من كتاب صور وخصائل من مجتمع اولاد نائل من تأليفي رابط مباشر لتحميل الكتاب
https://www.mediafire.com/?1y36z67n8s9c1vk
ترجمة لحياة سيدي نائل :
1/نســــبه :
قال تعالى " وجعلنـاكم شعـوبا وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عنـد الله أتقاكم "
صدق الله العظيم .
إنطلاقا من الآية الكريمة : فإن سيدي نائل (محمد بن عبد الله ) قد نال شرفا وعلوا بسبب تقاه وطاعته لله تعالى أولا ثم لشيخه سيدي أحمد بن يوسف ثانيا، فطاعته للأولياء والصالحين وأهل البر والتقوى والصلاح والشيوخ هي من طاعة الله لقوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ولقوله ايضاً ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ) ولقوله ايضاً في حديث قدسي من عادى لي وليا آذنته بالحرب) ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله رجالا لو اقسموا على الله لأبرهم ابروه فأبرهم ) إنطلاقا من هذا كله :
فإن نسب سيدي نائل يعود إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ماورد في كتاب تحفة الأفاضل بترجمة سيدي نائل، وكذا كتاب : تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل، وتعطير الأكوان ، وتنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد ، هذه المراجع كلها تثبت أن نسب سيدي نائل يعود إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله( ص) وأنه كان عالما وصالحا وفقيها وحاكما في الساقية الحمراء قاد معارك وفيالق هناك ونسبه كمايلي :
محمد بن عبد الله (سيدي نائل) بن علال بن موسى بن عبد السلام بن أحمد بن علال بن عبد السلام بن مشيش بن بوبكر بن علي بن حرمه بن حرمه بن عيسى بن سلام بن مروان بن علي (حيدر) بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبطي بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اختلف الناسبون لسيدي نايل في جد من أجداده وهو ( مروان ) فمنهم من ذكره ( مزوار) كالشيخ سي عطية في شجرته الموجوده بكتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد صفحة 141 ومنهم من ذكره باسم مروان كالشيخ سي عامر في كتابه تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل صفحة 12 وتعطير الأكوان في الصفحة 14 طبعة 1916 م ، ومنهم من ذكره في شجرات ( مزور ) لذلك أنبه القارئ الكريم إلى التأكد من هذا الاسم والعهدة على أصحاب المراجع لأن الخوض في الأنساب ليس سهلا ، وأرجح أن يكون مروان لتكرر هذا الاسم وشيوعه بين أسماء أحفاده وتعدد المراجع لذكر مروان .
2/ أصـــــــله :
يقال أن اصله من المغرب الأقصى لكون إدريس الأكبر الجد 18 لسيدي نائل مؤسس مملكة الأدارسه بالمغرب الأقصى جاء فاراً من ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي بعد مقتل أخويه إبراهيم ومحمد وفيه استقر وبقي ومنه جاء وهوالراجح ، وفيه تزوج بأمازيغية تدعى ( كنزه ) ويقال أن سيدي نايل مكث بالمغرب الأقصى طويلا ، وكان حاكما مهابا في إقليم الساقية الحمراء وفيه قاد معارك وفيالق ضد الإقليم التونسي آنذاك ، واحتشد حوله أنصار كثيرون ، توجه بهم نحو المغرب الأوسط ، بدل المغرب الأقصى ، وتوجه بالذات إلى منطقة ( قراص ) بالمغرب الأوسط ومكث فيه قليلا ، وألتحق به أنصاره ومؤيدوه . وأما ماذكره إبن خلدون في كتابه المقدمة (بصيغة النوايل) فهم العرب الهلاليون الذين سكنوا طرابلس الغرب وليسوا أولاد نائل .
3/سبب صبغه لخيمته باللون الأحمر : يقال أن سبب ذلك هو رأي شيخه سيدي أحمد بن يوسف الذي أمر بذلك ويقال أنه تمييز لخيمته عن باقي الخيم (من العروش الأخرى) وخاصة ايام الغزوات والغارات للقبائل على بعضها البعض لتميز عن غيرها .
