وقد ذم الله تعالى الخصومة والقطيعة بين المسلمين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تُعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكل أمريء لايشرك بالله شيئاً، إلا إمرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم . وأمرنا معاشر المؤمنين بالسعي في الأصلاح: فأصلحوا بين أخويكم.
. ولله در القائل :
إن المكـارم كلها لو حصلت …… رجـعت جمـلتها إلى شـيئين
تعظيم أمر الله جـل جـلاله …… والسعي في إصلاح ذات البين
صلاح ذات البين
وسئل الإمام المجدد عليه رحمة الله الشيخ عبدالعزيز ابن باز:
ما الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيمن يريد أن يقوم بإصلاح ذات البين؟
ينبغي أن يكون ذا حلم وتقوى لله وعمل صالح، وإنصاف للنفس من النفس حتى يتوسط بين الناس بما أعطاه الله من العلم والبصيرة والإنصاف والتواضع، حتى يتوسط بين من زين لهم الشيطان الاختلاف والفرقة. ومن صفاته أن يكون جواداً كريماً سخياً، يستطيع أن يبذل المال في الإصلاح بين الناس، فالمصلح من صفاته الخلق الحسن والتواضع والجود والكرم وطيب الكلام وحسن الكلام وعدم سوء الكلام، يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق وجود وكرم، إذا دعت الحاجة إلى وليمة أو مساعدة بذل حتى يتمكن من الصلح، ومما يتعلق بالصلح أيضاً بذل المال ولو بطريق السلفة والقرض، يتحمل حمالة يقترض من بعض إخوانه ليصلح بين المتنازعين والمختلفين من قبيلتين أو قرابتين أو أخوين أو ما أشبه ذلك، قد يحتاج إلى بذل المال ولو بالاقتراض ويعطى من الزكاة إذا تحمل للإصلاح، فالمصلح بين الناس جدير بأن يساعد ويعان حتى ولو من الزكاة، في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المسألة لا تحل لأحد إلا لأحد ثلاثة – وذكر منهم – رجلاً تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك))[1] رواه مسلم في صحيحه.
[1] رواه مسلم في كتاب الزكاة برقم 1730.
https://www.binbaz.org.sa/mat/2099
وجعل الله عملك في ميزان حسناتك