الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، أمَّا بعد:
فبِغَضِّ النظر عن حكم المسألة العقدية المطروحة على الساحة الدعوية، فإنه ينبغي على طالب العلم -فضلاً عن العامِّيِّ- معرفةُ حقِّ العالم وقَدْرِه ودرجته التي رفع اللهُ له بما آتاه مِن العلم، فيحترم اجتهاده ولو بان لغيره خطؤُه وظهرت له هفوتُه، فهو معذورٌ في اجتهاده ومأجورٌ عليه. غير أنه لا يتَّبعه فيما يعتقد أنه أخطأ، ولا يجوز له أن يَرْمِيَه بالبدعة والإرجاء إهدارًا لمكانته ومنزلته في قلوب المسلمين، فمن لا يعرف حقَّ عالمنا وكبيرنا فليس منَّا، كما جاء ثابتًا مِن قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا»(١).
وعليه، فإنَّ إدارة موقع الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس -حفظه الله- ترفعُ إلى علمِ عموم الطلبة والقُرَّاء براءةَ الشيخ محمَّد علي فركوس -حفظه الله- مِن المحاولات المتكرِّرة للمدعوِّ: أبا عبد القدُّوس بدر الدين مناصرة -هداه الله- بالافتيات على أهل العلم والتقدُّم بين أيديهم، ومحاولة المساس بمكانتهم ومنزلتهم، وذلك في كتاباته ومقالاته التشغيبية التي تحمل -في طيَّاتها- الطعنَ الصريح في أهل العلم ورَمْيَهم بالإرجاء والبدعة، سواءٌ الأحياء منهم والأموات، والله المستعان.
وتذكِّر الكاتبَ -هداهُ الله- بنصيحةِ الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس -حفظه الله- له -مشافهةً- بلزومِ غرز الجماعة، والانضواءِ تحت لواء العلماء، ونبذِ الفُرقة والاختلاف، وتركِ منهج تفكيك روابط الأخوَّة الدينية، وطرحِ الانشغال بما لا يُحسنه، والخوضِ في مسائلَ هي أوسعُ مِن معارفه وأكبرُ مِن مداركه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
(١) أخرجه أبو داود (٤٩٤٣) من حديث عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما، والترمذي بنحوه (١٩٢١) من حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٦٥٤٠).