4/ حيـــــاتــه :
قصته مع سيدي أحمدبن يوسف وأسباب تسميته :
كان يسمى بإسمه الحقيقي محمد بن عبد الله وذلك حتى النصف الثاني من القرن 15 الميلادي تقريباً، حيث كان تلميذاً عند سيدي أحمد بن يوسف صاحب زاوية مليانه ، ومعه تلاميذ آخرون.
وذات يوم أراد الشيخ اختبار محبة تلاميذه له،وصدقهم معه وقوة ايمانهم وثباتهم ، فأخبر الطلبة (التلاميذ) بأن عيد الأضحى اقترب ولايجد ما يضحي به، وأنه سيضحي بسبعة طلبة منهم فلما حل العيد كان الكثير من الطلبة قد فر خوفا من الذبح (التضحية) بهـم .
ولم يبق سوى (محمد بن عبد الله ) سيدي نائل وستة آخرون (وسموا المذابيح) فأوهمهم أنه مضح بهم ( وكان قد اعد كباشاً للتضحية بها خفية عنهم ) وكان يدخل التلاميذ واحداً واحداً إلى غرفة ويسيل الدم من ميزاب ليراه المشاهدون (دم الكباش) وكان من بين المضحىبهم (زعماً) هو محمد بن عبد الله اختبارا لثباته ، فلما حان دوره قال له جاء دورك فبقي ثابتاً فقال له الشيخ : نلت الخير كله والصلاح فسمي من يومها نائلا من الفعل نال فهو اسم فاعل من نال ، فسمي من يومها سيدي نائل .
5/ رحلته إلى برج أم نايل : ثم رحل إلى برج أم نايل وتزوج بإمرأة (قبائلية ) هناك واستقر واستوطن به وقتا لم تحدده المصادر ، ثم توفيت أمه هناك في برج أم نايل واطلق اسمها عليه وسمي باسمها تبركا بها لكونها كانت إمرأة صالحة كإبنها أما أخوه سليمان فإن أولاده ونسله هم بنوا سليمان إلى اليوم (بالتل)((لم يرد هذا في كتاب بل مصادر شفوية فقط)) .
6/ رحلـته إلى الصـحراء : وتذكر المصادر المكتوبة أن سيدي نائل لما انتشرت ذريته وكثر عددهم إرتحل إلى صحراء سيدي عيسى وزاغز والمحاڤن وهناك تسميات لأماكن باسمه هناك كمراح سيدي نائل سيدي وحمادة سيدي نائل التي يقال انها مدفنه ، وأما المدفون بواد الشعير فليس سيدي نايل بل هو عبد الرحمن بن سالم بن مليك من أبناء أبنائه ( من سلالته ) وقبره يزار تبركا به .
ويقال أن سيدي نائل وذريته وقعت لهم غزوات ومعارك مع من وجدوهم بهذه الأرض كعادة البدو ربما عن الماء أو الكلاء أو الاستقرار أو دفاعا عن الشرف أو الوجود ،ثم انتشرت ذريته عبر الصحراء وقد كانت تقع بينهم وبين من يجدونهم قبلهم معارك تنتهي بانتصار ذرية سيدي نائل وانتشارهم الكثير عبر الصحراء دليل ذلك ،ويقال أن سبب انتصاراته دعوة الشيخ سيدي احمد بن يوسف له بالخير والنجاح والتوفيق ، وقد ذكر الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري أنه بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد بن يوسف ارتحل سيدي نايل وقصد الجزائر فمكث فيها يعلم مدة سنوات ، ثم تحول إلى الونشريس ونزل عند سيدي شعيب بن سيدي بوزيد فتلقاه بالاكرام وأنزله خير منزل وزوجه من ابنته زعما لرؤية رآها في المنام وطلب منه أن يعلم أولاده القرآن ثم الفقه فتصدر لذلك 20 سنة .
