بغيـــــــر ضوابـــــط
و أهل السنة يفضلون مرجئة الفقهاء على غيرهم ، ويعدون بدعتهم من بدع الأقوال وليست من بدع العقائد ، و يفضلون الأشاعرة على سائر المتكلمين ، ويشهدون بسينيتهم في بعض البلاد التي لا يوجد فيها من هو أفضل منهم ، ويعرفون قدر كثير من العلماء المنتسبين لهم ، وقدر ردودوهم على الشيعة و المعتزلة و الفلاسفة وقدر ملوكهم الذين حموا بيضة الإسلام ، و يفضلون صوفية الأعمال على صوفية الأقوال الحلولية والاتحادية.
13ـ لا يفرقون بين البدعة الصادرة من مسلمين مؤمنين معظمين للرسول و الصحابة ، معظمين لكتاب الله ابتدعوها لجهلهم أو لاجتهاد سائغ ، قصدوا بها طاعة الله فوقعوا فيها ، و لم يقصدوا بها مخالفة الرسول ولا محاداته ، و بين بدع كالرفض و التجهم و الحلول مما كان مبدؤها من قوم منافقين مكذبين لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مبغضين له.
فأصلهم كأصل الخوارج جعلوا المسلمين كالمجرمين ، و المتقين كالفجار، و المحبين للنبي صلى الله عليه و سلم كالمبغضين له ، و المحبين المتولين للأئمة أمثال أحمد و سفيان ومالك و الشافعي و ابن تيمية و الذهبي كالمبغضين لهم، المخالفين لهم ، المحتقرين لهم بلسان الحال أو لسان المقال.
15 ـ هم مع أهل السنة و الجماعة في عدم تكفير المبتدع و الفاسق ، ومع الخوارج في إهدار حسناته ، ففي الأسماء مع أهل السنة ، و في الموازنة والحكم مع الخوارج ، و إذا قدر أن فرقوا بين أنواع الموازنة في الكتابة فإنهم عمليا يذمون الموازنة بإطلاق ، فإن زعموا أنهم سلفية في الأسماء و الأحكام التي تقتضي عند أهل السنة التفاضل ، فإنهم لا يطردون هذه العقيدة في الموازنة، و الولاء و البراء، و الشدة و اللين.
16 ـ يسمون أنفسهم : "السلفية" و "أهل السنة" دون بقية أهل القبلة ، و دون بقية أهل السنة و الجماعة ، فيسمون من يخالفهم من أهل السنة و الجماعة بأسماء يختلقونها ، كمتحزب و مميع و تكفيري وقطبي و غير ذلك ، والسلف الصالح لم يكونوا ينكرون على المسلمين انتحال السنة و الجماعة ، و لكن ينكرون عليهم مخالفة السنة و الجماعة ، فلا ينكر على أحد من المسلمين التسمية بالاسم الشرعي لأنه مطلوب شرعا.
قلت : وهؤلاء علامتهم الاختلاف، ففي كل يوم يختلفون فيما بينهم ، و يبدعون بعضهم البعض ، و يضللون بعضهم البعض ، و الناس تعرف ذلك جيدا ، فإن كان الرجل سنيا قد عرف حالهم تركهم لحالهم وانصرف عنهم.
ومن بدعهم اعتبار الإسبال علامة فارقة في المنهج السلفي ، و كذلك الأخذ من اللحية ، و تغطية الرأس !
19 ـ يحرمون ما أحل لله من نكاح المسلمات ، فينهون عن نكاح من لم تكن مثلهم ليس على سبيل المعاقبة و سد الذريعة بل يجعلون تحريم نكاحهم حكما مؤبدا،ولهم في ذلك كلام مشهور في الإخوانية و التبليغية …. وهذا تحريم لما أحل الله ، وهو نوع من الشرك به سبحانه و تعالى ، قال الخطابي : ((أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين و أجازوا منا كحتهم و أكل ذبائحهم و أنهم لا يكفرون ماداموا متمسكين بأصل الإسلام.)) (الفتح){300/12}.
