توجد ثلاثة أنواع من الفقمة : الفقمة الأصلية والفقمة ذات الأذنين والفظ .
الفقمة الأصلية :
ليس لهذه الحيوانات آذان خارجية ظاهرة بل لها أطراف ( مثل الزعانف) قصيرة وتسبح على العموم بإستخدام أطرافها الخلفية أما الأطراف الأمامية فتستعملها عندما تخرج إلى اليابسة لكي تزحف على الأرض بحركة إلتوائية. وأحجامها تتراوح بين فقمة الفيل الضخمة التي قد يبلغ وزنها ثلاثة أطنان وبين فقمة بايكال التي تعيش في الماء العذب ، ووزنها حوالي 80 كجم.ومعظم الفقم يصطاد السمك والأخطبوط ولكن فقم المياه الجنوبية الذي يتغذى بالسرطان ( السلطعون) يقتات بمخلوقات بحرية أيضا ، والفقمة الفهد تفترس أنواعا أصغر منها من الفقم وطيور البحر ، ويمكنها أن تسلخ جلد البطريق بإنتفاضة واحدة من رأسها القوي وفي الدائرة القطبية تظل الفقمة ضمن قطر الجليد وتنقب فيه ثقبا كي تتنفس فيمكن صيادو الأسكيمو قرب ثقب التنفس هذا وعندما ترفع الفقمة رأسها لتتنفس يطعنونها بحرابهم . و(( فقمة القيثارة)) تهاجر وتقضي القسم الأكبر من السنة في أواسط الأطلنطي الشمالي وتتوالد على شواطيء النروج أو على جزيرة صغيرة في وسط المحيط ولها بقع كبيرة سواداء وطوق داكن على رقبتها وعلى جانبيها ويمكنها من أن تغوص إلى عمق 270 مترا وتظل تحت الماء لمدة 30 دقيقة. وهناك نوعان أصبحا تقريبا نادري الوجود هما الفقمة الملتحية التي تعيش في جماعات صغيرة على شواطيء الأطلنطي الشمالي و (( فقمة الراهب )) في البحر المتوسط . والفقمة العادية تفضل الشواطيء المسطحة الرملية ذات الضفاف الموحلة وتعيش حول شواطيء النروج والدنمراك وبعض أقسام إنكلترا والبلطيق وجلدها رمادي أبيض مرقط ورأس مستدير أما فقمة الأطلنطي الرمادية فوجهها منحن وتحب الشواطيء الصخرية وتخرج الفقمة إلى الشاطيء لتتشمس ويستطيع بعضها النوم في الماء وعدو الفقمة الرئيسي ما عدا الإنسان هو سمك القرش.
الفقمة ذات الآذان :
وتسمى أيضا أسود البحر ولها آذان خارجية وأرجل طويلة مشبكة تستعملها لتسبح بسرعة كبيرة وعلى اليابسة تضع أرجلها تحتها لتدفع جسمها فيها فتتنقل بطريقة مرتبكة وتعيش في أنحاء متعددة من العالم ما عدا المحيط الهندي والأطلنطي الشمالي . وتشمل هذه الأنواع الفقمة ذات الفراء التي يصطادونها لأجل فرائها الناعم وأسد البحر الكاليفورني معروف أكثر من الأنواع الأخرى بسبب وجوده في حدائق الحيوان ، كما أنه يتدرب على القيام بألعاب بهلوانية مدهشة.
الفظ :
هذا النوع الضخم البشع من عائلة مختلفة عن سائر الفقمات ويعيش في المحيطات الشمالية قطعانا كبيرة منه والذكور تستعمل أنيابها التي تنبت إلى أسفل إما للقتال أو لترفع نفسها بها من الماء.
بقرة الماء ( الأطوم ) :
هذه العائلة مختلفة من الفقم فلا فرو لها وقوائمها الأمامية مشبكة وذنبها مفلطح ووجهها كثيف الشعر وتقتات بنبات الماء وتضع مولودا واحدا في الشتاء. وهناك نوعان قريبان لها هي الأطوم وخروف البحر والأطوم يعيش في البحر الأحمر وعلى شواطيء أفريقيا ويبلغ طوله مترين ونصف . أما خروف البحر فتوجد منه ثلاثة أنواع : نوع يعيش على شواطيء أفريقيا الغربية والنوعان الآخران في أميركا.