7/ وفاتـــــه :
يقول صاحب كتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد في وفاته ما يلي : ( وقد انتهت رحلته الطويلة المليئة بالأحداث فوصل إلى نواحي منطقة سيدي عيسى ، وهنا ضربت الأقدار موعدها ووافته المنية بمنطقة ( ضاية اللحم ) ، ودفن على ضفاف الوادي في المكان المسمى حاليا ( حمادة سيدي نايل ) انتهي .
8/ العروش المكونة والمنتمية لسيدي نائل : يقال انها 24 عرشا (حسب التنظيم الإداري الفرنسي )وكل عرش يتوزع إلى قبائل كثيرة ثم إلى عائلات أكثر ،وهذه العروش ليست متمركزة بمنطقة معينة بل منتشرة عبر الوطن وأغلبهم في جهة الصحراء والتـل .
9/العروش الكبرى المنتمية لسيدي نائل هي أولاد (ونشير إلى أن كلمة أولاد تذكر قبل تسمية كل عرش (و هي مرتبة ترتيبا أبجديا) :
العــــرش الرقـم
أحمدبن يحي بن يحي (عين الملح ) 01
أخناثة 02
أم لخوة 03
أم هاني 04
أمحمد لمبارك 05
الرقاد 06
بوعبد الله 07
حركات 08
خالد 09
رابح 10
رحمة 11
زيان 12
ساسي 13
سليمان 14
سي احمد 15
سي امحمد 16
طعبة 17
عامر 18
عيفة 19
فرج 20
لعور 21
لغويني بن أمحمد 22
لغويني بن سالم 23
يحي بن سالم 24
أولاد سيدي نايل من صلبه :
نقلا عن كتاب الشيخ محفوظي سي عامر ما نصه : ( قال الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري اعلم أن الناس اختلفو في عدد أولاد سيدي نايل لصلبه فبعضهم يقول ترك أربعة وبعضهم يقول ثلاثة وذهب الخلاف إلى سبعة ، والصحيح عندي أنهم أربعة ، فأما ثلاثة فأمهم بنت سيدي شعيب وهم : ( مليك وأحمد ويحي ) ، وأما الرابع فأمه بنت سيدي حملة وهو : ( زكري ) ولم نر غير هؤلاء فإن كانوا أكثر فلم يعقبوا فالمعقبون أربعة كما قلناه لا غير وأكبرهم يحي ثم مليك ثم زكري واصغرهم أحمد .
ـ ترك يحي : ولد اسمه عيسى ولعيسى : ولد اسمه يحي وليحي أربعة أولاد وهم : ( بن دقمان وسعد وابراهيم وعبد الغني ) .
فأما بن دقمان فقد ترك ولد اسمه محمد وترك محمد ولدين وهما : ( بن دقمان وبن مهيريس ) ، ولكل منهما ذرية ، فأولاد بن دقمان هم : ( أولاد محمد لمبارك وألاد عمارة وأولاد ڤرونة وأولاد بوزيد المعروفون بالمهاش ، وأما أولاد بن مهيريس فهم أولاد أحمد الأعـور ولقب بالأعور لاستـرخاء في عينه ، وكان رجلا صالحا تقيا وقبره بالقنجاية بجوار جده سيدي محمد بن دقمان قريبا من أساس القبـة من جهة الغرب بدائرة حاسي بحبح في زاغـز الشرقي وكان لأحمد الأعور امرأتان امباركة بنت عبد الله انجبت عبد الرحمن والدبزة والأخرى تدعى (( رڤيه )) لبلولية وقيل عيفوية انجبت سالما وسعدا والأخير لم يعقب ، وكانت تحت بوزيد بن جدي بن علي بن سعد وتركت له ولدين (بلول والميهوب ) وأخذت الأخير ( الميهوب ) ، حيـث تربى ربيبا في حجـر أحمد الأعور وبقي المواهيب في نسب أولاد لعور ، أما أولاد عبد الرحمن والدباز وسالم فهم أحفاده وأولاد موسى النعامة جد النعايم وأولاد عطا الله بونيف جد النيوف وأولاد سليمان لطرش جد الطرش وأولاد أحمد النقاز جد النقاقزة .
