بسم الله الرحمان الرحيم
أثناء الامتحانات يحتاج أبناؤنا الطلاب إلى الغذاء الصحي المتوازن، والذي بدوره يساعدهم على الاستذكار لفترات طويلة دون الشعور بالإرهاق أو التعب، كما يساعدهم على التركيز والاستيعاب الجيدين، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك علاقة بين الغذاء الجيد والتحصيل العلمي.
النشويات والأسماك أغذية تساعد على التحصيل العلمى الجيد
يقول الدكتور فوزى الشوبكى – رئيس قسم التغذية بالمركز القومى للبحوث – : أهم هذه الاحتياجات المطلوبة للمساعدة على التحصيل الدراسى هى مولدات الطاقة مثل النشويات التى يمكن الحصول عليها من دقيق القمح والأرز والمكرونة والبطاطس، ويحتاج التلميذ أيضًا للسكريات البسيطة التى توجد فى العسل الأبيض والأسود، وترجع أهمية هذه السكريات إلى مساعدتها فى أداء وظائف المخ الذى يحتاج إلى هذه السكريات الممتصة حديثًا من الأمعاء.
كما يحتاج التلميذ أيضًا إلى فيتامين ب المركب الذى يمكن الحصول عليه من الحبوب مثل حبوب القمح والذرة، وأيضًا الخميرة بيرة؛ حيث تساعد هذه الفيتامينات على حرق السكريات فى الجسم، وإمداده بالطاقة.
ويحتاج التلاميذ إلى مواد غذائية مهمة للجسم، وهى مواد البناء مثل البروتينيات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والدواجن، والأسماك، والبيض واللبن، وأيضًا البروتينات النباتية مثل: الفول، والعدس، واللوبيا، والفاصوليا، وتتمثل أهمية هذه البروتينات فى بناء عضلات الجسم، وتكوين الإنزيمات المسئولة عن هضم الطعام، والمساعدة على القيام بعملية التمثيل الغذائى بصورة عامة.
ويضيف الدكتور الشوبكى أن عناصر الكالسيوم الموجودة فى اللبن والبيض، وعنصر الزنك المتوافر فى الخضروات والحبوب الكاملة تفيد فى نمو الهيكل العظمى بصورة طبيعية، وتوجد عناصر أخرى لها أهمية كبيرة فى القيام بالعمليات الحيوية، وتقوية جهاز المناعة حتى يستطيع أن يقاوم الميكروبات والأمراض المعدية، وهذه العناصر مثل الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين (أ) المسئول عن حماية الأغشية المبطنة للجهاز العضمى والتنفسى، ويوجد هذا الفيتامين إما من مصادر حيوانية مثل الكبدة والبيض واللبن، أو فى مصادر نباتية مثل: الجزر والبطاطا؛ حيث توجد بهذه المحاصيل مادة البيتاكاروتين التى تحافظ على قوة الإبصار.
أما فيامين (ج) فهو يمنع تأثير العوامل المؤكسدة فى الجسم، ويقى من الأنيميا ومرض الإكسابوت الذى يؤدى إلى ظهور تقرحات فى الجلد، ويوجد فيتامين (ج) فى الجوافة والموالح والليمون والفلفل الأخضر.
أما فيتامين (هـ) فيوجد فى زيوت الأسماك، وهو مهم جدًا؛ حيث يعمل مع فيتامين (ج) على مقاومة الآثار الضارة للعوامل المؤكسدة، التى تؤدى إلى تدمير خلايا الجسم، لذلك فإن فيتامين جـ مع هـ يساهمان فى سلامة جميع أنسجة الجسم بما فيها خلايا المخ، مما يزيد من تقوية خلايا المخ، وبالتالى تزيد قدرته الوظيفية مثل التحصيل والتركيز والاستيعاب ما يساعد التلاميذ، خاصة فى المرحلة الابتدائية على تحصيل دروسهم بصورة جيدة.
ويوضح الدكتور فوزى أن للمعادن أهمية كبيرة، وهذه المعادن كثيرة مثل: عنصر الحديد الذى يقى الإنسان من الإصابة بالأنيميا، والتى تعد من الأمراض التى تؤثر بصورة مباشرة على وظائف المخ، فالشخص الذى يعانى من الأنيميا عادة يعانى نقصًا فى الأكسجين الذى ينبغى توافره حتى يصل لخلايا المخ، لذلك فإن عدم وصول هذا الأكسجين إلى هذه الخلايا يجعل الفرد غيير قادر على التركيز والاستيعاب، لذلك يجب تجنب الإصابة بهذا المرض من خلال إعطاء التلاميذ وجبات تحتوى على عنصر الحديد، الذى يوجد فى الجرجير والسبانخ والعسل النحل، والأسود، والكبدة، كما ينبغى ابتعاد التلاميذ عن المشروبات التى تحتوى على الكافيين والتنين بكثرة مثل الشاى والقهوة ومشروبات الكولا.
وتوجد عناصر أخرى من المعادن مثل الزنك وهى مادة مهمة لنمو الجسم وتقوية جهازه المناعى، ويمكن الحصول عليه من جميع الخضروات الورقية مثل: السبانخ والملوخية.
لزيادة التركيز والاستيعاب .. أكثر من شرب الماء
أكدت الدراسات العلمية أن الأطفال الذين لا يشربون كميات كافية من الماء يصابون بالجفاف، وتكون قدرتهم على التحصيل العلمى أضعف من أقرانهم الذين يتناولون الكمية الموصى بها وهى ثمانية أكواب يوميًا.
ويوضح الأطباء أن النشاطات الدمائية مثل: التفكير والانتباه هى وظائف عصبية وكيميائية، لا يمكن أن تعمل بصورة جيدة دون الماء، لذلك فإن الأطفال المصابين بالجفاف لا يملكون قدرة مناسبة للتعلم، كما أن الجفاف فى مرحلة الطفولة قد يسبب مشكلات صحية خطيرة فى مراحل البلوغ والشباب، فعدم شرب الماء يسبب ضعف أنظمة الأنزيمات الحساسة التى تعتمد عليها أجسامهم، وتبدأ بالخروج من نظامها الطبيعى، كما أن المشكلات الصحية المزمنة مثل: أمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم هى الثمن الذى يدفعه الأشخاص لشربهم القليل من الماء