تخطى إلى المحتوى

أسباب الابتلاء وأنواعه 2024.

الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد بن عبد الله نبيه ورسوله وصفيه وخليله ، أرسله الله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ، مبشرا بالجنة لمن اتقى الله – جل وعلا – وأطاع الرسول ، ومنذرا ومخوفا من عذاب الله والنار لمن خالف أمر الله – جل وعلا – وعصى الرسول – عليه الصلاة والسلام – .
( 1 ) يصيب الله – جل وعلا – أمة الإسلام بما يصيبها بسبب ذنوبها تارة ، وابتلاء واختبارا تارة أخرى .

( 2 ) يصيب الله – جل وعلا – الأمم غير المسلمة بما يصيبها إما عقوبة لما هي عليه من مخالفة لأمر الله – جل وعلا – وإما لتكون عبرة لمن اعتبر ، وإما لتكون ابتلاء للناس ، وبعد ذلك الابتلاء فهل يكتب لهم النجاة أو لا ؟
[ص-6] قال الله – تعالى – : سورة العنكبوت الآية 40القعدة فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ القعدة
وهذا في العقوبات التي أصيبت بها الأمم ، العقوبات الاستئصالية العامة ، والعقوبات التي يكون فيها نكاية ، أو يكون فيها إصابة لهم .
( 3 ) تصاب الأمة بأن يبتليها الله عز وجل بالتفرق فرقا ، بأن تكون أحزابا وشيعا ، لأنها تركت أمر الله – جل وعلا – .
( 4 ) تصاب الأمة بالابتلاء بسبب بغي بعضهم على بعض ، وعدم رجوعهم إلى العلم العظيم الذي أنزله الله – جل وعلا – .
قال الله – تعالى – فيما قصه علينا من خبر الأمم الذين مضوا قبلنا : سورة آل عمران الآية 19القعدة وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ القعدة
[ص-7] وقال – سبحانه – : سورة البينة الآية 4القعدة وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ القعدة
عند أهل الكتاب العلم النافع ، ولكن تفرقوا بسبب بغي بعضهم على بعض ، وعدم رجوعهم إلى هذا العلم العظيم الذي أنزله الله – جل وعلا – ، تفرقوا في العمل ، وتركوا بعضه .

( 5 ) يصاب قوم بالابتلاء بسبب وجود زيغ في قلوبهم ، فيتبعون المتشابه .
قال الله – جل وعلا – في شأنهم : سورة آل عمران الآية 7القعدة فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ القعدة
فليس وجود المتشابه سببا في الزيغ ، ولكن الزيغ موجود أولا في النفوس .
فالله – سبحانه – أثبت وجود الزيغ في القلوب أولا ، ثم اتباع المتشابه ثانيا ، وقد جاءت ( الفاء ) في قوله – جل وعلا – : سورة آل عمران الآية 7القعدة فَيَتَّبِعُونَ القعدة لإفادة الترتيب والتعقيب .
[ص-8] ففي النصوص ما يشتبه ، لكن من في قلبه زيغ يذهب إلى النص فيستدل به على زيغه ، وليس له فيه مستمسك في الحقيقة ، لكن وجد الزيغ فذهب يتلمس له .
وهذا هو الذي ابتلي به الناس – أي : الخوارج – في زمن الصحابة ، وحصلت في زمن التابعين فتن كثيرة تسبب عنها القتال والملاحم مما هو معلوم .
فائدة هذا الابتلاء معرفة من يرجع فيه من الأمة إلى أمر الله – جل وعلا – معتصما بالله ، متجردا ، متابعا لهدي السلف ممن لا يرجع ، وقد أصابته الفتنة ، قلت أو كثرت .

معالي الشيخ : صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.