وأما سعد المعروف بابن محجوبة دفين عين الريش شمال شرقي مدينة فيض البطمة فهو جد أولاد ملخوة وسبب تسميتهم بهذا الاسم أن سعدا جدهم لما توفي ترك أولاده وأولاد لإخوته وأيتاما من بني عمومته كانوا تحت كفالته فحضنتهم جميعا زوجته عائشة من قبيلة أولاد سي أحمد وكانت تقول لهم إنكم إخوة ، فسميت بأم الإخوة ، واطلق على قبيلتهم هذا الاسم الذي عرفوا به حتى الآن . وأما ابراهيم فله ثلاثة أولاد وهم ( لخضر جد أولاد لخضر ) ، وله ثلاثة أولاد وهم ( أحمد ، وأبوالقاسم وعلي وحفيد وهو بوميدونة ) ، ولهم فروع كثيرة . ( والخليفة جد أولاد وطية وهي زوجة الخليفة وينسبون إليها وتدعى وطية ابنة أحمد بن سعد بن سالم بن مليك .والثالث أحمد المعروف بالزير جد أولاد الزير المنضوون إلى أولاد عيفة ) .
وأما عبد الغني فجد أولاد ساسي ولهم فروع كثيرة وهم بأولاد جلال بولاية بسكرة ، وكذلك جد أولاد الصالح المنضمين إلى أولاد الأعور . فهؤلاء الأربعة ابن دقمان وسعد وابراهيم وعبد الغني أولاد يحي بن عيسى بن يحي مسعد بن محمد نايل ولا أدري إذا كانت بلدة مسعد التي انشئت بتاريخ 1207 هـ الموافق لـ 1793 م مسماة باسمه أو هو المؤسس لها وهو ما يستبعد لتقدم زمنه عن التأسيس ، والعلم عند الله .
ـ مليك له ولد اسمه سالم ولهذا أربعة أولاد ( عبد الرحمن وسعد وعامر ويحي ) .
فعبد الرحمن انجب ولد يدعى سي محمد وله ثلاثة عشر ولدا من ثلاث نسوة :
– شليحة ولها خمسة : ( وهم لغويني سي أحمد ومزور والتوأمان : طعبة وشتوح ) .
– ضياء ولها خمسة أيضا : ( وهم عبد القادر وبوعبد الله ودنيدينه وموسى وڤيطون ) .
– ام هانئ ولها ثلاثة :
( وهم سيدي ثامر وله ثلاثة أولاد من ثلاث نسوة مريم وإليها ينسب أولادها فيقال لهم أولاد مريم ، وحنه وإليها ينسب أولادها ، وبيده وإليها ينسب أولادها .
والثاني من اولاد ام هانئ هو : أحمد بن براهيم وإليه ينسب أولاده ، وابراهيم ليس اباه وإنما رباه فنسب إليه .
والثالث من أولاد ام هانئ : هو عثمان وقد خلف ( أولاد مريجه ) وكل هؤلاء من أولاد سي محمد لهم فروع كثيرة يعسر حصرها .
والثاني من أولاد سالم هو سعد وله ولدان هما : ( أحمد جد أولاد مجبر وعلي وله من الأولاد أحمد الرڤاد جد أولاد الرڤاد الغرابه ، وبن جدي وله أربعة وهم : ( عمر ومحداد وابراهيم لحويواني وتكرور ) ، أما عمر فخلف أولادا ويقال لهم أولاد بلڤاسم بن عمر ، وأما محداد فلم يبق من نسله إلا بيتا واحدا وابراهيم لحويواني جد أولاد خناثه ، وأما تكرور فجد أولاد بلول ولمواهيب ، فانضم أولاد بلول إلى اولاد الرڤاد الغرابه ، وانضم لمواهيب لأولاد الأعور .
والثالث من أولاد سالم هو عامر وأولاده يقطنون في تراب بوسعادة ولاية المسيلة وهم على قسمين شراقه وغرابه .
