الانتداب البريطاني على فلسطين
انتهى الحكم العسكري في فلسطين وبدا الحكم المدني وتراس الادارة المدنية في عام 1929 م المندوب السامي هربرت صموئيل ممثلا لجلالة ملك بريطانيا على ادارة فلسطين وقد جاء تعيينه ضربة قوية للفلسطينيين لانه قرر تطبيق السياسة كان قد رسمها لتهويد فلسطين وهي تشجيع الهجرة اليهودية ونقل ملكية الاراضي لليهود بالتدريج هذا بالاضافة الى انه قام بتعيين وندهام ديدس كسكرتير اول للحكومة وعين نورمان بنتويش كسكرتير قانوني وكلاهما معروف بميوله الصهيونية المتطرفة كان بنتويش يهوديا صهيونيا عهد اليه بسن القوانين كما عين نائبا عاما وقاضيا للمسلمين على فلسطين وكان موضع نقمة العرب واحتجاجاتهم الدائمة على سياسته لكن صموئيل حاول في بداية الامر التقرب من العرب لذا عفا عن السجناء واجتمع بزعماء فلسطين وقرر تشكيل المجلس الاستشاري لخلق شعور لدى السكان بالمشاركة في الحكومة الا ان المجلس الاستشاري الذي شكله صموئيل كان يضم عشرين عضوا نصفهم من الموظفين الانجليز والاخر يتكون من اربعة مسلمين وثلاثة مسيحيين وثلاثة من اليهود حتى ان الاعضاء العرب كانوا من الوجهاء الموالين لبريطانيا لذا حارب الفلسطينيون المجلس الاستشاري لان اعضاءه معينون لا منتخبون كما سمح صموئيل للصهاينة في فلسطين بتاسيس وكالة يهودية لتقوم بالتخطيط لانشاء الوطن القومي اليهودي واقنع الفلاح الفلسطيني بعد طرق كي يغادر ارضه ونستطيع القول ان صموئيل خطط لجعل فلسطين يهودية كما هي انجلترا انجليزية وفرنسا فرنسية فاخذ في اعطاء الوظائف الهامة الى الصهاينة وعين على ادارة الهجرة والسفر والتجارة مدراء يهودا وانجليزا واعطى المثقفين المسلمين والمسيحيين الوظائف البسيطة كما جعل المدارس اليهودية تحت اشراف المنظمة الصهيونية في حين اشرفت الادارة الانجليزية على المدارس العربية وعين مديرا للمعارف انجليزيا وسلم اراضي الدولة الى اليهود الذين هاجروا الى فلسطين وشكل صموئيل المجلس التنفيدي لحكم فلسطين وعين على ادارته بالاضافة الى صموئيل ثلاثة اشخاص هم السكرتير العام والسكرتير المالي والسكرتير القضائي كانوا كلهم من اليهود وكان السكرتير القضائي يشرف على الشؤون العدلية والقضائية والمحاكم الشرعية في فلسطين وهو اليهودي بنتويش المشرع لقوانين الدولة وفتاويها كما اعطى صموئيل امتياز كهرباء عموم فلسطين واستثمار (البوتاس و الفوسفات في البحر الميت)الى اليهود وقدرت كنوز البحر الميت انذاك بحوالي 24 مليار جنيه واتبع صموئيل سياسة (فرق تسد)مع الشعب الفلسطيني فقد ايد ال النشاشيبي ضد ال الحسيني في مواقف عديدة وتغاضى عن تهريب الاسلحة وتسليح عدد من اليهود سراً وزادت الايدي العاطلة عن العمل في الجانب الفلسطيني بسبب اعطاء العمل المهاجرين الجدد من اليهود كما منع صموئيل الفلاح الفلسطيني من تصدير منتوجاته الزراعية للخارج وذلك لهدفين الاول افقار الفلاح كي يبيع ارضه والثاني تغذية المهاجرين الجدد من اليهود وحاول المندوب السامي صموئيل خداع العرب مرات عديدة لذا لم يجد تعاونا من الفلسطينيين ولما ايقن بعدم تعاون الفلسطينيين وعدم قبولهم المجلس التشريعي او المجلس الاستشاري حاول صموئيل تشكيل وكالة عربية على نمط الوكالة اليهودية مساوية لها فرفضها العرب لانهم الاكثرية 93 %ولا يمكن ان يعاملوا اقل من اليهود الذين نسبتهم في فلسطين 7% واحتج موسى كاظم الحسيني رئيس اللجنة التنفيذية على ذلك ومن الامور الهامة التي قام بها صموئيل لخدمة اليهود افتتاح الجامعة العبرية عام 1925 م وحضر الافتتاح بلفور صاحب الوعد المشؤوم والمندوب الفرنسي في دمشق وغيرهما من الشخصيات الانجليزية والفرنسية المؤيدة للحركة الصهيونية اقرت عصبة الامم صك الانتداب عام 1922 م واضحت الحكومة البريطانية انها ستنفذ نصوص صك الانتداب ولذلك اضربت المدن الفلسطينية في عام 1922 للتعبير عن الاحتجاج على الانتداب البريطاني المبني على اساس تصريح بلفور يعتبر صك الانتداب باطلا قانونيا وذلك لان المادة 22 من ميثاق عصبة الامم المتحدة تنص على ان الادارة وحكم اي بلد ما ترجع الى رغبات سكانها وبما ان العرب هم اصحاب البلاد ولم يؤخذ برايهم فهذا باطل كما ان العرب لم يختاروا بريطانيا كدولة منتدبة على فلسطين وانما الذي اختار بريطانيا لحكم فلسطين هي عصبة الامم بناء على رغبة الصهاينة .