاب والمتوفّر في الأسواق وإعطاؤه لهم بدلاً من المحمول.
خامسًا:
لابد من إغلاق الهواتف المحمولة قبل النوم أو على الأقل أبعادها عن غرف النوم لكي تتجنب الأسرة أضرارها المحتملة.
سادسًا:
عدم تعويد الطفل في مراحل عمره المبكرة على الترف الزائد، وذلك لحمايته من المخاطر الأخلاقية المترتبة على تلبية كل ما يطلب، علمًا بأن الطفل يريد استكشاف كل ما حوله بعيدًا عن الآباء ومساعدته على ذلك بالترف الزائد تتيح له تلبية رغباته بغض النظر عن صحتها أو خطئها بعيدًا عن مراقبة الأسرة.