محقرات الذنوب التي يحتقرها الإنسان يراها صغيره, والنبي –عليه الصلاة والسلام- يقول : ( إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه), وفي لفظ الآخر (فإن لها من الله طالباً) وضرب المثل بالقوم الذين نزلوا منزلاً ليصنعوا طعامهم فيأتي هذا بعود, وهذا بعود, وهذا ببعضه فيوقدوا ناراً ويصنعوا الطعام على هذه الأشياء الحقيرة, ومحقرات الذنوب هي التي يراها صغيرة يحتقرها؛ لأنه يراها ذنوب صغيرة, قد يرى بعض الناس الغيبة من الصغائر, قد يرى بعض الناس كلام على بعض الناس بالشدة والكلام السيئ أنه من الصغائر, بحيث لا يتأدب معه بل يتكلم معه كلام قبيح ، قد يرى بعض الناس أن كونه يعصي والده, أو لا يصل رحمه قد يراها محقرة, قد يعتقد أشياء حقيرة صغيرة وهي ليست كذلك, قد تكون كبيرة, وهو ما يعلم, وقد تجتمع عليه, وهي صغيرة فتجتمع حتى تهلكه بكثرتها وتساهله بها، فالمقصود أن المحقرات هي التي يراها الإنسان حقيرة ويتساهل بها؛ لأنه ما يراها أنها من الكبائر، ويرى أن الله سوف يعفو عنه فيها؛ لأنها باعتقاده ليس لها شدة, وليست تتضمن ظلم للناس, أو مشقة عليهم هذا معنى محقرات.
عن سهل بن سعد – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعود ،
وجاء ذا بعود ، حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه " .