تخطى إلى المحتوى

مولـود معمري : سليل العظماء 2024.

القعدة

ولد الروائي مولود معمري في 28 ديسمبر 1917 بقرية تاوريرت ميمون بآث يني – ولاية تيزي وزو· نشأ وسط أسرة ذات جاه وعلم مهدت له ظروفا مواتية لاحتضان العلم والأدب، حيث تلقى تعليمه الإبتدائي بمدرسة القرية، وهي المنطقة التي كانت ملهما قويا لمختلف الأعمال الأدبية التي أصدرها فيما بعد· وفي العام 1928 التحق بالمملكة المغربية وهو لم يتجاوز الحادي عشر من عمره، ودرس بمدينة الرباط في كنف عمه الذي كان من الشخصيات المقربة للملك المغربي محمد الخامس آنذاك·

في العام 1932 عاد معمري إلى أرض الوطن، فالتحق بثانوية بوجو (ثانوية الأمير عبد القادر حاليا) بباب الواد بالعاصمة، ثم انتقل إلى ثانوية لويس الأكبر بباريس فيما بعد· وفي العام 1939 جند ا الدّا المولود ا من طرف السلطات الإستعمارية، غير أنها سرعان ما أخلت سبيله سنة ,1940 فكانت فرصة للإلتحاق بجامعة الحزائر بكلية الأداب· وفي نفس السنة، نشر بمجلة ”أكدال” المغربية مجموعة هامة من المقالات المتعلقة بالمجتمعات الأمازيغية، والتي تناولها في بعد انتروبولوجي زاد من وتيرة ترقية اللغة والثقافة الأمازيغتين، كما شارك أيضا في الحملة العالمية لمناهضة الحرب العالمية الثانية·
وفي العام 1942 أعيد تجنيده بعد الإنزال الأمريكي، فترشح غداة نهاية الحرب إلى مسابقة توظيف أساتذة الآداب، ليعود إلى الجزائرسنة .1947 وخلال هذه المرحلة، كان مولود معمري مدرسا بالمدية، ثم ببن عكنون بالعاصمة، فكانت مرحلة هامة لوضع أولى اللبنات لروايته الأولى ”الهضبة المنسية” التي صدرت العام ,1952 وهو العمل الأدبي الذي ارتقى بالكاتب إلى مصف العظماء، وقد نالت إعجاب كبار الكتاب آنذاك، حيث تمنى الأديب طه حسين أن تكون كتبت بالعربية ليطلع عليها القراء العرب لما تحمله من قيم جمالية وفنية رائعة· وفي العام 1955 أصدر الكاتب عملا روائيا جديدا بعنوان ”نوم العادل ” فأخذت شهرته تكتسح الأصقاع وازداد الطلب على روايتيه لما تحملانه من بعد إنساني حضاري يرتبط ارتباطا وثيقا بالإرث الثقافي للقبائل، وهي المنطقة التي كان لها أثرا بليغا على فكر وأدب ”الدّا المولود”· كان الروائي مناضلا ثقافيا أسس للسانيات الأمازيغية وأنجز عملا كبيرا في النحو الأمازيغي أسماه ” تاجرومت ” وهو ما نعني به القواعد· ومع تسارع الأحداث، تفطنت الإدارة الفرنسية لأمر الكاتب فقررت ملاحقته واستهدافه، وقد كان كاتبا فذا ينبذ الإستعمار ويتغنى بالسلم والحرية، فكان عليه أن يغادر الجزائر وهو ما كان فعلا حين اتجه إلى مدينة الرباط سنة,1957 وكانت تلك محطة هامة لإنجاز دراسات تتناول اللسانيات الأمازيغية في سياق أكاديمي منسق، زادته ثراءا احتكاك الكاتب بأمازيغ المغرب، وهو ما أسس لأولى المحاولات لتأسيس قاموس أمازيغي موحد بين دول المغرب الكبير·

غداة الاستقلال عاد الروائي مجددا إلى الجزائر، وأصدر في العام 1965 رائعة ”الأفيون والعصا” وهي الرواية التي لقيت تجاوبا سريعا في الوساط الأدبية منذ صدورها· وخلال المرحلة الممتدة ما بين 1965 و 1972 أشرف على تدريس اللغة الأمازيغية بالجامعة في إطار خلية الإتنوبولوجيا التي كان يشرف عليها، غير أنه منع في العديد من المرات من إلقاء دروس خاصة بهذه اللغة، وكان يجبر على الحصول على ترخيص لإلقاء تلك الدروس، وامتد الأمر كذلك إلى غاية سنة ,1973 حيث تقرر خلالها حذف وحدة الإتنولوجيا من المقرر على أساس تصنيفها ضمن الوحدات الموروثة عن الإستعمار·