والرابع من أولاد سالم هو يحي وله ثلاثة أولاد وهم : ( جحيش والعيش وبوزيد وهذا الأخير له ولدان هما الجنيدي وسعد ) .
ـ والثالث من أولاد نايل لصلبه هو زكري وله من الأولاد : ( حركات ، رابح ، خالد ، سليمان رحمة ) ولهم فروع كثيرة وكلهم بأولاد جلال ولاية بسكرة .
ـ والرابع وهو الأصغر من بني نائل هو أحمد وله ولدان : ( ابراهيم : وهو جد لخمسة فرق من أولاد عيفه : ( سعد ، ڤسميه ، شرابه ، النصير ، عبد الله ) ، والثاني أحمد وهو جد أولاد أحمد وأولاد سيدي زيان وهم بعين الملح ، وذكر صاحب التحفة فرج جد أولاد فرج . ويفترقون فرقا كثيرة .)
وقد وقع اختلاف كثير في ما ترك سيدي نايل من أولاد فمنهم من قال أربعة ، كما ذكر ومنهم من قال خمسة ، وهو صاحب كتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد نقلا عن شجرة سيدي نايل التي أعدها الشيخ سي عطية ، فأضاف لأولاده المذكورين سابقا ( أبو الليث ) .
الجانـب العقائــدي ( الروحـاني )
– توطئـــة : نقلا عن كتاب تعطير الأكوان الذي يسمي شيوخ الزوايا وينسبهم إلى عروشهم وكذا كتاب الشيخ محفوظي سي عامر : تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل .
الــــزوايـــا الـمـــشــهــورة بالمنطقــة :
1 – الزاوية الطاهيرية ( بيت سيدي الطاهر ) :
الموجودة اليوم بالڤاهرة بمسعد ، والتي تأسست في سنة 1837 تقريبا وأسسها الشيخ الطاهر بن محمد الذي كان تلميذا في الزاوية العثمانية بطولڤة والزاوية المختارية بأولاد جلال ، وأسسها بإذن من مشيخة الزاويتين ، وكانت سدا منيعا في وجه المستعمر لمحو الشخصية الوطنية الاسلامية والعربية والهوية الوطنية الجزائرية بتركيزها على تعليم القرآن والمحافظة على الأخلاق والتفقه في الدين ، والمحافظة على السيرة النبوية ، وذلك لكونها تزامنت مع الاحتلال الفرنسي للجزائر ، إلى أن توفي شيخها سنة 1891 م ، ثم خلفه أخوه الشيخ سي يوسف وواصل على نهجه ، وتخرج منها طلبة كثيرون ، إلى أن توفي سنة 1917 م فتولى الزاوية بعده ابنه الأكبر الشيخ المختار ، الذي عرف بالكرم والزهد وواصل على نهج سلفه ، إلى أن توفي سنة 1951 فخلفه على الزاوية أخوه الشيخ محمد الطيب الذي كان فقيها حليما وزاهدا حكيما ، وسار على خطاه إلى أن توفي سنة 1969 م ، فجاء بعده أخوه الشيخ سي بلخير بمساعدة أخيه وقرينه الشيخ سي بلقاسم ، فعاشا متعاونين متصادقين لا يفترقان إلا قليلا ، وواصلا على نهج وخطى أسلافهما ، إلى أن توفي الشيخ سي بلقاسم سنة 1975 م ، وبقي الشيخ سي بلخير مسؤولا على الزاوية حتى توفي سنة 1982 م ، فخلفه ابنه الشاب سي المختار بمعاونة أخيه وابن عمه سي عبد العزيز وسارا على نهج والديهما ، ويساعدهما على الطلبة سي عبد الرحمن ( دحمان ) أخ سي المختار – الذي أنشأ
فرعا للزاوية غير بعيد عنها لتصبح الزاوية زاويتين – إلا أن أبناء الشيوخ الحاليين الذين يشرفون على الزاوية تلقوا متاعب ومشاكل في العشرية الأخيرة واستهدفوا في حياتهم عدة مرات ، ولم يؤثر ذلك على سير الزاوية وشيخ الزاوية من عرش أولاد لعور .
