تخطى إلى المحتوى

عيد الفصح . جذور فرعونية وآشورية 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتبر عيد الفصح أهم الأعياد المسيحية، ويعرف في اللغة الهولندية باسم "باسن"، والكلمة مشتقة من كلمة "باسكا" اليونانية القديمةpascha ، ويعرف في اللغة العربية بعيد القيامة ايضا، وهو العيد الذي يعود فيه السيد المسيح إلى الحياة بعد صلبه، وقد اتفقت معظم الكنائس في العالم المسيحي على اعتبار يوم الأحد الذي يلي اكتمال القمر، بين أواخر مارس، وبداية أبريل، هو يوم عيد الفصح، الذي يلي يوم الجمعة الحزينة التي صلب فيها المسيح
وهذايدل على أن عيد الفصح بما في ذلك عيد الفصح اليهودي هو أقدم مما يعتقد الكثيرون. ذلك أن الاعتماد على التقويم القمري يشير إلى أن العيد ظهر عندما كان الإنسان يعتمد في حياته على الصيد وجمع الثمار البرية والرعي، وبعد تحول الإنسان إلى الزراعة أصبح التقويم الشمسي أهم له من التقويم القمري لأهميته الحاسمة في كل العمليات الزراعية من غرس وحرث إلى الحصاد، ولمعرفة موسم الأمطار وفيضانات الأنهار وغيرها، وهذه النتيجة تتفق مع أبحاث عالم الآثار الإيطالي فابريتشو موري، الذي يؤكد أن معظم المعتقدات التي ظهرت في مصر الفرعونية كانت منتشرة في منطقة الصحراء الكبرى، عندما كانت غابات مطيرة، وقبل أن تتصحر، ودليله على ذلك دراساته التي استقاها بعد زيارات عديدة لمنطقة تاسيلي وأكاكوس في جنوب غرب ليبيا، ودراسته لرسومات وجدت داخل كهوف تعود إلى أكثر من عشرين ألف سنة، ويؤكد موري بأن التصحر دفع الناس إلى الهجرة إلى المكان الوحيد الذي ظل غنيا بالماء وهو نهر النيل، حاملين معهم معتقداتهم وأساطيرهم.
أساطير الطوارق الذين فضلوا عدم الهجرة، والبقاء والتكيف مع الصحراء تؤكد ما ذهب إليه موري. أسطورة" يانس وتانس" الطارقية تشبه إلى حد بعيد أسطورة إيزيس وازوريس في مصر، وأسطورة " تموز وعشتار" في العراق، وهي نفس الأسطورة التي رحلت إلى اليونان باسم" اوذيس وافروديت"، وعند الرومان تغير اسم افروديت إلى فينوس.
تحاول هذه الأساطير تفسير دورة الحياة في عالم النبات، وتفسير ظاهرة الموت عند الإنسان وغيره، وتتفق جميعها على أن اله الخصب والحياة يختفي في عالم الظلمات نصف عام، ويعود ليظهر إلى عالم النور بقية العام، وتكون عودته في فصل الربيع، لهذا تحتفل معظم شعوب الشرق الأوسط التي كانت مهدا للحضارة الإنسانية بعيد الربيع الذي يتخذ عدة أسماء، فهو " النوروز" عند الإيرانيين والأكراد واليزيديين الذي يعني " اليوم الجديد"، والذي يوافق يوم 21 مارس، وهو اليوم الذي يتساوى فيه طول النهار والليل، وهو نفس العيد الذي يحتفل به المصريون ويعرف بعيد " شم النسيم"، ويكون في اليوم الذي يلي عيد القيامة.
يحتفل الآشوريون في العراق يوم الأول من أبريل بعيدهم الأبرز"خابا نيسان"، والذي يخلد عودة الإله مردوخ إلى الحياة بعد موته بثلاثة أيام، مثلما يحدث مع السيد المسيح بالضبط، وهذا ما يؤكد أن عقيدة " التثليث" التي تعتبر ركنا أساسيا في العقيدة المسيحية، بالإضافة إلى ألوهية المسيح هي في الحقيقة أقدم من المسيحية بآلاف السنين، وهي رمز الخصب، وتوارث الحياة، ونقلها من جيل إلى آخر، إلا أن ظهور طفل ذكر وليس أنثى بين يدي إيزيس، ومريم العذراء يدل أن البشرية كانت قد غادرت مرحلة المجتمع الأمومي، وتوغلت في المجتمع الأبوي