كان الأديب غاية في الإنسانية والرزانة ، وقد نقل عنه مقربوه أنه لا يكل من تنشيط الجلسات الفكرية الحميمية بين أصدقائه، وكان مخلصا، هادئا، لا يكاد يباشر مشروعا ثقافيا حتى تجده منزويا، ينأى عن الأعين ولا يهدأ له بال إلا اذا استوى مشروعه فوق بساط الحقيقة· إن روايات معمري تختلف اختلافا جذريا عن الأعمال الأدبية التي كتبت بالفرنسية منذ بداية القرن العشرين، ولقد اتضح منذ البداية أنه مشروع روائي يوازي فكر الأدباء الذين انصهروا في سياسة الاندماج والمثاقفة من قبل، وتبين جليا أن رواياته لم تكن إلا دعوة صريحة إلى أدب وطني أصيل، حيث يدعو إلى الالتفاف حول المجتمع والهوية كرافدين هامين من الشخصية الجزائرية· ولعل مثل تلك المواقف الصامدة جعلته يغادر إتحاد الكتاب الجزائريين وهو في أوج العطاء بعد اختلاف حول دور الكاتب وأهمية المواقف التي ينساق وراءها في المجتمع·

في سنة 1965 جمع الكاتب ونشر مجموعة قصائد الشاعر ”سي محند أومحند”، فساهم بذلك في ضع لبنة أخرى في سياق الحفاظ على التراث الشقوي للشاعر بعد تلك التي قام الكاتب مولود فرعون· وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1969 و 1980، أشرف ”الدّا المولود” على رئاسة المركز الوطني للأبحاث الأنتروبولوجية والدراسات ما قبل التاريخ والإتنولوجيا، حيث أصدر مجلة ليبيكا التي اتسمت بدراساتها ذات الطابع العلمي، كما نشر سنة 1973 مجموعة قصصية موسومة” موظف البنك” والتي تضمنت أيضا مقالات سبق وأن نشرها من قبل·
وفي العام ,1974 ألغت جامعة قسنطينة ملتقى دوليا بعنوان ”الآداب والتعبير الشعبي في المغرب الحالي ”· وفي هذا الصدد يقول شارلس بون (أستاذ بجامعة ليون 2) عن الواقعة : ”نستطيع القول أن هذا الملتقى الذي منع في آخر لحظة، كان تخوفا من أية قراءة لمولود معمري بخصوص” الأدب القبائلي القديم ”· (1)

ولعل التحفظ من الدراسات التي كان يقدمها الكاتب في المحافل الدولية، أبقى نية السلطات على منعه من أية محاضرة في هذا الموضوع إلى غاية سنة ,1980 حيث تلقت خطوة المنع غضبا طلابيا واسعا امتدت شظاياه إلى كل الشارع آنذاك
في سنة ,1980 تلقى الكاتب دعوة إلى إلقاء محاضرة بجامعة تيزي وزو بعنوان”الأدب الشعبي القبائلي” غير أن السلطات الولائية قررت يوم 10 مارس 1980 إلغاء المحاضرة، مما ألهب الأجواء الطلابية وتسارعت الأحداث فولدت مواجهات مؤسفة يوم 20 أفريل ,1980 وهي الأحداث التي أصبحت تسمى ب ”الربيع الأمازيغي ”· وفي نفس العام، لم تتوقف آلة الكاتب من تلفظ ما كانت تدونه من أعمال أدبية، حيث أقدم على تجربة نشر ما جادت قريحته من شعر، فكان ديوان ”أشعار القبيلة ”مولودا أدبيا مميزا في تلك السنة·
وفي سنة 1982 يعود ”الدا المولود” إلى العمل الروائي فينشر روايته الرابعة الموسومة ”العبور”، وفي نفس السنة، أسس بباريس مركز الدراسات والأبحاث الأمازيغية، وكذا أنشأ مجلة ” أوال ” التي تعني الكلمة·

وفي زخم تلك الأنشطة المكثفة، بادر معمري إلى عقد ندوة قيمة حول اللغة و الأدب الأمازيغيين، وكانت تلك صيغة مكملة لإحدى الندوات التي اختتمت أشغالها بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الإجتماعية بفرنسا· ومن أبرز ما يحسب للكاتب أنه أول من قنن اللغة الأمازيغية في صيغة أدوات علمية ساهمت في ترقيتها وجعلها أكثر تنظيما·
وأيا ما كان الأمر، فإن اللغة المكتسبة تعد فعلا ثروة يجب الحفاظ عليها ضمن خطاب أدبي أصيل، لأننا نسعى دائما إلى إستغلال ما نرثه من ثقافة وفكر دون معاداة لأية لغة··· كانت تلك فكرة آمن بها الكاتب ولطالما حذر من مغبة الإنسياق وراء فكرة تنازع الثقافات والآداب، لأنها فعلا بحاجة إلى تعايش ينأى عن التنافر الذي لا يخدم طرفا·

