وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز وجل إذا قهر شهوته وهواه وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار.
والقلوب ثلاثة:
غاية التمكن
ومنهممن هو تارة وتار
وليست السماء بأعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه
وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت
بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره
وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره
وبيت خال صفر لاشئ فيه
فجاء اللص يسرق
من احد البيوت فمن أيها يسرق
فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لان البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب
وان قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فان عليه من الحرس واليزك ومالا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله
فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات
فليتامل اللبيب هذا المثال حق التامل ولينزله على القلوب فانها على منواله
فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيت الشيطان قد احرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا فايشئ يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه
وقلب قد امتلا من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه فاي شيطان يجترئ على هذا القلب وان اراد سرقة شئ منه فماذا يسرق منه وغايته ان يظفر في الاحايين منه بخطفه ونهب يحصل له على غره من العبد وغفلة لا بد له اذ هو بشر واحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهو والذهول وغلبة الطبع
وجزاكمالله خيرلاتنسونا من
دعائكم
منقول
منتديات الكيمياء الحيوية للجميع
جعلها الله في موازين حسناتك .
بارك الله فيك
شكرا
اللهم اجعله في عليين مع الشهداء والصالحين