تخطى إلى المحتوى

الطريق إلى الالتزام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على الرحمة المهداة، و على أله و أصحابه وأزواجه الطاهرات، وعلى من اتبعه من المؤمنين و المؤمنات…

وبعد:

إن أعظم محنة يمكن أن تنزل بالعبد المؤمن هي محنة الافتتان في الدين.
فكل مسلم – الشاب خصوصا- يريد بداية حياة جديدة، حياة كريمة شريفة في ظل الإسلام – الصحيح- لابد له من أعداء وحساد له، وأكبرهم الشيطان – بمفهومه الشامل لكل عدو للإسلام و المسلمين-. و الله سبحانه و تعالى أشار إلى هذا في قوله:ألم،أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا و هم لا يفتنون ، و لقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين) العنكبوت:1.2.3
نعم. سيعلمن الله الصادقين في إيمانهم و ليعلمن الكاذبين المنافقين…
ولعل أعظم ابتلاء يواجهه المسلم في الحاضر هو الابتلاء عند «الالتزام". فكل شاب – من كلا الجنسين- يقرر العودة إلى الله، لابد أن تواجهه إبتلاءات و مشاكل كثيرة، بداية ًَ من محيطه القريب – الأسرة- و من المجتمع… فالملتزم لم يعد يواجه فقط الملذات و النفس ، التي يحاول كبحها عن المنكرات، بل لابد له من الصبر و مواجهة واقعه الذي لن يقبل منه فكرة الالتزام و العودة إلى الله. فمنذ اللحظة الأولى لا يرى الملتزم إلا وجوها ساخطة، ناقمة عليه و على التزامه..
و الواقع مليء بأمثلة هِؤلاء الشباب المؤمنين ، الذين أرادوا العودة إلى الله، فواجهوا أكبر المحن و الرزايا. فأنا أعرف منذ عامين ، شابا مسلما لما قرر الالتزام بشرع الله، من مواظبة على دروس الذكر و إعفاء اللحية… واجهه أبه بجفاء ٍِِ حاد ، بل إنه قرر طرده من المنزل – لولا أن تدخلت الأم و أفراد العائلة- فكان يواجه هذا الابتلاء و هذه الفتنة ؛ التي هلكت صحته وأسقمتها بمرض شديد؛ بكثير من الصبر، ليتمكن في الأخير من الإستمرار في مشروعه مع الله – الالتزام -. وهكذا انتهت زوبعة هذا الابتلاء بسلام ، و هو الآن في ّ"قمة" الالتزام والإيمان و الدعوة إلى الله – هذا حسبي فيه، ولا أزكي على الله أحدا-، نعم لقد جزاه الله بصبره نورا ً في وجهه و علما في عقله و مكانة ًَ في محيطه.
و أعرف أيضا فتاة ً عفيفة، مسلمة، محجبة. خاضت ، ومازالت تخوض، حربا لا هوادة فيها مع أسرتها، لا لشيء ٍِ إلا لأنها أردت التعامل مع الله ، و حفظ كتابه، و لبس الحجاب، و أعلنت قطيعتها مع المحرمات . لكن أمها لم تكن مستعدة ً لمثل هذه الأشياء، وترى الالتزام خطرا على ابنتها. نعم. نعم و الله لقد عملت بأقسى و أشد المعاملات ، التي يمكن تصورها. من طرف من؟ من طرف أسرتها. ~ و في هذا المقام أطلب من الله لها الثبات و الصبر، ولكل المسلمات و المسلمين~
نعم، إنها أمثلة كثيرة في واقعنا، أمثلة للعديد من الذين يعيشون في غربة، وما أحلاها من غربة وعد الصادق الأمين- صلى الله عليه وسلم- أصحابها بالفلاح في الدنيا و الآخرة (..طوبى للغرباء) و في تاريخنا الإسلامي أيضا نماذج من التضحيات الكبرى في سبيل هذا الدين العظيم. فالرسول- صلى الله عليه و سلم- ابتلي بقومه ..، و زوجه عائشة اتهمت في عرضها ، وبلال و عمار وأبو ذر و ابن جبير و الإمام أحمد و السرخسي – رضوان الله عليهم- .. إنهم آلاف الأمثلة على الصبر .
و القرآن الكريم صور لنا قصة رائعة لشباب ذاقوا طعْم البلاء و الابتلاء، لا لشيء إلا لأنهم (..فقالوا ربنا رب السماوات و الأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا اذا شططا) الكهف:14. إنهم أصحاب الكهف، الذين صورهم القرآن ليكونوا قدوة ً لكل من يبتلى في دينه، ولكل من واجهته عقبات في طريقه للالتزام، فكما أن الله نصر شباب الكهف، بأن سخر لهم كل شيء ، حتى السنن الكونية (و ترى الشمس إذا طلعت تزور عن كهفهم دات اليمين..) الكهف:17. لقد جزاهم الله بالنصر، وكذالك سينصر الله كل شبابنا الملتزمين – ولو بعد حين- فلا يسعنا سوى أن تكون نوايانا صافية، خالصة لله عز وجل.
اللهم أنصر المسلمين في كل مكان. و الحمد لله على نعمة الإسلام ، وكفى بها نعمة . و صلى الله على الرحمة المهداة.

أخوكم: إسماعيل

جزاكـ الله خيرا

شكرا ع المجهود الطيب..!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

موضوعك اخي يلمس وترا حساسا في المجتمع والله حقيقة ان هذه الفئة تعاني كثيرا في مجتمعنا المتخلف حيث اصبح الجهل يعمل عمله والشيطان والعياذ بالله قد تمكن من هؤلاء الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا فانا اقول لكل شخص قرر الالتزام اياك ان تسمع لهؤلاء اياك ان تاخذ بارائهم فيكفيك بشرى يوم الاخرة لقوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109).

صحيح أنو أغلب من يحاول الاستقامه يواجه اولا الرفض من المجتمع واولهم الأهل لكن من يتوكل على الله ولايهمه الا رضاه يصبح لايتأثر كثيرا برأي من حوله مادام يعلم أن مايفعله يرضي الله فيمضي في طريق الله ويعرض عن مادون ذلك
قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )
وأيضا علينا تذكر قوله صلى الله عليه وسلم (من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) هذا الحديث يهون الأمر
جزاكم الله خيرا
(لو وضعتم الموضوع في قسم الحوار والنقاش لأن ظاهرة خوف الأهالي من الالتزام متفشية)
بارك الله فيكم

بارك الله فيك

شكر لك على الموضوع و جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.