تخطى إلى المحتوى

أول وثيقة لحقوق الإنسان 2024.

  • بواسطة
[frame="4 10"]

إن من يدعون الرفق بالحيوان ويؤلفون جمعيات الرفق بالحيوان ، وتبلغ عنايتهم البالغة بالحيوانات أن يجعلوا لها مصحات ومستشفيات خاصة بها ، بل يفتحون كوافيرات لتصفيف شعر الكلاب والحيوانات ويصنعون من أجلها أصناف الجاتوهات والحلويات ، وفي نفس الوقت يعتدون على بني الإنسان ويأكلون حقوق البشر ويدعون أنهم رسل الإنسانية وأنهم حملة المبادئ الإنسانية في الحياة العصرية

لقد تناسى الذين ينادون بحقوق الإنسان أن أول وثيقة لحقوق الإنسان هي خطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أن وقف يودع المسلمين على جبل عرفات فوضح لهم ما لهم وما عليهم وبين لهم كل ما يحتاجه الإنسان من أخيه الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

إن الذين يطالبون المعتدين الغادرين من الأوربيين وغيرهم بتطبيق الوثيقة الدولية لحقوق الأسرى يعلمون علم اليقين أنهم لم يستطيعوا تطبيقها كما طبقتها الجيوش الإسلامية فهذه وصية أبو بكر رضي الله عنه لجيش أسامة حين وداعه لهم يقول فيها: {يَا أَيُّها النَّاسُ قِفُوا أُوصِيكُمْ بِعَشْرٍ فَاحْفَظُوهَا عَني: لاَ تَخُونُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدُرُوا وَلاَ تُمَثلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا طِفْلاً صَغِيرَاً وَلاَ شَيْخَاً كَبِيرَاً وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ تَعْقِرُوا نَخْلاً وَلاَ تَحْرِقُوهُ وَلاَ تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً وَلاَ تَذْبَحُوا شَاةً وَلاَ بَقَرَةً وَلاَ بَعِيرَاً إِلاَّ لمأْكَلَةٍ ، وَسَوْفَ تمرُّونَ بِأَقْوَامٍ قَدْ فَرَّغُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الصَّوَامِعِ فَدَعُوهُمْ وَمَا فَرَّغُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ}{1}

أتى نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم بكل شئ يهمكم في أنفسكم وأسركم ومجتمعكم ودولكم بل وفي العالم أجمع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ الله وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ}{2}

إننا حتى لو نظرنا إلى الأدواء الجسمانية التي انتشرت بيننا في حياتنا الدنيوية فإنه صلى الله عليه وسلم وضع لكل مسلم البرنامج الشامل الذي لو اتبعه لا يحتاج إلى طبيب ، ولذا عندما أهدى إليه المقوقس حاكم مصر طبيباً ، رد الطبيب رداً حسناً وقال: {إرجع إلى قومك فنحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع}{3}

وفى الأثر: {فمن أين يأتينا المرض}

{1} جامع الأحاديث والمراسيل عن الحسن {2} متفق عليه {3} السيرة الحلبية ، وسيدنا محمد للشيخ رشيد رضا

[/frame]

بارك الله فيك خونا


وبالله التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.