2 – زاوية الشيـخ سي عبد الرحمـن بن سي بلخير ( المدعو سي دحمان ( حديثة النشأة ) ):
وهي زاوية متفرعة عن الزاوية الأصلية الزاوية الطاهيرية ، وغير بعيدة عنها تقدم للطلبة علم القرآن والفقه والتجويد ، و هي عبارة عن أحواش يبيت فيها الطلبة كالزاوية الأصلية . وانشئت حديثا بعد وفاة الشيوخ سي بلخير وسي بلقاسم .
3 – زاوية الشيخ سي عبد الرحمن بن الطاهر( بيت سي عبد الرحمن ) :
ولد الشيخ سي عبد الرحمن بن أحمد طاهيري ونسبته إلى الطاهر عرفية لأنه عمه ومربيه وبه عرف في الأوساط الشعبية سنة 1882 م بمسعد ، وبنى زاويته شرق دمد غير بعيد عنها في الموضع المسمى ( لمكيمن ) ورتب فيها طلبة القرآن الكريم وزودها بمعلمين أكفاء ورفعها بتعليم العلم ( الفقه ، اللغة العربية ) ، ومن جملة المشايخ الأستاذ محمد الطاهر من تڤرت ، ومنها تخرج فقهاء ذوو كفاءة في اللغة ومنهم الشيخ محمد بن ربيح الامام في الجامع الكبير بالجلفة سنة 1938 م ، والشيخان أبو القاسم وأبو الخير أبناء عمه ، الشيخ سي يوسف وولده الشيخ عمر طاهيري خليفته في الزاوية والذي له نبوغ في الأدب والشعر والفقه المالكي ، وغيرهم كثير ، وهذه الزاوية كانت تحيـط بها ظروف سيئة لأن الاستعمار آنذاك كان ينظر إليها بعين الريبـة والخيانـة ( للإستعمار الفرنسي ) ، حيث كان شيخها معارضا للتجنيد الاجباري سنة 1914 م ، والذي بسبب معارضته ادخل السجن سنة 1931 وتوفي فيه وكان وقتها يراسل الزعيمين الشيخ السنوسي وعمر المختار الزعيمين الليبيين وإليهما بعث الشيخ المبروك بن هبال ( الأخضري ) فكان بذلك أول زعيم مصلح وطني في الجهة إن لم يكن في القطر وكان شجاعا مهابا كريما عليما زعيما ، وخلفه من بعده على الزاوية ابنه الشيخ عمر طاهيري الذي تكفل بشؤون الزاوية وطلبتها واستمر على نهج ابيه إلى أن توفي سنة 1960 م فخلفه ابنه الشيخ محمد طاهيري الذي سماه باسم شيخه في العلم وشيخ الزاوية من عرش أولاد لعور .
4 – زاوية الحاج امحمد الــزبـــده ( بيت الحاج امحمد الزبده ) :
ولد شيخها حوالي 1820 م تقريبا ، وعاش 80 سنة تقريبا و هي زاوية كانت على شكل خيمة متنقلة عبر الصحراء ، في القرن الثامن عشر ، ثم تحوّلت إلى فيض البطمة على شكل حوش ، وقد تخرّج منها طلبة في القرآن والفقه ، وكان بها معلمون في الفقه والقرآن ( من أولاد سيدي ناجي ) ، وكان الطلبة يبيتون فيها ويقرأون ، توفي شيخها في سنة 1900 م تقريبا وخلفه من بعده ابنه سي المصطفى وواصل على نهج أبيه من سنة 1900 م إلى سنة 1920 م ، فخلفه من بعده ابنه المقدم سي أحمد ( الزبده ) ، وواصل على نهج سلفيه من سنة 1920 م إلى سنة 1972 م وخلال هذه المدة ( 52 سنة ) ، عرفت الزاوية استقرارا من حيث تثبيتها بفيض البطمه وبقيت تمارس نشاطها إلا أنها خلال الثورة عرفت فتورا لأسباب سياسية – معارضة شيوخها للسياسة الاستعمارية – إلى أن توفي شيخها في سنة 1972 م ، وبقي يدرس فيها أبناء شيوخها ومن جاورهم فقط لظروف الثورة إلى أن توفي شيخها ، وعرفت استقرارا من حيث البناء فثبتت بفيض البطمه خارج المدينة ، فتولى شؤونها من بعده سي عبد الحميد الذي أصبح مقدما على زاوية تدرس لأبنائها ومن جاورهم فقط ( وبقيت مزارا للتبرك إلى اليوم ) ، إلى أن توفي سنة 2024 م ، وكانت وقتها رمزا روحيا ومكانا يزار سنويا لحل المشاكل كعادة كل زاوية ، وتولى من بعده ابنه المقدم سي مصطفى الذي يحاول الآن رد الاعتبار لها بتدريس القرآن في حوش أبيه بمسعد تحضيرا لإرجاع مجد الزاوية ، وما زال يزار ويعتبر مقدما رمزيا وروحيا للزاوية والعرش ، (( صاحب هذه الزاوية من عرش أولاد أملخوة )) .