تصعد الفقمة إلى الشاطيء لتلد بينما الحوت وبقر الماء تلد في البحر وتعيش الفقمة معظم العام في البحر وتطلع إلى الشاطيء من وقت إلى آخر للإستراحة وعند إقتراب موسم التوالد تجتمع وتؤلف قطعانا وتذهب إلى شواطيء معينة لتلد وبعض الفقم يقطع مسافات طويلة ليصل غلى الشاطيء المقصود.
الذكور في الأول :
يصل الذكور في الأول ليحددوا مناطقهم وتصل الإناث الصغر حجما فيما بعد. وبعد أيام معدودة تلد الأنثى صغيرا واحدا هو ثمرة تزاوج سابق. وبعد الوضع تتزاوج مجددا لكي تضع صغيرها في السنة التالية . وترضع الأم صغيرها وتتركه لتذهب إلى البحر وتتغذى لتحتفظ بقوتها أما الذكور فتظل على الشاطيء لتدافع عن مناطقها وقد ينشب قتال جدي في أماكن التوالد تستعمل فيه الأنياب التي تسبب جروحا بالغة أحيانا وذكر الفقمة الفيل ذو منظر وحشي مخيف عندما ينفخ خطمه ليزأر. هذا وصف عمومي لطريقة توالد الفقمات . وفي بعض الأحيان لا تذهب الأم إلى مكان التوالد العمومي بل تتولى أمرها بنفسها . مثلا ، أنثى الفقمة المطوقة التي تعيش في المناطق القطبةي تضع مولودها على قطعة جليد عائمة ضمن مغارة تحفرها وفي حالات أخرى تجتمع الإناث معا في منطقة مثل (( الحريم )) ويتولى ذكر حمايتها وعندما يقوى الصغار يجمعون في (( حضانة )) منفصلة وتستطيع الأم ان تجد صغيرها بين الآلاف من الصغار الآخرين والمرجح أنها تتعرف عليه من رائحته .
الفقمة الرمادية والفقمة العادية :
تتزاوج الفقمة الرمادية في أواخر فصل الخريف على الشواطيء الصخرية للأطلسي الشمالي وبحر البلطيق ويهلك كثير من الصغار غرقا في الأعاصير الشتوية . أما الفقمة العادية فتختار الشواطيء الرملية الساحلية وعند ولادة صغيرها تتركه الأم وتسبح إلى شاطيء رملي فلا يلبث الصغير الجائع أن يتبعها إلى مكان أمين على الشاطيء.
الحيتان :
يتوالد الحوت والدلفين في البحر ومنظر تزاوج حوتين مثير للدهشة فهما يبرزان صعودا من البحر ثم يقعان إلى الخلف برشاش هائل من الماء إلا أنهما لا يطلقان أية أصوات . والمواصلات بين الحيتان موجودة ، والحوت يرسل إشارات إلى حوت آخر على بعد كيلومترات عديدة ، بإطلاق أصوات ذات ذبذبة عالية جدا وعندما سجلت هذه الذبذبات للمرة الأولى على آلات سفينة حربية في الحرب العالمية الثانية ظن أنها إشارات مرسلة من غواصة إلى أخرى . وقد سجلت (( محادثات)) عديدة بين الحيتان منذ ذلك الحين ولكن العلماء لم يتمكنوا من فك رموز هذه اللغة بعد . والحوت الأزرق يرحل إلى القطب الجنوبي كل سنة ليتوالد ويتغذى بالحيوانات الصغيرة جدا التي يجدها هناك في الربيع وفي أواخر السنة ينتقل الحوت الأزرق إلى المياه الدافئة ليضع صغاره ويولد الصغير بعد 18 شهرا ويكون طوله حوالي ثمانية أمتار ووزنه أكثر من طن . وليس بإستطاعة أي أنثى أن تحمل مولودا بهذا الوزن على اليابسة إلا أن بإستطاعة البحر ان يحمل أي وزن تماما كما يحمل وزن السفينة . وأول مشكلة تواجه الحوت المولود هي التنفس لأنه يولد تجت الماء وفي بعض الأحيان يستطيع الصغير ان يسبح إلى سطح الماء بمفرده ولكن على الكبار عادة مساعدة الصغار على ذلك بدفعهم إلى أعلى . وفوق سطح الماء يأخذ الحوت الصغير نفسه الأول من الهواء وعندما يصبح قويا يرافق الصغير أمه مسافات طويلة ، إلى القطب الجنوبي ، ليتغذى ونمو . وثمة أنواع أخرى من الحيتان تقوم برحلات كهذه بين مناطق التغذية والأماكن التي تضع صغارها.
