عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‘إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها: فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره: فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره’.
وعن أبي قتادة قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‘الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره’.
والنفث: نفخ لطيف لا ريق معه.
وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‘إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه’. قال ابن حجر: فحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء:
أ – أن يحمد الله عليها، ب – وأن يستبشر بها. ج – وأن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.
وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء:
أ – أن يتعوذ بالله من شرها.
ب – ومن شر الشيطان.
ج – وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا.
د – ولا يذكرها لأحد أصلا.
ه – ووقع (في البخاري) في باب القيد في المنام عن أبي هريرة خامسة وهي الصلاة ولفظه فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم فليصل، ووصله الإمام مسلم في صحيحه. و – وزاد مسلم سادسة وهي: التحول من جنبه الذي كان عليه.
وفي الجملة فتكمل الآداب ستة، الأربعة الماضية، وصلاة ركعتين مثلا والتحول عن جنبه إلى النوم على ظهره مثلا.
وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على واد (بتشديد الدال اسم فاعل من الود) أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبوبكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهمها أمكنه، وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعلمه بما يعول عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فإن عرف خيرا قاله وان جهل أو شك سكت.
قال الإمام البغوي: واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساما، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة، أو من الأمثال السائرة بين الناس، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني، وقد يقع على الضد والقلب (أي العكس).
وذكر رحمه الله أمثله، ومنها: فالتأويل بدالالة القرآن: كالحبل يعبر بالعهد، لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله).
والتأويل بدلالة السنة: كالغراب يعبر بالرجل الفاسق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقا.
و’التأويل بالأمثال: كحفر الحفرة يعبر بالمكر، لقولهم: من حفر حفرة وقع فيها.
والتأويل بالأسماء: كمن رأى رجلا يسمى راشدا يعبر بالرشد.
والتأويل بالضد والقلب: كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى ‘وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا’.
أما كتاب ‘تفسير المنام’ المنسوب لابن سيرين: فقد شكك كثير من الباحثين في نسبته إليه، وعليه: فلا يجزم بتلك النسبة لهذا الإمام العلم.
كتبه الشيخ ثامر العامر
معبر رؤى من الكويت يكنى ابو عبدالله
للأتصال بالشيخ
009657145717
يوميا بعد صلاة العشاء