باريس في الليل بحر من الأضواء والرهبة. يحسّ المرء أنه وحيد أعزل أمام متاهة مشحونة بالوحشة والقلق ، و- حامد- أحد آلاف المهاجرين الذين باعهم سماسرة الجهد الإنساني في سوق الشغل العالمي (فلولا إيمانه بالعودة لجرفه تيار البعاد). لم ينس أمّه وهي تبكي قائلة له:{كن رجلا يا حامد إيّاك أن تعود صفر اليدين}في ذلك المساء انسلّ ثقيلا مشحونا مرارة … فارغا من أي معنىً، تعوي في داخله عاصفة أضاعت كلّ اتجاه… إلى أين؟ لن تسندك ذراع ولن تمسح أحزانك الراكدة في أعماقك يدُ دافئة حنون.
* دخل- حامد- إلى المقهى فابتلعته سحابات الدخان وضجيج روّادها … ولكنّه فعل كل شيئ …{أنا المغامر، لست نادما أبدا يجوع الحرّ ولا يأكل بـ… هذا مبدئي سأرجع بدون عملة صعبة بدون سبايا ولا غنىً{ كلّ إنسان ورزقه}، ثمّ سأقول لهم : أعطيتُ كلّ عملتي وخرجتُ بعدها جثة هامدة ، اكتبوا: إنّ التاريخ حصان جامح يمضي ولا يلتفت إلى الوراء ولا ينتظر، فإن لم تركبه ركبك ، اكتبوا على الحاشية: إنّ السمك لا يعيش إلا في الماء وإنّ العصافير إذا هاجرت فإنّها لا تبيض إلا في أعشاشها}.
الأسئلة:
1- البناء الفكري:
– ضع عنوانا مناسبا للنص.
– ماهو القرار الذي اتخذه حامد ولم يندم عليه؟
– اشرح المفردات التالية: الرهبة- صفر اليدين- الحاشية.
2- البناء الفني:
– استخرج من النص: استعارة مكنية واشرحها.
– حدّد نمط النص في الفقرة الثانية.
3- البناء اللغوي:
– استخرج من النص جملة تقدّم فيها المفعول بع على الفاعل، ثمّ حددهما.
– بين سبب حذف الخبر في الجملتين الموضوعتين بين قوسين.
– أعرب ماتحته خط إعرابا تفصيليا.
4- الوضعية الإدماجية:
وأحبُّ آفاق البلاد إلى الفتى **** أرض ينال بها كريم المطلب.
* في ضوء البيت الشعري حرّر فقرة وجيزة تتحدّث فيها عن الغربة بإيجابياتها وسلبياتها موظفا سجعا وتعبيرا مجازيا.
بالتوفيق والنجاح: أحمد عــــــــــــــزّة