تخطى إلى المحتوى

تَظُنِّينَ الرجالَ بلا شعورٍ لأنكِ ربما لا تَشْعُرِين 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي كرَّم المرآة أعظم تكريم ، والصلاة والسلام على الهادي الذي قال رفقاً بالقوارير وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين .
أخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
انقل إليكم موضوع مهم يهم كل فتاة وامرأة مسلمة ترجوا الله واليوم الآخر وتفر من هذا الأمر طاعة لله ورسوله وتحصينا لنفسها وابتعادا لها عن الفتن ؛ ألا وهو التبرج .

أخواتي لقد قمت بنقل هذا الموضوع المهم، . وهو للتنبيه لي ولكم ولسائر نساء المسلمين . فنسأل الله التوفيق والسداد وأن يبعدنا عن كل ما يغضب الله ورسوله .
التبرج

التبرج لغةً :

مصدرُ قولِهم : تَبَرَّجَتِ الَمرأَةُ تَتَبَرَّجُ ، وهُوَ مأخُوذٌ من مادَّةِ ( ب ر ج ) التي تَدُلُّ على معنَيَيَنِ :
الأوَّلُ : البروزُ والظُّهورُ .
والثاني : الوَزَرُ والمَلجأُ .
فمن الأولِ : البرَجُ وهو سِعةُ العَينِ في شِدَّة سوادٍ وشِدةِ بياضِ بَيَاضِهَا ، ومِن ذلكَ أُخِذَ التَّبَرُّجُ ، وهُوَ إِظهارُ محاسِنِها ، ومن الأصلِ الثَّاني : البُرجُ وهو واحدُ بروجِ السَّماءِ ، وأَصلُ البُرُوجِ : الحُصُونُ والقُصُورُ ، وذكرَ الرَّاغبُ : أَنَّ التبرجَ مأَخُوذٌ مِنَ الثَّوبِ المُبَرَّجِ أي الذي صُوِّرَ عليهِ البُرُوجُ ، يقال : ثوبٌ مبرَجٌ : صوِّرَت عليهِ بروج فاعتُبِرَ حُسنُهُ ، فقيل تبرجت المرأةُ أي تشبَّهت به ِ في إِظهارِ المحاسِنِ .
وقال ابنُ منظُور في لسان العرب :
يُقالُ تَبَرَّجَتِ المَرأَةُ : يعني أَظهرت وجهَهَا . وكذلك إِذا أَبدَت محاسِنَ جِيدِها ووَجهِهَا .
والتبرُّجُ إِظهارُ الزِّينةِ للنَّاسِ الأَجانِبِ وهو المَذمُومُ ، فأمَّا للزَّوجِ فَلا ، وقِيلَ : هو إِظهارُ المَرأَةِ زِينتَها ومحاسِنها للرجال .
وفي الحديثِ : كان يكرهُ عشرَ خِلالٍ ، منها التَّبَرُّجُ بالزِّينةِ لِغير مُحِلِّها .
وقد مدح الله قَوماً من النِّساءِ فقال سبحانهُ : ( غَيرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ )[النور/60] : يعني لا يتَكَسَّرنَ في مَشيِهِنَّ ولا يَتَبَختَرنَ . وأما ما نهى عنهُ المُؤمِنَاتِ من التشبُّهِ بالكافراتِ في التَّبرُّجِ في قولِ تعالى : ( ولاَ تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِليَّةِ الأُولى )[الأحزاب/33]. هذا كانَ في زَمنٍ وُلِدَ فيهِ إِبراهيمُ النَّبيُّ – عليه السلام – إذ كانتِ المَرأَةُ تلبسُ الدِّرعَ منَ اللُّؤلُؤِ تَبلُغُ المالَ لا تُواري جَسَدَها ( ومعنى تَبلُغُ المالَ أَنَّها ثيابٌ غاليةُ الثَّمنِ ) .

التبرج اصطلاحاً :

قال الطبريُّ : التَّبَرُّجُ هو التَّبَختُرُ، وقيل : هو إِشهارُ الزِّينَةِ ، وإِبرَازُ المَرأَةِ محَاسِنَها للرِّجالِ .

وقال القُرطُبيُّ : التَّبَرُّجُ : التَّكَشُّفُ والظُّهورُ للعُيونِ ، وقيلَ التَّبَرُّجُ في قولهِ تعالى: ( غَيرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ )[النور/60] ، أَنَّهُنَّ كاسِياتٌ عارِيَاتٌ من لِباسِ التَّقوى ، قال القُرطُبيُّ : وهذا التَّأوِيلُ أصحُّ ، وهو اللائِقُ في هذهِ الأَزمَانِ وخاصَّةً الشَّبابُ منهُنَّ ، فإِنَّهُنَّ يَتَزَيَّنَّ ويخرُجنَ مُتَبَرِّجاتٍ ، فهنَّ كاسياتٌ بالثيابِ عارياتٌ من التَّقوى حقيقةً ظاهراً وباطِناً ، حيثُ تُبدِ زِينًتًها ، ولا تُبالي بمن يَنظُرُ إِليهَا ، بل ذلكَ مَقصُودُهُنَّ ، وذلك مُشاهَدٌ في الوجودِ مِنهُنَّ ، ولو كانَ عِندَهُنَّ شَيءٌ من التَّقوَى لمَا فَعَلنَ ذلكَ ، ولم يُعلم ما هُنالِكَ .
وقال – رحمهُ اللهُ تعالى – : في تفسير قول الله عَزَّ وجل : ( ولاَ تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِليَّةِ الأُولى )[الأحزاب/33] حقيقةُ التَّبَرُّجِ : إظهارُ ما سَترُهُ أفضَلُ .

لبس النساء بين التبرج والاحتشام :

قالَ ابن الحاجِّ- رحمه الله- فيما يتعَلَّقُ بِلُبسِ النِّساءِ : العالِمُ أولى من يأخذُ على أهلِهِ ويَرُدُّهُنَّ للاِّتبَاعِ مهما استَطاعَ في كل الأحوَالِ فًَمن ذلك (منعُ) ما يَلبَسنَ من هذهِ الثِّيابِ الضَّيِّقَةِ القَصيرَةِ ، وهُما مَنهِيٌ عنهما ، وورَدتِ السُّنَّةُ بِضِدِّهما ، لأن الضَّيِّقِ من الثِّيابِ يصِفُ جِسمَها ويُحَدِّدُهُ ، هذا في الضَّيِّقِ ، وأما القَصِيرُ فإِنَّ الغلِبَ منهُنَّ أَن يجعلنَ القميصَ الى الرُّكبةِ ، فإن انحَنَت أو جَلَست أو قامتِ انكَشَفَت عورَتُها . وورَدَتِ السُّنَّةُ أنَّ ثوبَ المرأةِ تَجُرُّهُ خلفَها ، ويكُونُ فيهِ وُسعٌ بحَيثُ لا يَصِفُها .
وقال- رحمه الله تعالى- وعلى العالمِ أن يَنهَاهُنَّ عن لُبسِ العمائمِ ويَمنعَهُنَّ من توزسيعِ الأكمامِ وتَقصِيرِهَا . لأنَّها تُظهِرُ ما لا بُدَّ من إِخفَائِهِ .

الآيات الواردة في (التبرج) :

1- ( والقواعِدُ مِنَ آلنّسَآءِ آلَّلآتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِنَّ جُنَاحٌ أن يَضَعنَ ثَِيابَهُنَّ غَيرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لَّهُنَّ واللهُ سَميعٌ عَليمٌ )[النور/60] .

2- ( وقََرنَ في بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَِّةِ آلأُولى وأقِمنَ آلصَّلاةَ و ءَاتينَ آلزَّكَاةَ وأطِعنَ اللهَ ورَسُولَهُ إنّـَما يـُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكُمُ الرّجسَ أهـلَ البَيتِ ويُطَهـّرَكُم تَطـهِـيراً )[الأحزاب/34] .