5 – زاوية الحاج بــــرابـــح ( بيت الحاج برابح ) :
ولد شيخها الحاج برابح حوالي سنة 1784 م ، وتولى الزاوية تقريبا سنة 1830 م ، وعاش 136 سنة كان يشرف على الزاوية ويسيرها بنفسه وقد انتدب لها معلمين في القرآن والفقه منهم ابنه العلامة سي علي بن الحاج برابح ، الذي كان ضليعا في الفقه المالكي والشيخ سي محمد بن الملكي البوخلطي معلم قرآن وسي عبد القادر بن القالي ( العيفاوي ) الذي كان معلم قرآن أيضا والشيخ سي أحمد بن العاريه ( باكريه ) كان معلم قرآن ، نشير إلى أن سي محمد بن الملكي توفي عند الحاج برابح وهو معلم ، وكان مكان الزاوية في (السخفه ) بالصحراء على شكل خيمة متنقلة بين السخفه وبريش والبرج وكان شيخها غنيا ينفق من ماله على الزاوية ويحكى عنه أنه كان يسمع آذان مكه ، وكان الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري يزوره باستمرار ةيحترمه ويقدره ويجله ، ((صاحب الزاوية من عرش أولاد وطية )) ، توفي حوالي 1920 م ، وواصل ابنه بعده سي محمد إلى 1950 تقريبا ، وتولى شؤونها ابنه سي عمر الذي كان مقدما روحيا للزاوية التي فتر نشاطها واصبحت تدرس لأبناء شيوخها ومن جاورهم إلى أن توفي في التسعينيات تقريبا فتولى ابنه المقدم سي محمد الزاوية وأصبح مثل سلفه روحيا ، حيث توقفت الزاوية نهائيا عن النشاط وهي اليوم مزارا للتبرك والإلتقاء السنوي عند مقدمها ، وهناك محاولات عديدة من أهل الخير لإعادة بعثها .
6 – زاوية بلحمـــرورش : ( بــيــت بــلحمرورش )
ولـد شيخـها سي بلحمرورش بباديـة سـد رحال حوالي 1820 م وأنشأ زاويتـه حوالي 1860 م و كانت على شكـل خيمة متنقلـة في القـرن الثامن عشر ، يقيـم فيها الطلبة و قد تخـرّج منها كثيرون في الفقـه و القـرآن ، وكانـت في صحراء سد رحال ، وبعد وفاته حوالي 1920 م ، تولى ابنه حمرورش سي محمد شؤون الزاوية إلى سنة 1950 م تقريبا تاريخ وفاته ، وقد توقفت عن النشاط لأسباب اجتماعية و مادية (( صاحب الزاوية من عرش أولاد يحي بن سالم )) ، وكان يعلم عنده في القرآن والفقه سي العربي عسالي ، سي محمد بن مصطفى عسالي ، سي شويحه من أولاد الحاج مدرس قرآن ، ويقال حسب روايات شفوية أنه كان على اتصال بالأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة لأمور تتعلق بالثـورة ، وبقيت بعد وفاة شيوخها على شكل مزار للتبرك ومقدمها الآن هو سي بوبكر كبعض الزوايا التي توقفت عن النشاط .