20 ـ يستحلون الأعراض المحرمة بحجة الجرح و التعديل ، و التعريف بحقيقة الرجال ، و ما يسمونه علم الجرح و التعديل هو علم صياغة الإشاعة وطرق ترويجها .
و هؤلاء يقولون : لا يصلى أحد على كل مبتدع، فلا يفرقون بين من يجوز له الامتناع من الصلاة عليه ومن لا يجوز له ، ولا يفرقون بين المبتدع الداعية و مقلدته ، فجعلوا أنفسهم أئمة يقتدى بهم ، وهم في الحقيقة إذا امتنعوا عن الصلاة على أحد المسلمين لم يلحظهم أحد ، لان المصلى يبقى ممتلئا فهم قلة و أقل من القليل ، وحتى عندما يموت الناس لا تظهر عليهم الرحمة وطلب العذر وسؤال المغفرة للميت.
22 ـ ينتحلون اتباع أئمة السنة و يخالفونهم في المنهج، في كيفية الدعوة ، فأئمة السنة يقولون باللين و الشدة ، و هؤلاء يقولون بالشدة فقط ، وأئمة السنة يفرقون بين أنواع المبتدعة في أخذ العلم و النظر في كتبهم ، وهؤلاء يرون الكل شيئا واحدا ، بل لا يقولون مثل هؤلاء الأئمة بالمصلحة و المفسدة في معاملة المبتدع ، فلزم أنهم مخالفون لهؤلاء الأئمة في المنهج ، قد خالفوا من ينتحلون إتباعه ، فخابوا و خسروا لأنهم يذمون و يخالفون ما في سلفهم.
فدعوتهم لا يكون بها الدين الجامع ، ولا تكون بها كلمة الله هي العليا ، إذ ينكلون عن أمر الأقوياء و الولاة و التجار و الأصحاب بالمعروف ، ولا ينهونهم عن المنكر ، فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر اقتصر عندهم على معاملة المبتدع ، أما العقيدة و الأعمال و السلوك و الأخلاق و السياسة و الدعوة إلى الله ، فليس عندهم فيها أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ، ولذلك يعادون كل قاص واعظ ، ولو لم يعتمد الحكايات المكذوبة ، ولم يدع إلى العقائد الباطلة.
24 ـ حقيقة دعوتهم الأمر بإتباعهم و بالتوبة إليهم، لا اتباع الرسول و التوبة إلى الله ، و ينهون عن مخالفتهم ، لا مخالفة الكتاب و السنة ..
ولكن
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الابل
|
فهدفنا أخي ، إيصال هاته الرحمة إلى الناس كافة ، باليسر وبالحسنى ، ومن ذلك تصويب المخطئ ومناقشة الخاطئ رجاء أن يؤوب ، فإن استكبر وأعرض عندها يلجأ إلى الهجر والتبديع وما إلى ذلك .
ما إن ندمتُ على سكوتي مرّة . . ولقد ندمت على الكلام مرارا
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياك الله أخي عبد البر.
هناك سؤال هام، وهو لمن هذه السلسلة بجمتها، أهي من النقل أم من التأليف الخاص بالرجوع الى مجموع من المصادر، فان كانت الأولى أبنت عن صاحبها، و ان كانت الثانية كان عليك ذكر مصادر التأليف.
و لي سؤال أهم من الأول وهو هل راجع التفصيل المذكور سابقا بعض أهل العلم؟ ان كان نعم فمن هم و ما مدى قبولهم له.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم ، هذا الموضوع من تأليف أخ عزيز وإن لم نعرفه ، ونحسبه من طلبة العلم الأقوياء ، وأظنه من الجزائر والله أعلم ، كان عندي في وريقات مطبوعة ، وأنا قسمته إلى حلقات حتى يسهل قراءته دون ملل .
أما عن جواب سؤالك الثاني ، فالله تعالى أعلم ، ولكن تأصيلات العلماء رحمهم الله في هذا الباب موجودة والحمد لله لمن أراد التحقيق ، ونحن لسنا إلا أتباعا للحق رغم تقصيرنا الكبير .