وفي العام ,1988 كرم مولود معمري بالدكتوراه الفخرية منحتها له جامعة السوربون نظير ما قدمه من أعمال أدبية إنسانية خالدة·

ساعة الرحيل:
كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا وبضعة دقائق من ليلة 26 فيفري 1989، كان مولود معمري يهم بالخروج من مدينة عين الدفلى· كان الليل دامسا، ولا ضياء في الأفق··· انعطفت سيارة الكاتب (بيجو 205) في منعرج خطير··· تقابلها شاحنة متوقفة في الطريق، وأضوائها منطفئة، وحتى مثلث الخطر للشاحنات كان غائبا عن قارعة الطريق··
حينما همّ مولود معمري بتفادي الشاحنة المتوقفة، أدار المقود إلى اليسار··· ولسوء الحظ، تنبعث الأضواء الوهاجة من سيارة قادمة بأقصى سرعة من الجهة المعاكسة··· الكاتب يجد نفسه مجبرا على تفادي السيارة، يدير بسرعة مقود السيارة إلى أقصى اليسار··· فتحدث الفاجعة ··· تنحدر السيارة في منحدر، فتصدم بشجرة ثابتة· بعد 20 دقيقة من الإسعافات (حسب رواية الطبيب المناوب)، ينقل الكاتب في سيارة إسعاف إلى استعجالات مستشفى عين الدفلى (أقرب مستشفى)، كان مجهزا بالوسائل الطبية ولكن من غير طبيب جراح في ذلك الحين· كانت الدماء تتطاير من كل أنحاء جسم الكاتب، لقد فقد كميات كبيرة من الدم· وبعد حوالي ساعة من الزمن بعد دخوله مستشفى عن الدفلى، تصل الروح إلى بارئها، ويرحل الكاتب···
كانت وثائق الهوية (جواز السفر ورخصة السياقة) تحملان اسم: محمد معمري، ولا أحد من الطاقم الطبي تعرف على الكاتب· لقد اتصل أعضاء الطاقم بالشرطة وطالبوا بالاتصال بعنوان عائلة المتوفي كما ورد في رخصة السياقة: شارع سفينجة – بلدية الأبيار – الجزائر·
وفي حدود الساعة الثامنة صباحا، وصل الدكتور عمار خريص (دكتورعلى صلة وطيدة بالثقافة) ورئيس مصلحة طب الأطفال، إلى المستشفى وتم إخطاره بوجود جثة سائق سيارة في مصلحة حفظ الجثث، ونقل أعضاء الطاقم له الحكاية عن آخرها···
وعندما تقدم الدكتور إلى الجثة تعرف بسرعة على الكاتب، إلتفت خلفه، ففاجأ زملاؤه بصوت قوي:
” إنه الكاتب مولود معمري”، ليصاب الحضور بذهول غريب···
كان الدكتور خريص في غاية التأثر والأسى، لقد اتصل بجميع أصدقائه، من العطاف (منطقته الأصلية)، عين الدفلى، الجزائر، تيزي وزو···(إلخ) إلى غاية الساعة التاسعة وعشر دقائق، استطاع أخيرا أن يتحدث مع ابنة الكاتب معمري عن طريق الهاتف···
لقد تلعثمت الكلمات قي لسانه، غير أنه بادر أخيرا وأنبأها بالفاجعة···
وفي حدود الساعة الثانية زوالا من يوم 27 فيفري 1989، كانت جثة الفقيد قد وصلت أمام عتبة بيته بشارع سفينجة بالجزائر· وفي نهار الغد، ينقل النعش إلى موطنه الأصلي بقرية تاوريرت ميمون، ويدفن الفقيد في جو جنائزي رهيب·
لقد اكتست مراسيم الدفن حلة العظماء، ولم يشهد قط مثلها في الجزائر· أكثر من 200 ألف شخص من مختلف الفئات والأعمار، رجالا، نساء، شيوخا قدموا جميعا لوداع الفقيد· لقد غابت الشخصيات الرسمية عن مراسيم الدفن، وأي
”رسمي” تسول له النفس بأن يقتحم تلك الجماهير الموجوعة، وشعارات التنديد بالسلطة كانت ترددها كل الألسن·(2)