الأحاديث الواردة في ذَمِّ ( التبرج ) :

1- عن فَضَالةَ بن عبيدٍ- رضي الله عنه- أنهُ قال : قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثةٌ لا تَسأل عَنهُم : رجُلٌ فارقَ الجمَاعَةَ وعَصَى إمامَهُ ومَاتَ عَاصِياَ وأمَةٌ أو عَبدٌ أًبَقَ فمَاتَ ، وامرَأَةٌ غَابَ عنها زَوجُهَا قَد كَفَاها مُؤنَةَ الدُّنيا فَتَبَرَّجت بعدَهُ . فلا تسأل عنهم . ) [احمد/6/19]وهو حديث صحيح .2-

2- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ-رضي الله عنهما-أنَّهُ قال : ( جاءت اُميمَةُ بِنتُ رُقَيقَةَ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُبايعُهُ على الإسلامِ فقال لها : أُبايِعُكِ على أن لا تُشرِكي باللهِ شيئاً ، وَلا تَسرِقي ، وَلا تَزنِي ، وَلا تَقتُلي وَلَدَكِ ، وَلا تأتي بِبُهتانٍ تَفتَرِينَهُ بَينَ يدَيكِ ورِجلَيكِ ، ولا تَنُوحِي ، وَلا تَبَرَّجِي تَبَرُّج الجَاهِليةِ الأولى )[احمد/2/196] وهو حديث صحيح .

الأحاديث الواردة في ذَمِّ (التبرج) معنىً :

1- ( عن أبي موسى-رضي الله عنه- أنهُ قالَ : قال رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( إذا استَعطَرَتِ المَرأةُ فَمَرَّت على القومِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ كَذا كذا ) . وقال قولاً شديداً (ابوداود/4172) و(النسائي/8/153) وقال فيه : فهي زانية .

2- ( عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أنهُ قالَ : قالَ رسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ( أيُّما امرَأةٍ أصابَت بَخُوراً فلا تَشهَد مَعَنا العِشاَء الآخِرةِ )(أبو داود/4175) وهو حديث صحيح .

3- ( عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أنهُ قالَ : قالَ رسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم : صِنفانِ من أهلِ النَّارِ لَم أرَهُما . قومٌ معَهُم سِيَاطٌ كَأذنَابِ البَقَرِ يَضرِبُونَ بها النَّاسَ ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عَارِياتٌ ، مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ ، رُؤُسُهُنَّ كأسنِمَةِ البُختِ المائِلَةِ . لا يدخُلنَ الجَنَّةَ ولا يجدنَ رِيحَها . وإنَّ ريحَها لَيُوجَد من مسيرَةِ كذا وكذا )(مسلم/2128) .

4- ( عن عبدِ اللهِ-رضي الله عنه- قالَ : لعَنَ اللهُ الوَاشِماتِ وَالمُستَوشِمَاتِ ، وَالنَّامِصَاتِ والمُتَنَمِّصاتِ ، وَالمُتَفَلِّّجَاتِ للحُسنِ المُغَيِّرَاتِ خَلقَ اللهِ . قالَ : فَبَلَغَ ذلِكَ امرَأةً من بَنِي أسَدٍ . يُقَالُ لَهَا : أمُّ يَعقُوبَ وكانت تَقرَأُ القُرآن . فَأتَتهُ فَقَالت : ما حدِيثٌ بَلَغَنِي عنكَ ؛ أنَّكَ لَعَنتَ الوَاشِمَاتِ وَالمُستَوشِماتِ وَالمُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ للحُسنِ المُغَيِّرَاتِ خَلقَ اللهِ ؟ فقالَ عبدُ اللهِ : ومَالِي لا ألعَنُ من لعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ وهو في كِتَابِ اللهِ . فقالتِ المَرأةُ : لقد قَرَأتُ ما بينَ لَوحَيِ المٌصحَفِ فمَا وَجَدتُهُ فقالَ : لَئِن كُنتِ قَرأتِيِهِ لقد وَجَدتِيهِ . قال اللهُ عز وجل : (ما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نًهَاكُم عنهُ فَانتَهُوا )(الحشر/7) . فقالت المَرأةُ فَإنِّي أرَى شَيئاً من هذا على امرَأتِكَ الآن . قالَ اذهَبي فَانظُري . قالَ : فَدَخَلَت على امرَأةِ عبدِ اللهِ فَلَم تَرَ شيئاً . فَجاءَت إليهِ فَقَالت : مَا رأيتُ شَيئاً . فقال : أمَا لَو كَانَ ذَلِكَ لَم نُجامِعهَا )(البخاري-الفتح10/5931)(ومسلم/2125) ( لم نجامعها- قال جماهير العلماء: معناه لم نصاحبها ، ولم نجتمع نحن وهي . بل كنا نطلقها ونفارقها ) .

