.
.
.
.
النقود سحر وبريق، ينبض لها كل عرق، ويجرى لها كل ريق ،
فبها تسعد نفوس، ولها تفرح قلوب، وهي محور لاهتمام جميع الأجناس، في كل مكان ، وفي جميع العصور، وعلى مدى الزمان، وهي الشغل الشاغل لهم في الليل وفي النهار، فمن أجلها يتحرك الناس ، ويشتعل النشاط ، وبسببها تقوم العلاقات، وتحدث الاتصالات .
يتسابق الجميع في جمع النقود ، وتتعب الأجسام في سبيل الحصول على القروش، وتتحرك العقول في فتح قنوات لتكثيرها، وتحرص النفوس على بذل الأسباب في توفيرها ؛ لأنّ فيها رمز للقوة ، ومعنى في القيمة ، وعلامة على المكانة ، ولابدّ منها لحياة آمنة، ومعيشة رغدة، وأحوال مزدهرة.
النقود تحركها الأيادي، وتنتقل بين المحافظ والجيوب، وهي إما نعمة أو نقمة ، إما نور أو نار ، إما سعادة أو شقاء، ذلك أن بعضنا لا يهمه مصدرها ، ولا مشروعية كسبها، ولا طريقة الوصول إليها ؛ فله أن يغش ، وله أن يكذب ، وله أن يخادع ، وله أن يظلم ، وله أن يعتدي ، وله أن يرتشي ، وله أن يرابي ؛ المهم أن يظفر بالدراهم، وأن يحوز على الدينار، وأن يستحوذ على أكبر قدر من الأموال ، ولا يعنيه في شأنها ؛ أحلال المصدر، أم حرام المنبع !!!
وأما من يكدح طوال يومه، ليزيد من رصيده، وعلى حساب صحته، وإهمال أسرته، وضياع دينه ؛ فقد تعس (هلك) عبد الدينار ، وتعس عبد الدرهم، تعس وانتكس. **والعياذ بالله**
فمن فتح الله عليه من خزائنه ، وأعطاه من خيراته، ثم ترى في شخصيته أسوأ الصفات، وأشنع الخصال : تكبر وتبختر وغرور ، وفساد ولهو وفجور، وانجراف خلف الزخرف الفاني، وانخداع بالسراب البالي…..ماهو الا ***مرء……….شقي……….ت عيس***.
فإذا لم يكن محصناً بوازع قوى من الورع، وخشية الله تعالى، ولديه درجة من البذل والعطاء؛ فقد تهوى به أمواله إلى مستنقع الجشع، ودرك الشقاء .
ما جدوى القروش؛ إذا كانت تضيع عليك دينك، أو تضر بها سمعتك ، أو تأخذ منك راحتك، أو تسلب منك جل وقتك!.
ما قيمتها إذا كانت تنسيك واجباتك، أو تشغلك عن أمورك الشرعية ، أو مسؤولياتك الأسرية ، أو واجباتك الاجتماعية!.
النقود وسيلة لأهداف سامية، ومقاصد نبيلة.
فاقنع باليسير منها ، فإنّ الرضا والقناعة ثروة كبيرة ، ونعمة عظيمة .
والطمع نقمة جسيمة، ومفسدة خطيرة ، ومن قنع من الدنيا باليسير؛ هان عليه كل عسير .
.
.
سلامي الناقد .
.
.
فعلا النقود : ما ادراك ما النقود …
فالناس مالوا عند من عنده مال ..
((النقود وسيلة لأهداف سامية، ومقاصد نبيلة.)).
دمت محفوظا.
كما تقول أنت دمت سالما كاتبا متابعا