العائلة الحيتانية تشمل الحوت والدلافين على أنواعها وهي من الثدييات التي تقضي كل حياتها في الماء . وإذا جنحت على الشاطيء عصرها ثقلها وأحجامها تتراوح بين الدلفين الصغير ( خنزير البحر ) الذي لا يزد طوله على متر ونصف إلى الحوت الأزرق أكبر حيوانات العالم قاطبة الذي قد يبلغ طوله 35 مترا ويقارب وزنه 120 طنا .
الكل الإنسيابي :
جسم الحوت إنسيابي الشكل لا شعر فيه ، وعليه طبقة كثيفة من الدهن تحفظه دافئا والأطراف الأمامية الزعانف تعمل كالمجاديف وكذلك الذنب ولا يوجد أطراف خلفية سوى عظمتين صغيرتين داخل جسم الحوت ، آخر ما تبقى من القائمتين الخلفيتين التي كانت لجد الحوت. والحيتان جميعها مضطرة إلى إخراج رأسها عن سطح الماء لتتنفس والمنخر أي ثقب الهواء على قمة الرأس فعندما يطرد الهوادء يتكثف نفسه في الهواء مشكلا سحابة صغيرة من ضباب الماء او (( نافورة )) من الماء . الحيتان ذوات الأسنان لها نافورة واحدة أما ذو الفك العظمي فله منخران وبالتالي نافورتان.
الحيتان ذوات الأسنان :
هذه الأنواع لها صفوف من الأسنان المحنية لكي تقضي على الأسماك والخطبوط وبإستثناء الحوت العنبري الذي قد يبلغ طوله 30 مترا فهذه الحيتان صغيرة على العموم ولها رأس مربع الشكل وأسنان على الفك الأسفل وتوجد مادة شمعية عنبرية في رأسها تستعمل في صنع الصابون. والحيتان العنبرية تتنقل جماعات ، مصطادة الأخطبوط والسمك . وبإمكانها الغطس إلى عمق 3000 متر والبقاء تحت الماء حوالي ساعة . والطعام الذي لم يهضم في معدة الحوت ويسمى العنبر يستخدم في صنع أنواع من العطور . أما الحوت العنبري القزم فلا يزيد طوله على ثلاثة أمتار.
الدلفين :
من الحيتان الصغيرة الدلفين وخنزير البحر وللدلفين جسم رشيق وفك يشبه منقار الطيور وزعنفة كبيرة على ظهره والدلفين العادي معروف وشائع ويبلغ طوله مترين ويسير جماعات ، غالبا ما يقتفي أثر السفن والمراكب وتبلغ سرعته في الماء 32 كم في الساعة ويمكنه أن يقفز فوق سطح الماء . وقد أجريت دراسات كثيرة على الدلافين فهي حيوانات شديدة الذكاء تستطيع ان تتعلم ألعابا وحيلا وتتسلى مع المسؤول عن العناية بها وهي شبيهة بالخفاش بأنها تستعمل الصدى لتحديد مسيرتها . والحوت (( المرشد )) سمي كذلك لأن جميع أفراد المجموعة تتبع قائدها أو المرشد وإذا شاء سوء طالعها أن يجنح القائد على الشاطيء فإنها تجنح جميعها وقد تلاقي حتفها . وأكبر أنواع الدلافين هو الحوت الفتاك وقد يكبر حتى يبلغ طوله تسعة أمتار وتتجمع أعداد من هذه الدلافين وتصطاد سوية البطريق والفقم . وتتواجد عادة في البحار الباردة القطبية وتهاجم حوتا أكبر منها حجما في بعض الأحيان أما في حدائق الحيوان فالحوت الفاتك سهل المراس أليف .
بين مجموعة الثدييات الخفافيش هي الوحيدة التي تستطيع الطيران حقيقة وأجنحتها مكونة من جلد ممتد على طرفي الجسم ومشدود إلى أصابع مستطيلة جدا حتى يصل إلى القوائم الخلفية وإلى الذنب أيضا في بعض أنواع الخفافيش والأرجل الخلفية ملتوية إلى الوراء والخارج لكي تعطي دعما للأجنحة ويعني هذا أن الخفافيش تجد صعوبة وإرتباكا في التنقل عندما لا تكون طائرة . وإبهامها يستخدم للإمساك بالطعام وللتسلق . والخفافيش تضارع الطيور في الطيران إلا أنها لا تنافسها لأن الخفاش صياد ليلي وبسبب طريقتها السرية في المعيشة ولونها الداكن وشكل وجهها البشع فقد حيكت خرافات عديدة حول الخفافيش عبر التاريخ ويصدق هذا الكلام بشكل خاص على الخفاش مصاص الدماء لأن غذاءه يقتصر على الدم فقط.