5- ( عن أبي هُرَيرةَ-رضي الله عنه- أنَّهُ لَقِيَتهُ امرِأةٌ وَجَدَ مِنهَا رِيحَ الطِّيبِ يَنفًحُ ولِذَيلِهَا إعصَارٌ ، فقَالَ : يا أمَةَ الجَبَّارِ ، جِئتِ من المَسجِدِ ؟ قالت : نعم ، قالَ : ولَهُ تَطَيَّبتِ ؟ قالت : نعم . قال : إنِّي سَمِعتُ حِبِّي أبا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ : ( لا تُقبَلُ صلاةٌ لا مرَأةٍ تَطَيَّبَت لِهذا المَسجِدِ حتَّى تَرجِعَ فَتَغتَسِلَ غُسلَها من الجَنَابةِ ))(ابو داود/4174) حديث صحيح ، (ولذيلها إعصارٌ ، وفي رواية عصرة أي غُبار . والإعصارُ والعَصَرة : الغبار الصاعِدُ الى السماء مُستطيلاً ، وهي الزوبعة . قيل : وتكُون العَصَرة من فوح الطّيب ، فشبَّهه بما تُثير الريحُ من الأعاصير.

6- ( عن ابنِ عُمَرَ-رضي الله عنهما- أنهُ قالَ : قالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سيَكُونُ في آخِرَ أمَّتِي نِسَاءٌ كَاسِياتٌ عارِيَاتٌ على رُؤُوسِهِنَّ كأسنِمَةِ البُختِ ، العَنُوهُنَّ فَإنَّهُنَّ ملعُونَاتٌ )(الطبراني في الصغير/1125) وصححه الالباني.

7- قال ابنُ عبدِ البرِّ في شرح الحديث السابق : أرَاد النَّبيُ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ اللَّواتي يَلبَسنَ من الثِّيابِ الخَفِيفِ الذي يَصِفُ ولا يستُرُ ، فَهُنَّ كَاسِياتٌ بالاسمِ عارِياتٌ في الحقيقةِ .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذّمِّ (التبرج) :

1- ( قالت أمُّ علقمَةَ بنتُ أبي علقمةَ : دخلت حفصَةُ بِنتُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ على عائشَةَ أمِّ المُؤمنينَ وعليها خِمَارٌ رقيقُ فشَقَّتهُ عائشَةُ عليها وكَستها خِمَاراً كثيفاً ) .

2- ( قالت عائِشةُ رضي الله عنها : لو أنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأى مَا أحدَثَ النِّساءُ لَمَنَعَهُنَّ المسجِدَ ، كما مُنِعَت نسَاءُ بني إسرائِيلَ )(مسلم/445) .

3- قال القُرطُبيُّ- رحمهُ الله تعالى : ( إن سببَ نُزُولِ قولِ اللهِ تعالى (( وليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ ))(النور/31) : أن النِّساءَ كُنَّ في ذلك الزَّمانِ إذا غَطَّينَ رُؤُؤسَهُنَّ بالأخمِرَةِ ، وهيَ المقانعُ ، سدَلنَها من وراءِ الظَّهرِ كما يصنعُ النَّبَطُ ، فيبقى النَّحرُ والعُنُقٌ والأذُنَانِ لا يُستَرُ على ذلك فأمَرَ الله تعالى بِليِّ الخِمَارِ على الجيُوبِ )

4- وقال أيضاً- رحمهُ اللهُ تعالى- ( إنَّ المَرأةَ المُتَشَبِّهَةَ بالرِّجالِ تَكتَسِبُ من أخلاقِهِم حتَّى يَصِيرَ فيها التَّبَرُّجِ والبُرُوزِ ومُشَابَهَةِ الرِّجالِ ما قد يُفضِي بِبعضِهِنَّ إلى أن تُظهِرَ بدَنَهَا كما يُظهِرُهُ الرَّّجلُ وتَطلُبُ أن تَعلُوَ على الرِّجَالِ كما يعلُو الرِّجالُ على النِّساءِ ، وتَفعَلُ من الأفعَالِ ما يُنافِي الحَيَاءَ والخفَرَ المشرُوعَ للنِّساءِ )

5- قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ- رحمهُ الله تعالى- (:إن كَشفَ النِّساءِ وُجُوهَهُنَّ بِحيثُ يَرَاهُنَّ الأجانِبُ غَيرُ جائِزٍ ) .

