لكِن مِن الحِكمة أن يُقال أنَّ الله تعالى لمَّا قدَّر البلاء على عبده ، هو يعلم سبحانه أنَّ هذا مِما يُحزِن عبده ويصيبه بكمَد ..
فقدّره الرحمن الرحيم الحكيم العليم كي يمحِّص عبده ويرفَع درجته .
كي يرى صبر عبده وإيمانه .
كي يغفِر زلاته حين يراه صابِرًا ، فيكفِّر عن خطاياه .
ونقول للمُبتلى لا توقِف حياتك ولا تنكفئ على نفسك .
أيَّها المُبتلى إن وعد الله حَق وإنه آتيك ما وعدك مِن الفرَج والحبور ، ولكن لا تزيد نفسك بلاءً يحُزن مُضاف .
عِش يومَك وقدِّم لنفسك وللنَّاس .
استمتع بلحظاتك التي فيها فرَح
فإنّ الدُّنيا دائرة ولئن أصابك الحُزن في جزئها فإنَّ بقيَّة الدَّائرة تنتظِر بصماتك .
لا تُهمِل حياتك ولا ذاتك
ولا تُضيَّع على نفسك فُرصًا ربما ما تكررت .
أشغِل نفسك ونمِّ عقلك وقُدراتك ..
احفظ وانشر ..
اقرأ وعلِّم ..
اجعل لك بصمات في نفسك ومَن حولك
لا تكدِّر عيشك بِما ابتلاك الله فإنَّ هذا يأباه أرحم الرَّاحمين .
يقول العلامة ابن سعدي – عليه رحمات الله – عن قوله تعالى { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } :
جاء الحديث عن صدق وعد الله بعد الصبر؛ لأنه مما يعين على الصبر، فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا؛ هان عليه ما يلقاه من المكاره، ويسر عليه كل عسير، واستقل من عمله كل كثير .
إنَّ الحياة لها تقلّبات
ولا عيشٌ يصفو إلا عند ربِّ البريّات في جنّاته
أمّا الدُّنيا ففيها صروف الدَّهرِ تمضي ..
ومَن أرادها صافيةً نقيَّة عاش في أحزان لا تنقضي لأنها لن تصفوَ له
وإذا رجوتَ المستحيلَ فـإنَّما = تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ
وقل :
كُلاً لبسـتُ فلا النعمـاءُ تبطـرُني = ولا تخشّعـتُ من لأوائها جزعا
لا يملأ الهولُ صدري قبـل وقعـتهِ = ولا أضــيقُ به ذرعاً إذا وقعا
ما سُدّ لي مطلعٌ ضــاقت ثـنـيتهُ = إلا وجدتُ وراءَ الضيقِ متّسعا
إنَّنا نجني على أنفسنا حين نعيش البلاء بسلبيِّة ما فرضها الله علينا .
ونضيِّع على أنفسنا فُرصًا كثيرة مِن النَّفع والفُرَص الوظيفيِّة والدِّراسة ..
لأننا انزوينا وتلحّفنا بالحُـزن في بعض مراحِل حياتنا حين اُبتلينا .
ومَن أحسنَ ظنَّه بربِّه فإنه يعيش مُستكينًا خاضِعًا لله وأحكامه مع روحٍ مُقبِلة ونفسٍ مُنتِجة تبثّ نفعها لنفسها ولغيرها .
فلتهنؤو بحياة سعيدة مطمئنة…
…….بالقرآن نحيا
وَ وفقككِ لمـآيححب وَ يرضى
بـآركك فيككِ وَ آتم علينـآ نعمته