يقول سفر الخروج: (31فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ قَدْ أَخْطَأَ هَذَا الشَّعْبُ خَطِيَّةً عَظِيمَةً وَصَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ آلِهَةً مِنْ ذَهَبٍ. 32وَالآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ – وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ».) خروج 32: 31-32.
فهل نبى الله موسى يمنُّ على الله أنه تقبل رسالته ويهدّدَه بترك الرسالة والإستقالة إن لم يغفر لبنى إسرائيل كفرهم؟ والأغرب من ذلك أن الرب خاف من هذا التهديد وعدَّلَ أوامره لكى لا يفقد نبيه موسى. فقال: (33فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَنْ أَخْطَأَ إِلَيَّ أَمْحُوهُ مِنْ كِتَابِي.) خروج 32: 33
فهل كان سيعجز الرب أن يصطفى نبياً آخراً غير موسى لأداء رسالته؟
وهل لم يكن فى مقدور الرب أن يجبر موسى على إكمال رسالته للنهاية؟
وهل عبدة الأوثان من بنى إسرائيل الذين كفروا وعبدوا العجل أعز وأقيم عند موسى من الله ورسالته؟
ما هذا الإله الذى تصورونه فى كتابكم؟ مرة يضربه يعقوب وينتزع منه البركة بالقوة! ومرة يسرق يعقوب النبوة من أبيه إسحاق دون أن يكون للرب دخل فى هذا الموضوع ، كما لو كان قد فُرِضَ عليه أن يوحى إلى هذا اللص سارق النبوة! (تكوين الإصحاح 27) ومرة أخرى اشترى يعقوب النبوة من أخيه عيسو عن طريق استغلال جوعه ، واشتراها منه فى مقابل طبق عدس! (تكوين 25: 29-34) ومرة يحكم نبيه قيافا (بشهادة يوحنا الأنجيلى) بكفره وأمر بقتله وبتسليمه للصلب ، بعد أن كذبه وكفَّره وأهانه! (يوحنا 11: 49-52) ومرة يأسره الشيطان ويطلب منه (من الرب) أن يسجد له! (متى 4: 1-11)
فهل رأيتم أو سمعتم عن نبى يضرب إلهه أو يكفره أو يأمر بقتله أو يهدده بترك الرسالة؟
ألا يقدح هذا فى كتابكم؟ ألا يشير هذا إلى أن كتبة هذا الكتاب أعداء لله ، يريدون أن يَجُرُّونكم إلى الكفر والتطاول على الذات الإلهية؟
من هو صاحب معجزة العصا؟ هل هو موسى أم هارون؟
(11فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَيْضاً الْحُكَمَاءَ وَالسَّحَرَةَ فَفَعَلَ عَرَّافُو مِصْرَ أَيْضاً بِسِحْرِهِمْ كَذَلِكَ. 12طَرَحُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ فَصَارَتِ الْعِصِيُّ ثَعَابِينَ. وَلَكِنْ عَصَا هَارُونَ ابْتَلَعَتْ عِصِيَّهُمْ.) خروج 7: 11-12
لم يطرح هارون العصا ، لأن المعجزات كانت من شأن موسى وحده ، أما خطاب فرعون فكان لهارون ، كما وردَ فى سفر الخروج (10فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». 11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلْإِنْسَانِ فَماً أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيراً أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ 12فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». 13فَقَالَ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلْ». 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ وَأَيْضاً هَا هُوَ خَارِجٌ لاِسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ 15فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ. 16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً. 17وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هَذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ».) خروج 4: 10-17
نص غريب يُظهر قوة موسى وحكمته وضعف الرب وجهله بعباده ، خاصة عندما رفض موسى أمر الرب وبرهنه بصورة منطقية ، فغضب الرب من الحق ، وأذعنَ لكلام موسى. فهل هذا من وحى الله؟