[ صيام عشر ذي الحجة ليس بدعة ! ]
س : ما رأي سماحتكم في رأي من يقول صيام عشر ذي الحجة بدعة ؟
ج: هذا جاهل يعلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم حض على العمل الصالح فيها والصيام من العمل الصالح ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )) قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال : (( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء )) رواه البخاري في الصحيح .
ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم ما صام هذه الأيام ، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه صامها ، وروي عنه أنه لم يصمها ؛ لكن العمدة على القول ، القول أعظم من الفعل ، وإذا اجتمع القول والفعل كان آكد للسنة ؛ فالقول يعتبر لوحده ؛ والفعل لوحده ، والتقرير وحده ، فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو عملا أو أقر فعلا كله سنة ، لكن القول أعظمها هو أعظمها وأقواها ثم الفعل ثم التقرير ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام )) يعني العشر فإذا صامها أو تصدق فيها فهو على خير عظيم ، وهكذا يشرع فيها التكبير والتحميد والتهليل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) وفق الله الجميع .
[ من ضمن الأسئلة المقدمة لسماحته في يوم عرفة ، حج عام 1418 هـ .]
المصدر : (( مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز – رحمه الله تعالى – )) (ج15/ ص 419 )
أما صيام يوم العيد (اليوم العاشر) فهو محرم ، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا : ( نهى عن صوم يوم الفطر ويوم النحر ) رواه البخاري برقم 1992 ، ومسلم برقم 827 ،
وقد أجمع العلماء على أن صومهما محرم .
فالعمل الصالح في هذه الأيام العشر أفضل من غيرها ، وأما الصيام فلا يصام فيها إلا تسع فقط ،
واليوم العاشر هو يوم العيد يحرم صومه .
وعلى هذا ، فالمراد من ( فضل صيام عشر ذي الحجة ) صيام تسعة أيام فقط ،
وإنما أطلق عليها أنها عشر على سبيل التغليب .
انظر شرح مسلم للنووي حديث رقم (1176)
جزاكم الله خيرا