الشهيد سويداني بوجمعة
ولد
الشهيد سويداني بوجمعةبمدينة قالمة سنة 1922، مات والده وتكفلت امه
بتربيته ،فأدخلت إبنها المدرسةالفرنسية إلى أن تحصل على الشهادة
الإبتدائية عام 1939. عمل عند احد المعمرينالفرنسيين يدعى" أتياس"، حيث
ضمه إلى العمل كتيبوغرافي في مطبعته الكائنة بشارعسليمان عمار بمدينة
قالمة
انضم الشهيد إلى فوج "النجوم" التابع
للحركة الكشفية الجزائرية بالمدينة، إضافة إلى كونه عضو مؤسس لفريق الأمل
الرياضي لمدينة قالمة سنة 1941،. ومن المواقف الباسلة التي لا يزالالتاريخ
يحفظها لهذا البطل إقدامه على بيع زربية أمه ليتمكن من تغطية نفقات تنقل
فريقه حتى لا ينهزم غيابيا أمام أحد فرق العدو.
كان
الشهيد قد ذاق مرارة السجنسنة 1941، بسبب مواقفه الوطنية الرافضة للتمييز
والتسلط الفرنسي ضد الجزائريين،الذين كان يحرم عليهم ارتياد بعض الأماكن
العمومية كدور السينما، الأمر الذيدفعه ذات يوم إلى تنظيم مظاهرة بالحي
الشعبي بالمدينة رفقة نفر من شباب الحياستنكارا لذلك الموقف العنصري
الحاقد، فألقي القبض إثرها على ثلاثة منهم، كانالشهيد على رأسهم، حيث صدر
في حقه حكم بالسجن لثلاثة أشهر وغرامة مالية قدرها 600 فرنك قديم. في عام
1944 استدعي الشاب بوجمعة لأداء الخدمة العسكريةالإجبارية، . وقبل أن يتم
تسريحه نهائيا من الخدمة العسكرية بعد قبول شكايةوالدته على أساس أنه
الكافل الوحيد للعائلة، أقام الشهيد علاقة وطيدة مع أحدالمتطوعين في الجيش
الإستعماري، وكان مسؤولا على مخزن الأسلحة، فراودته فكرةاستعماله، طالبا
منه اختلاس قطع من السلاح مقابل مكافأة مالية، وبعد الاتفاق،قام المعني
بإخراج الأسلحة على دفعتين، تمثلث في (2 ماط 49 ). مسدسين، وحوالي (120)
خرطوشة، ولكن انكشف أمر هذا المتطوع عند محاولته الثالثة، فباح بالسر تحت
ضغط التعذيب. مما سمح للعدو باكتشاف المخبأ الذي كان يجتمع فيه المناضلون
وتخزن فيه الأسلحة المسروقة. فأودع الشهيد السجن في شهر جويلية 1946 ليقدم
للمحاكمة شهرين بعد ذلك فصدر في حقه حكم بالسجن لمدة سنة ونصف، وبعد قضائه
لفترة قصيرة بسجن "لامبيز" تم تحويله للعمل في مزارع المعمرين بنواحيقالمة
وعزابة.
بعد استنفاذه للعقوبة حيث انضم بعدمدة
قصيرة إلى المنظمة السرية "l’os "، إذ طلب منه الأشخاص الثلاثة الذين
اتصلوا به لهذا الغرض، ومنهم الطيب بولحروف، الإشراف على عملية التدريب
العسكري للمناضلين، وبحكم خبرته لعب الشهيد دورا رائدا في عملية إعداد
الكوادر استعدادا للمرحلة القادمة. وقام الشهيد رفقة مجموعة من مناضلي l’os
شهر أكتوبر 1948 بنقل كمية من السلاح والذخيرة من قالمة إلى نواحي سكيكدة
على متن سيارة، فاعترض طريقهم حاجز لجندرمة العدو، وبعد تبادل إطلاق النار
بين الطرفين فر البطل هاربا رفقة مناضلين آخرين.
في
عام 1951 انتقل للإقامة بدوارحلوية بالصومعة ولاية البليدة أين لقب "بسي
الجيلالي" لإبعاد الشبهات عنه.) كماشارك في اشتباك بمدينة بودواو
(بومرداس) تمكن خلاله من القضاء على مفتش الشرطةالمدعو "كولي"، ليظهر
بعدها سنة 1952 بأقصى البلاد حيث شارك في الهجوم علىخزينة شركة جبل العنق
بنواحي تبسة، فحكم عليه بعدها بالإعدام غيابيا. وقبل هذاالتاريخ بأشهر
قليلة كان الشهيد قد شارك أيضا في الهجوم الذي استهدف السطو علىخزينة مركز
البريد لمدينة وهران بهدف جمع الأموال تحضيرا لإنطلاق الثورة. وفيغمرة
هذه الإنجازات عاد "سي الجيلالي" إلى منطقة متيجة، أين أسندت له القيادة
مهمة تحضير الثورة بها، فقام بتنظيم ما يقرب من 200 مناضل، 18 قائد فوج،
وكذا إنشاء فريق متخصص في صنع العبوات الناسفة وقنابل المولوتوف المحرقة،
تحت إشراف الشهيد ديدوش مراد.
في ليلة أول
نوفمبر 1954 قادالشهيد مجموعة من الجنود في هجوم إستهدف ثكنة بوفاريك أين
وجد مساعدة من طرفأحد المجندين الجزائريين بها، يدعى بن طبال عبد القادر
الذي ربط معه علاقةسابقة لأجل هذا الغرض، والذي فر إثرها من الجيش وعدد
آخر من المجندينالجزائريين، رفقة الشهيد. وفي اليوم الأول من نوفمبر وعلى
الساعة الرابعة وقعأول إشتباك مع قوات العدو انسحب بعده الشهيد ومجموعته
إلى مقطع الأزرق ببلديةبوقرة.
في 12 جانفي 1955
نقل مقر قيادته إلى مكان آخر ما بين بوركيكة وحمر العين، حيث قام بعملية
توعية وسط الجماهير قصد تجنيدهم في الثورة.
،
كان سويداني متجها من الصومعةالى القليعة على متن دراجته النارية من نوع "
فيسبا" فاجأه حاجز للدرك الفرنسيبوادي مزفران نصب خصيصا للقبض على
المساجين الفارين من سجن شرشال. وهنا حاولالشهيد العودة من حيث أتى لكن
قوات الدرك وبمساعدة بعض "الحركة" كانت لهبالمرصاد، إذ إنتهى الإشتباك بين
الطرفين بسقوط "سي الجيلالي" شهيدا يوم 17أفريل 1956