قبل يومين من رحيل الكاتب مولود معمري، أجرت مجلة ”لوماتان دي صاحارا” – صباح الصحراء – المغربية حوارا صريحا مع ”الدا المولود ” وكان الحوار مركزا عن إشكالية خصائص وعولمة الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية، وخلال الحوار كانت إجابات الكاتب تفاؤلية نوستالجية أحيانا نلمس فيها الكثير من القراءات، لقد كان إنسانيا في إجاباته ومجايلا لكتاب عصره من الشباب· وخلال الحوار، طرح عليه سؤال عن رأيه في الكتاب الشباب الذين بدأوا يغزون الساحة الأدبية برواياتهم، وهل يشعر بأن له مكان في الرواية الجديدة أم لا، كان جوابه صريحا متينا من غير أية عقدة، وليتأمل القارئ سعة صدر الكاتب وعدم إحساسه بأي غرور أو عقدة الشباب، بقدر ما هي قيمة إنسانية نتمنى ألا يفتقدها المثقف الجزائري في كل الأحوال:

” أؤكد بأنني لا أطمح إلى أية عامة في هذه الروايات الجديدة، بل أنا راض كل الرضا عن النوع الجديد من الكتابة الذي أصبح يتميز به أولئك الشباب كما أن لهم نظرة جديدة في التفكير تتوافق ووقتنا المعاصر، وعليه لا بد أن يتجسد ذلك في كتاباتهم”·
وفي سؤال عن عما إذا كان لا يزال في تواصل مع كتابة الرواية أو العمل المسرحي، أجاب معمري حرفيا:
”بالطبع، أشتغل حاليا على رواية وثالث عمل مسرحي، وأتمنى أن أعكف على الكتابة الإبداعية إلى آخر أيامي”·
كانت تلك آخر أيامه، ولم يكن يدري بأن الموت سيعانقه قبل أن يعانق ابنته ثم ينكب إلى كتابة روايته التي شؤع فيها من قبل· وفي آخر الحوار، ذكر الصحافي حكاية مؤثرة وقعت أثناء الحوار، حيث طلب من مولود معمري أن يعطيه قلمه حتى يتمكن من كتابة عنوانه بالجزائر· وفعلا قدم معمري سيالته للصحافي المغربي، وشرع الأخير قي كتابة العنوان، وفجأة توقف القلم عن الكتابة، فاستفسره الصحافي:
”ولكن لا وجود للحبر في قلمك”؟· فأجابه الكاتب مازحا:
”أظنه مات···” وما إن بادر بالجواب حتى انفجر الصحافي ضاحكا، ثم ترجاه أن يمكث أياما إضافية في مدينة وجدة إلا أن جواب مولود معمري كان صارما:
”لا، لا أستطيع· لدي موعد هام ينتظرني” وكانت تلك آخر مرة يلتقي الصحافي بالكاتب·
كان ذلك موعد مع الموت·· وكان موعد لا لقاء فيه من بعد··· فرحل الدا المولود إلى الأبد، وكان ذلك آخر حوار صحفي يدلي به مولود معمري لوسائل الإعلام، قبل يومين من وفاته (3)·

وفي الأخير يبقى ” الدا المولود” ذاكرة حية لكل الجزائريين·· لقد شرف الجزائر في العديد من المحافل الثقاقية الدولية، ويكفي أن أعماله ترجمت للغات عديدة لا تزال الشعوب تستقي بنهم من إنسانيته الخالدة، ويحق للجزائر أن تفتخر بأن لها كاتبا كبيرا صنعت الثقافة والأدب منه اسما أكثر مما تصنعه السياسة والمال·

طيب الله ثراه و خلَد ذكره

Thanks ll

اللهم ان المفكر الجليل و الاديب المبدع مولود معمري قد عمل و اجتهد ليفيد البشرية و الفكر

فاجعل هذا طريقا له الى الجنة و مجيرا له عن النار برحمتك و مغفرتك و قدرتك ياالله ـ
آمين

جزا الله صاحبة الموضوع كل خير

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ANGEL القعدة
القعدة
القعدة
طيب الله ثراه و خلَد ذكره

Thanks ll

القعدة القعدة

آمين يارب

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة k i m a القعدة
القعدة
القعدة

اللهم ان المفكر الجليل و الاديب المبدع مولود معمري قد عمل و اجتهد ليفيد البشرية و الفكر

فاجعل هذا طريقا له الى الجنة و مجيرا له عن النار برحمتك و مغفرتك و قدرتك ياالله ـ
آمين

جزا الله صاحبة الموضوع كل خير

القعدة القعدة

آمين يارب

الكاتب الكبير مولود معمري من رواد الفكر والادب في المغرب و المشرق العربيين وشمال افريقيا بلا منازع.
كاتب من الطراز الرفيع
شكرا لك اختي الكريمة على هذه الالتفاتة الطيبة و التنويه الرائع لكاتبنا العظيم مولود معمري
رحمه الله و اسكنه فسيح جناته
ننتظر منك المزيد من المشاركات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.