إستعمال الصدى ( السونار) :
لقد إكتشف العلماء مؤخرا كيف يستطيع الخفاش أن يطير في الظلام الدامس وليس صحيحا أن الخفاش أعمى بل له عينين صغيرتين ولكنه بدلا من النظر يبث موجات صوتية عالية الذبذبة تصطدم بأية عقبة تكون في سبيله وترتد إليه بشكل صدى وهذا النظام شبيه بالرادار إلا أنه أقصر بكثير على مسافات لا تتجاوز مترا واحدا . ويظهر أن الخفاش يستطيع أن يميز الشكل تبعا للصدى الذي يرجع إليه وهكذا فإنه يتوجه ناحية حشرة متحركة بينما يتحاشى شيئا مثبتا في مكانه . والحيتان والدلافين تستخدم هذه الطريقة المسماة سونار، ولكن تحت الماء. ويولد للخفاش صغير واحد كل مرة فتحمله الأم معها حتى حين تصطاد ويظل متمسكا بجسمها بقوة وفي البلدان الباردة يسبت الخفاش في الشتاء في الأماكن الخبيئة المظلمة مثل الكهوف والمغاير أو المناجم المهملة أو الأشجار المجوفة وحتى عندما تجثم الخفافيش تكون حرارة جسمها باردة وعندما يحين موعد طيرانها في المساء تضطر إلى الخبط بجناحيها مرارا كي تدب الحرارة في أعضائها وبعض الخفافيش تطير مسافات طويلة قد تبلغ 2024 كم لتصل إلى مقرها الشتوي.
المجموعات الرئيسية :
هناك مجموعتان رئيسيتان من الخفافيش خفاش الثمار الكبير أو الثعلب الطائر والخفافيش الصغيرة آكلة الحشرات والخفاش مصاص الدماء خفافيش الثمار تواجدت بالأصل في أستراليا والعالم القديم ويبلغ طول بعضها من طرف جناحها إلى الآخر حوالي مترين وهناك حوالي 2024 نوع من الخفاش في الوجود . وفي النهار تقضي خفافيش الثمار وقتها معلقة من الأغصان أو في سقوف الكهوف وتخرج عند حلول المساء لتأكل وقد تسبب أحيانا أضرارا بالغة للثمار ولها نظر حاد وحاسة شم قوية . أما الخفافيش الصغيرة فمتعددة الأنواع معظمها يصطاد الهوام والحشرات ولكن البعض منها يتغذى من رحيق الزهور . والخفاش يلتقط الحشرة في الهواء وهناك أنواع من الخفاش تصطاد السمك إذا قفزت السمكة من الماء وأنواع تتغذى بالدم وأخرى آكلة لحوم. والأنواع الشائعة من الخفاش تعيش حوالي ثمان سنوات وليس من الصعب التعرف إلى الخفاش الطويل الأذنين خصوصا أثناء طيرانه وجميع هذه الأنواع ماهرة جدا في الطيران. ويكون جلد الأنف على وجه الخفاش مضحك المنظر أحيانا مشابها لورق الشجر ويعتقد العلماء ان هذا الشكل يساعد الخفاش في إرسال الإشارات الصوتية وتلقي الصدى أثناء طيرانه وعندما يسبت الخفاش وينام في الكهوف يستطيع العلماء الإقتراب منه ووضع علامات معدنية مميزة على أجنحة الخفاش مما يساعد على درس طرقه المعيشية وحياته وتحركاته . وظل البشر طيلة قرون عديدة يعتقدون بوجود أرواح شريرة تخرج من قبورها بشكل خفافيش ضخمة وتتغذى بإمتصاص دم ضحاياها وعندما وصل الأوروبيون إلى أميركا اكتشفوا وجود خفافيش تعيش على إمتصاص الدم فيأتي الخفاش ليلا إلى ضحيته ويحدث جرحا صغيرا تحت الجلد ويمتص الدم مستخدما لذلك لسانه المثلم . والمعروف أن هذا النوع من الخفاش ينقل بعض الأمراض خصوصا مرض الكلب.