7 – زاوية الشيخ بولرباح بن المحفوظ (سي علي بن سي محمد) :
أسسـها الشيخ بولرباح بن المحفوظ في سنة 1830 م ، وكانت متنقلة صيفا وشتاءا ، يدرس الطلبة فيها القرآن ويقصدونها من بعيد ، وكان شيخها مرشدا ومثابرا وحاثا على جهاد المستعمر إلى أن توفي سنة 1885 م ثم خلفه ابنه الشيخ محمد فقام بشؤون الزاوية مثل سلفه وبنى مساكن للطلبة والضيوف وتطورت الزاوية بناءا وتعليما حيث أصبحت تدرس القرآن والفقه ودروس علمية مفيدة إلى أن توفي شيخها سنة 1989 م فخلفه نجله الكهل الشيخ مصطفى فازدادت الزاوية نشاطا وادخلت إليها الكهرباء والماء ووصلتها الطريق المعبدة وبني فيها مسجد للمصلين ومياضي للمتوضئين وساعده في ذلك أخوه الشيخ بن خليفه في تحفيظ القرآن وتجويده ، وساعدهم أيضا الأستاذ أحمد نجل الشيخ مصطفى الذي تخرج من زاوية الشيخ محمد بلكبير ، فدرس العلوم الشرعية والفقه والسيرة والأحاديث النبوية ، وشيخها من عرش أولاد بن عثمان من عروش عين الابل (أولاد نايل طبعا ) .
8 – زاوية الشيخ بولرباح بن المحفوظ (سي أحمد المغربي) :
وأسسها الشيخ بولرباح بن المحفوظ سنة 1830 م تقع جنوب قرية الدويس في الفضاء ، وكانت متنقلة محافظة على الطابع العربي الأصيل ، ومنها تخرج حفظة للقرآن الكريم من نواحي عديدة وبقي الشيخ سائرا على الهدي النبوي مجاهدا محاربا للأفكار الاستعمارية مدة 55 سنة حتى توفي سنة 1885 ثم خلفه ابنه الشيخ المصطفى وقام بالزاوية وشجع التعليم بها بشيوخ أكفاء في الحفظ والرواية والفقه ، ومساعدة المحتاجين ، إلى أن توفي سنة 1942 م فخلفه أخوه الشيخ بولنوار وسار على خطاه إلى سنة 1947 م تاريخ وفاته ، فخلفه ابن أخيه الشيخ أحمد المعروف بالمغربي فتولى شؤون الزاوية وواصل على نهج أسلافه ، حيث تخرج منها حفظة وظفوا في مساجد عديدة معلمين وأئمة مرشدين ، وفي عهده ازدهرت الزاوية بناء وتعليما إلى ان توفي سنة 1989 م فخلفه حفيده الشيخ بلقاسم بن المصطفى ، فحافظ على السيرة وسار على هدى أسلافه وطور الزاوية بناء وتعليما .
9 – زاوية الأستاذ الشيخ الصادق بن الشيخ ( بيـت الحاج الـصـادق ) :
أسسها الشيخ الصادق الناجوي بإذن من الشيخ الجليل سيدي المختار بن عبد الرحمن بن خليفة بأولاد جلال شيخ الطريقة الرحمانية ، وكانت متنقلة صيفا وشتاء يغلب عليها الطابع البدوي ، وتخرج منها حفظة وفقهاء كثيرون توفي شيخها في سنة 1926 م وخلفه ابنه الشيخ الحاج المختار وسار على نهج أبيه إلى أن توفي سنة 1971 م فخلفه أخوه الشيخ عبد الجبار ، إلى أن توفي سنة 1990 م فخلفه ابن أخيه الشيخ الصادق بن الشيخ محمد الطاهر ، ((صاحب هذه الزاوية من عرش أولاد أملخوه )) .