( 1830 ـ 1962 ) قط، وشارك الشعب الجزائري في المقاومة بكل طبقاته رجالاً وتساءًا، رجال القبائل وسكان المدن على حد سواء، علماء الدين والفلاحين والمثقفين والعمال، ولعل أهم ما ميز المقاومة الجزائرية اندلاع ثورة كبري سنة 1857 بقيادة امرأة جزائرية هي لالا فاطمة نسومر.
بل لعل من أهم دروس وعبر المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي مشاركة المرأة الجزائرية المسلمة في صنع المقاومة واستمرارها، والمرأة المسلمة كانت دائمًا في طليعة قوي الجهاد والتحرر، والمشاركة الإيجابية للمرأة الجزائرية أبلغ دليل على هذا والإسلام يحرض المرأة ويسمح لها بالمشاركة في القتال بنفسها، وخاصة إذا كانت بلاد المسلمين مهددة، وهي تخرج في حالة هجوم العدو على بلاد المسلمين بدون إذن زوجها، كما قرر ذلك علماء الإسلام، ولعل التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية الآن وصراعها مع الغرب وإسرائيل مع اختلال التوازن العسكري والعلمي لصالح الأعداء تؤكد على ضرورة اضطلاع المرأة المسلمة بمهام الجهاد والكفاح والمشاركة الكاملة في تحمل أعباء الصراع على صعيد المشاركة المباشرة وغير المباشرة على صعيد القتال بنفسها أو على صعيد شحذ همم الازواح أو الأبناء على طريق الجهاد، وعلى كل امرأة أن تختار ما يلائمها وفقًا لظروفها من أساليب المشاركة، وما لم تشارك المرأة المسلمة في معركة الإسلام المعاصرة ضد قوي الكفر والشرك والتبعية فإن خللاً كبيرًا يصيب المجهود الإسلامي في معركة البقاء.
لالا فاطمة نسومر
ظهر اسم المجاهدة الجزائرية " لالا فاطمة نسومر " كقائد لثورة 1857 في الجزائر، ولالا فاطمة نسومر هي زوجة الحاج عمر مقدم " الاخوان الرحمانيون " وهم طريقة صوفية لعبت دورًا كبيرًا في المقاومة ضد الفرنسيين منذ عام 1830، وقد أسـس هذه الطريقة محمد عبد الرحمن سنة 1794، وهو أمير علماء الإسلام تلقي علومه في الأزهر ثم عاد على الجزائر حيث أنشأ مدرسة دينية، وأصبح له تلاميذ كثيرون وأتباع في كل مكان، وقام هؤلاء التلاميذ بتأسيس العديد من المدارس والزوايا في معظم أرجاء الجزائر.
وعندما غزت فرنسا الجزائر قام الإخوان الرحمانيون بالانخراط في حركة المقاومة مع الأمير عبد القادر ( 1832 ـ 1847 )، ثم مع الشريف بونبلة 1856، ثم قاد الحاج عمر هذه الحركة ، وهو زوج لالا فاطمة نسومر، إلى أن سقط في يد الفرنسيين الذين نفوه إلى تونس، فتسلمت لالا فاطمة نسومر قيادة " الإخوان الرحمانيون " فقادت المجاهدين في ثورة عارمة ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1857 إلى أن تم اعتقالها ثم إعدامها على يد الفرنسيين، وواصل الإخوان الرحمانيون جهادهم بعد ذلك تحت قيادة محمد بن الحداد أحد أهم رموز ثورة 1871 في الجزائر.
لالا فاطمة نسومر هي أحدي بنات الشيخ بن عيسي الخليفة الأول لمؤسـس زاوية الرحمانيين وهي شيخة قبيلة أيسو مار.
المرأة الجزائرية في ثورة الجزائر ( 1954 ـ 1962)
على درب لالا فاطمة – لمعت أسماء أخرى، شاركت بنفسها في القتال أو النضال السياسي في أقوي ثورة في الجزائر الكبرى (( 1954 ـ 1962 )) ولم تتورع السلطات الفرنسية عن إعدامهن نظرًا لدورهن الخطير0
فها هي المجاهدة " زاهية " التي سقطت شهيدة وسلاحها في يدها إلى جانب زوجها الشهيد " رامل " عام 1954، والشهيدة عقيلة تقاتل على جانب زوجها سي الأخضر وتستشهد معـــه.
والمجاهدة فضيلة سعدان منذ شبابها الغض في النضال السياسي ضد الإدارة الفرنسية، وتطالب مع زميلاتها الجزائريات في أحدي المدارس أن يكون الطعام المقدم لههن مطابقًا للشريعة الإسلامية ولا يحتوي على لحم الخنزير، وتقود زميلاتها إلى الإضراب والعصيان حتى تجاب مطالبهن، ثم تنخرط في تنظيم الثورة وتلعب دورًا هامًا في نجاح الإضراب الطلابي تأييدًا للثورة سنة 1956، مما أدي إلى اعتقالها وسجنها في سجن الكدية وتموت بالسجن شهيدة تحت وطاه التعذيب.
وعلى نفس الدرب سارت شقيقتها إلى أن استشهدت وهاهي جميلة بو حيرد تنخرط في صفوف الثورة وتشارك بنفسها في إلقاء القنابل على الفرنسيين مما يؤدي إلى اعتقالها وتعذيبها بصورة وحشية، وقد هزت محاكمتها ضمير العالم .
وهكذا كانت كل امرأة في الجزائر تشارك في القتال بنفسها أو تقوم بأعمال الإمداد والتموين ونقل الرسائل أو تشارك في المظاهرات والاضرابات، أو تشارك في رفع الروح المعنوية للشعب المجاهد عن طريق مظاهرات الزغاريد " اليويو " التي اشتهرت بها المرأة الجزائرية والتي كانت تطلقها في كل مناسبة كنوع من الاحتجاج أو الاحتفال أو تحذير المناضلين، وقد دخلت الزغاريد " اليويو " التاريخ كأسلوب نضالي وطريقة من طرق المقاومة اشتهرت بها المرأة الجزائريـــة.
تقبلي مروري المتواضع
مكوووووووووووووووووووووووووووو وورة