قال: أصلــــي لربـــــي.
قال: هل رأيته؟ قال : سبحان الله، البَعْرة تدل عل البَعِير، والأثرُ يدل على المسير، وسماء ذاتُ أبراج
وليل داج، ونجوم تزهر، ألا تدل على السميع البصير، فَبُهِتَ الذي كفر.
في الحديث أن أنس بن مالك قال: كنا جلوسا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في المسجد بعد
صلاة العصر، فدخل أعرابي، قائلا: أين ابن عبد المطلب؟
قالوا: هو ذلك الرجل الأبيض الأمْهَق المُرتفِق.
فدخل فوقف على رأس المصطفى ، عليه الصلاة والسلام، وقال: يا محمد.
قال :قد أجبتك
قال: أني سائلك فمشدد عليك في المسألة.
قال: سَلْ ما بدا لك.
قال الأعرابي: من رفع السماء؟ وكان عليه الصلاة والسلام متكئا، فقال: الله.
قال الأعرابي: ومن بسط الأرض؟ قال عليه الصلاة والسلام: الله.
قال الأعرابي: ومن نصب الجبال؟ قال عليه الصلاة والسلام: الله.
قال الأعرابي: أسألك بالذي رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال آلله أرسلك إلينا رسولا؟
فاحمر وجهه صلى الله عليه وسلم، وتربع، وقال: اللهم نعم.
قال الأعرابي: أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أمرك بأن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة. قال: اللهم نعم.
وأخذ يسأله حتى، انتهى من أركان الإسلام، ثم قال في الأخير : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، والله لا أزيد على ماسمعت ولا أنقص، أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.. ثم ولى.
فالتفت عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه يبتسم ويقول: " من سَرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا " .
من كتاب: مَصارع العُشاق للدكتور الشيخ عائض القرني.
جعله منفعة لنا ولكم