الذي لا يزال يهيمن على مجتمعات الشرق الأوسط بزمن طويل، ويؤمن الآشوريون بالاقانيم الثلاثة " الإله الإنسان الطبيعة"، وهذا ما يظهر جليا في الرسومات الفرعونية، التي تصور ايزوريس والى جانبه زوجته إيزيس وهي ترضع ابنها الإله حورس، وفوق رأسها قرنان بينهما هالة القمر، ذلك لأن إيزيس هي آلهة القمر عند الفراعنة، وهي نفس الصورة التي نراها في الكنائس، والتي تظهر السيدة مريم وهي ترضع ابنها يسوع المسيح، وفوق رأسها هالة شمسية، والفرق بين الصورتين يدل على انتقال الإنسان من مرحلة عبادة القمر التي ميزت المجتمعات الأمومية، إلى عبادة الشمس عند المجتمعات الأبوية، وحتى اليوم تنتقل السلطة بين الطوارق من زعيم القبيلة ليس إلى بكره من الذكور، ولكن إلى أكبر أبناء أخته، كما لا تزال رموز الآلهة تانيت آلهة الخصب ودرء الحسد والشر رائجة حتى اليوم في معظم الكرة الأرضية، ويأتي في مقدمتها رمز الكف المفتوحة الذي يعرف في شمال أفريقيا باسم " الخميسة "، ورمز السمكة، ولهذا لا يزال المصريون حتى اليوم يأكلون السمك المملح في عيد شم النسيم، والى وقت قريب كان الفلاحون في شما أفريقيا يرسمون النجمة السداسية على المحصول الذي حصدوه من القمح والشعير، قبل كيله تبركا كما يقولون بنجمة الملك سليمان، وهم لا يعرفون أن هذا الرمز أقدم من سليمان وداوود بوقت طويل، ذلك أن أهم رمز اختصت به الآلهة تانيت هو المثلث، الذي تكون قاعدته إلى أسفل ورأسه إلى أعلى، والذي عرف فيما بعد بكونه الرمز الذكري عند الإنسان، ثم ظهر الرمز المؤنث، أو ما يشير لفرج الأنثى على شكل مثلت قاعدته إلى أعلى، ورأسه إلى أسفل، وفي وقت لاحق جمع العبرانيون بين المثلثين، كما يظهر الآن في نجمة داوود، كرمز للقاء الأنثى والذكر، أو كرمز للخصوبة، وتواصل الحياة.
يسمى عيد الفصح في اللغات الجرمانية باسم " ايستر" وهو اسم اله الربيع عند القبائل الجرمانية، حيث يتم تلوين البيض المسلوق مثلما يفعل المصريون منذ أقدم العصور، وقد تم اختيار البيضة باعتبارها رمز انبعاث الحياة، كما يأكل المصريون في عيد شم النسيم الذي يحتفل به المسلمون والأقباط كميات كبيرة من السمك المملح، والذي يعرف باسم "الفسيخ"، والذي يعتبر رمزا من رموز عودة الحياة، وخاصة وأنهم أتقنوا حفظه قبل عيد شم النسيم في علب معدنية، كمحاولة منهم لمحاربة التفسخ، وحفظ السمك صالحا للأكل، كما يأكلون البصل والخس الذي كان يرمز عندهم للفحولة، وحتى اليوم يأكل الناس في أوروبا شوكولاطة على شكل بيض ملون، وعلى شكل حيوانات تميزت بالقدرة على النجاة من الصيد والموت، وفي مقدمتها الأرنب.
وفي نفس اليوم يحتفل اليهود بعيد الفصح اليهودي، والذي يعرف عندهم بعيد الخروج، تخليدا لليوم الذي خرجوا فيه من مصر بقيادة موسى، والذي وافق يوم شم النسيم في مصر، والذي وفر لهم الغطاء للهروب من مراقبة المصريين لهم، حيث تعود المصريون حتى الآن على الخروج من منطقة وادي النيل إلى مناطق خلوية ليشموا نسائم الربيع.

منقول

بارك الله فيك أختي الكريمة على المعلومات القيمة و مشاكرتك الأولى بالمنتدى .

نعم نحن فى مصر مازلنا نحتفل بشم النسيم وناكل فيه السمك المملح اى الفسيخ او الرنجه او السردين المملح
والبيض الملون والخس والبصل ولكن يتركز ذلك فقط فى القرى المصريه وعند المسيحيون اكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.