السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول عملية فدائية بمركز مدينة عمي موسى : 6 فبراير 1957
أسندت لمجموعة من الشباب الفدائيين عدة مهام كلفوا بها أثناء الثورة منها تموين جيش التحرير بالمواد الغذائية والبنزين الذي تصنع منه قنابل المولوتوف .وعمل هؤلاء الشباب المتحمسون على تنظيم السكان للعمل الثوري وكما نفذوا عدة عمليات استهدفت مصالح المعمرين كإتلاف بيادر التين ومراقبة تحركات القوات الفرنسية داخل قرية عمي موسى وتولى مهام الاستخبارات والاستعلامات .
التحضير لعملية الفدائية الجريئة
في ليلة السادس من شهر فبراير من سنة 1957 اجتمع الفدائيون في مسكن السيد قادي الطاهر بدوار العوافة الواقع غرب عمي موسى بقيادة احد الفدائيين الذي أكد للجميع انه تلقى أوامر من قيادة جيش التحرير الوطني لتنفيذ عملية فدائية بمركز مدينة عمي موسى ,بمثابة خاتمة تتويج الإضراب العام الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني وتترك بصمات تاريخية تزعزع الكيان العسكري الفرنسي بالمنطقة,ووقع اختيار تنفيذ العملية على عدة محلات تجارية تابعة للمعمرين الاروبيين بمدينة عمي موسى وخارجها وهي متجر "بوزو" حانة "نوشي" مخبزة "مورينة" طاحونة "قالفا" ومتجر " بيراندي" أما المؤسسات المالية فهي مصلحة الضرائب والبريد وحرق المزارع الواقعة بين عمي موسى وعين كرمان (مدينة وادي ارهيو حاليا) .واتفق جميع الفدائيين على أن يكون المحل التجاري لـ"بالقايد" وسط عمي موسى موقع استلام المهام والنقطة التي تنطلق منها العمليات بالطريق الرابط عمي موسى بعمي موسى بعين كرمان وكلف الفوج الثاني بنفس المهام داخل المدينة لتنفيذ العملية بضرب الأهداف المحددة في الاجتماع .
تنفيذ العملية
على الساعة الثامنة صباحا من 06/02/1957 أضرم الفوج الأول النار في مزرعة "مينا" الواقعة على بعد 7 كلم من مدينة عمي موسى وأحرقت حافلة "شارلوا ايريا" التي كانت قريبة من المزرعة وقتل سائقها ,وبنفس الخط الرابط عين كرمان بعمي موسى ,وأشعل الفدائيون النار في حالفة المعمر "كاركانيو".وقام أعضاء الفوج الثاني بتنفيذ المهام المنوطة بهم داخل المدينة فاتلفوا وخربوا عددا من محلات التجارية وتخريب جزئي لمركز البريد ,وكان الهدف من وراء حرق مزرعة مينا والحافلة بالطريق الرابط عمي موسى بعين كرمان جر قوات الاحتلال من مركز عمي موسى واستدراجها ليشن جيش التحرير الوطني الذي كان يحيط بعمي موسى هجوما كاسحا على عدة أهداف بالمدينة يتزامن مع العمليات المنفذة من قبل الفدائيين .غير أن حدوث خلل في التكتيك وتوقيت الهجوم وحال دون ذلك ,ويشير صاحب المقال في جريدة L’CHO d’ORAN الصادرة يوم الخميس 7 فبراير1957 إلى انه "تم العثور على زجاجة مولوتوف سالمة قرب السوق وأخرى غير منفجرة وضعت قرب محل تجاري أوروبي " وأما التخريب الجزئي الذي أصاب مركز البريد فيعود إلى اضطرار منفذ العملية بهذا المركز إلى رمي القنبلة من النافذة بدل رميها داخل القاعة تفاديا لإراقة دماء عدد من المواطنين الذين صادف يوم تنفيذ العملية تقاضيهم منحهم التي يسحبونها عند كل سادس يوم من الشهر.
مشكور أخي توفيق
شكرا على الموضوع القيم