في وسط هذه الظروف المدلهمة التي تمر بنا جميعا الآن وتجعل المسلم التقي النقي في هذه الدنيا حيران تعالوا بنا نستمع جميعاً إلى البشرى العظيمة لنا من النبي العدنان صلى الله عليه وسلم
نظر النبي صلى الله عليه وسلم بعين بصيرته الربانية وبالأنوار التي تملأ قلبه الإلهية والتي يقول لنا فيها الله {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} يوسف108
نظر إلى المتمسكين بسنته والمحافظين على أحكام شريعته في هذا الزمان الذي ظهر فيه الفجور وانكسرت فيه الحدود وأصبح الناس إلا القليل يمشون على حسب أهوائهم ولا يحتكمون إلى شرع ربهم ولا يستنون بهدي نبيهم وكأنهم يقولون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر
أصبح الأغلب يستحل الأموال ولا يبالي من حلال أو حرام يغش إخوانه المسلمين مع تحذير النبي القوي في قوله
{مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا}[1]
يخدع المؤمنين المسالمين ابتغاء عرض فان في الحياة الدنيا نسوا الله فأنساهم أنفسهم لا يتورعون عن الكذب ولا يعدون الخيانة خصلة سيئة بل إن خصال النفاق طلت في جميع الآفاق وأصبح حديث النبي {آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ}[2]
والتي أوصلها العلماء في الروايات إلى خمس تجدها مشهودة أينما سرت وحيثما حللت لكن مع ذلك هناك أناس نرجو أن نكون منهم أجمعين يمشون على الصراط المستقيم لا يميلون إذا مال الناس ولا يعتدون ويتجاوزون الحدود إذا جاوز الجهلاء
يسعون في الدنيا ويعلمون علم اليقين أنهم في الآخرة إن شاء الله وإليها راجعون ومن الدنيا مسافرون فيعملون للغد من الباقيات الصالحات هؤلاء بشرهم النبي عندما نظر إليهم في هذا الزمان فقال صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ} [3]
إعجاز نبوي بدأ الدين غريباً أي كان أهله كالغريب في وسط قومه عند بداية دعوة النبي كانوا غريبين في أخلاقهم غرباء بالنسبة لمن حولهم في سلوكياتهم وفي قربهم وطاعتهم لربهم واقتدائهم بنبيهم صلوات ربي وتسليماته عليه
لكن النبي صلي الله عليه وسلم عاش حتى رأى عزة الدين وامتداد الإسلام شرقاً وغرباً وعلم بما علَّمه مولاه أن هذا الأمر سيكون في هذه الآنات ستعود غربة الدين مرة أخرى غربة الدين كيف عادت الآن؟
أصبح المتمسك والملتزم بشرع الله الآن أقل من القليل لا تنظر إلى المساجد فما أكثر الراكعين والساجدين لكن انظر إلى أسواق المسلمين ماذا ترى فيها من أخلاق التجار المسلمين؟
وانظر إلى الشوارع وانظر إلى الأعمال وانظر إلى صلة الأرحام وانظر إلى الجيران الذين وصَّى بهم النبي وقال
{مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ}[4]
أصبح المتمسكون الآن بدين الله كما قال الله {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} ص24
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ13
المسلم الملتزم بكل ما ورد عن النبي الأمين رأى عامة المسلمين أن ما عليهم الآن المحافظة على ما ورد عن رسول الله وعن الله في الصلاة والصيام والحج وربما الزكاة لكن لا يحاولون التشبه بالحبيب في أخلاقه مع أن الله عندما مدحه لم يمدحه إلا على حسن أخلاقه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4
هل هناك مسلم أو مؤمن يسب أو يشتم أو يلعن؟ نسأل النبي فيقول{لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ}[5]
هل المؤمن يكذب؟ المؤمن ليس بكذاب {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ} النحل105
أين هذا المؤمن الآن؟
[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة
[2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة
[3] صحيح مسلم وسنن ابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة
[4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[5] سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد
الأشفية النبوية للعصر_الخطب إلإلهامية العصرية_ج1
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً
نحتاج للخلق الرفيع والرفق
يا حسرة هناك من اصبح يرى الكل مبتدع ووجب دحضه والكل يهذي بالجرح والتعديل
حتى يجرح الكل بمزاجه ولا يعدّل الا من شابهه
لا اقصد المشايخ بل هم الين الخلق وارفقهم كالشيخ ربيع حفظه الله
لكن
علام التعالم؟؟؟؟