6- قال الذهبيُّ- رحمه اللهُ تعالى – : ( منَ الأفعالِ التي تُلعًنُ عليها المَرأةُ إظهَارُ الزِّينةِ والذَّهَبِ واللُّؤلُؤِ تحتَ النِّقابِ ، وتَطَيُّبُها بالمسكِ والعنبَرِ والطّشيبِ إذا خرَجَت ، ولُبسُها الصِّبَاغاتُ والأزُرُ الحَرِيرِيَّةُ والأقبِيَةُ القصَارُ ، مع تَطويلِ الثوبِ وتوسِعَةِ الأكمامِ وتطويلها ، وكلُ ذلكَ من التَّبَرُّجِ الذي يَمقُتُ اللهُ عليهِ ، ويمقٌتُ فاعِلُهُ في الدُّنيا والآخرةِ ، ولهذهِ الأفعالِ التي غَلَبَت على أكثرِ النِّساءِ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( اطلعتُ على النَّارِ فَرَأيتُ أكثَرَ أهلِها النِّسَاءَ ) .

7- قال الشاعرُ :

بُنَـيــَّةُ إن أرَدتِ ثِيـــابَ حُـسـنٍ = تــُزَيـِّنُ مـَن تـَشَـا جـِسـماً وعَقلاً
فَـانـبــِذِي عَـادَةَ التـَّبـَرُّجِ نَـبـذاً = فَجَـمالُ النُّفـُوسِ أسـمَـى وأعـلى

8- وقال آخرُ :

قُل للجَـمِيلَةِ أرسَلَت أظـفــَارَهَا = إنِّ لِخَوفي كِدتُ أمضِي هارِبا
إنَّ المَخَـالِبَ لِلوُحُـوشِ تَخـالُها = فمـَتَى رَأيـنَا لِلظّـِباءِ مخَـالـِبـَا
بِالأمسِ أنتِ قَصَصتِ شَعرَكِ غِيلَةً= ونَقَلتِ عن وضعِ الطَّبِيعَةِ حاجِبَا
وغَـداً نـرَاكِ نَقـلتِ ثَــغـرَكِ لِـلقَـفَا = وأزَحـتِ أنفـَكِ رَغـمَ أنفِـكِ جانِبَا
مـَن عَـلَّـمَ الحَسـنَاءَ أنَّ جَمـَالـَها = في أن تُخَالِفَ خَلقَهَا و تُجَانِبَا ؟

من مضار ( التبرج ) :

1- دليلُ ضَعفِ إيمَانِ المَرأةِ وقِلَةِ حيَائِها .
2- سبَبُ الطَّردِ والإبعادِ من رَحمَةِ اللهِ .
3- يُورِدُ النِّيرَانَ ويَحرِمُ من الجِنَانِ .
4- من أعمالِ الجَاهِلِيَّةِ والفُسَّاقِ .
5- يُعَرِّضُ المَرأةَ لِغَمزِ ولَمزِ المُجرمينَ ومن في قلبِهِ نِفاقٌ .
6- من أسبابِ إشَاعةِ الفاحِشَةِ بينَ النَّاسِ .
7- التَّشَبُهُ بِالكافِراتِ الفَاجِراتِ .
8- تُقَلِّلُ من رغبَةِ الإنسَانِ المُسلِمِ في الارتِباطِ بها وتُزِهِّدُهُ في الزَّواجِ بها .
9- تُحرَمُ المَرأةُ من نَعمَةِ رِضا اللهِ عنها بِخُروُجِها عن آدابهِ .
10- تُعَرِّضُ نَفسَها لِطَمَعِ الطَّامعينَ ونَهشِ النَّاهِشينَ .
11- من أكبر أسبابِ شيوعِ الفَاحِشَةِ في المُجتَمَعَاتِ ، فَتَنحَلَّ ويّذهَبَ رِيحُها .

وفي الختام فلا تنسوا اخواتي تخصيصكن مَن يسَّر لكن سبيل الانتفاع بهذا الموضوع بدعواتٍ صالحاتٍ بظهر الغيب ، لعل الله تعالى ينفعها بها دنيا وأخرى ، فافعلن –أُخياتي – ولكن منها مثله . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهِ .

مشكور اخي على الموضوع
تقبل مروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.