تخطى إلى المحتوى

الدعوة قبل أي شيء هي حب . كيف أدعو صديقتي للحجاب 2024.

  • بواسطة
القعدة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الدعوة قبل أي شيء هي حب، فالواجب على من يدعو أخاه ، أو التي تدعو أختها أن تحبها ، وأن تشفق عليها ، وأن تظهر حرصها وحبها لك ، وقد كان النبي من الأنبياء يصرح بحبه وحرصه على قومه فيقول لهم: " وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ " ( الأعراف :68) ، فحين يرى المدعو خوف الداعية عليه ، يترك هذا مردوداً نفسياً فيه ، فإن كان غيره يخاف عليه ، فكيف لا يخاف هو على نفسه، وإن كان الغير يحب له الخير، فكيف لا يحبه هو لنفسه.

وقد تعجبت فاطمة بنت الخطاب من أخيها عمر –رضي الله عنها- قبل أن يسلم ، وقالت له : كيف يغيب عنك هذا يا ابن الخطاب؟
فلابد من تلمس نقاط الخير في الناس ، وإظهار حقيقة أنفسهم أمام أنفسهم ، فكم من الناس يرى الإنسان فيه قائداً في الخير ، فيجب تنمية هذا الإحساس عنده .

وفي دعوتك الأخت لأختها بالحجاب، أرى أنه لا يكون من باب المباشرة ، وإنما تجب الصحبة الطيبة ، والمعاشرة الكريمة، والسؤال عنها دائماً ، وتفقد أحوالها ، حتى يصل الأمر إلى درجة من الحب ، وأن تثق فيمن يدعوها ، وأن ترى فيها الصاحبة التي تتمناها ، فإن وصلت إلى هذا ، فقد وصلت إلى درجة الحب بينهما ، فتجد الأخت في نفسها قبولاً للكلام ، فإذا وجد الحب بين الداعية والمدعو ، انتقل الداعية بالمدعو إلى حب الله _سبحانه وتعالى_ ، وتذكير المدعو بنعمه وفضله وكرمه ومنه عليه ، وأن يأخذ من حياة المدعو الشخصية نماذج لكرم الله عليه ، وأن يذكره به ، حتى يوصل الرابط الذي انقطع بينه وبين الله ، وحتى يذكر المدعو بالعبودية بالله _سبحانه وتعالى_ .

فإذا استشعرت الأخت أنها أمة الله ، وأن عليها طاعة الله _سبحانه وتعالى_ ، فتكون قد مهدت لأن تتقبل أوامر الله _تعالى_ ، وأن تعيد ما انقطع من وصال الطاعة بينها وبين الله ، وأنها حين تلبسه ، فإنما تطبق قوله _تعالى_ لرسوله _صلى الله عليه وسلم_ :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحيما" (الأحزاب :59)
وفي هذا السبيل أيضاً تضرب الأخت الداعية نماذج لأخوات محجبات يمثلن قدوة للنساء والفتيات في التفوق الأخلاقي والعلمي والثقافي والمهاري، فإن الإنسان بطبعه يميل لمن هو خير منه ، ومن هو متفوق عليه في كثير من مجالات الحياة ، وأن الحجاب لم يكن يوماً مانعاً من التفوق في الحياة ،و لا من أن تتمتع الفتاة بحياتها، وفق ما رسم لها القرآن الكريم ؛ لأن كثيراً من الأخوات يرين أن الحجاب مانع لهن من ممارسة الحياة العامة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والحياتية ، فكان من الواجب أن تزال الشبهات المثارة حول الحجاب ،ولو من طرف خفي دون مباشرة ، إلا إذا كانت هناك تساؤلات للأخت التي لا تلبس الحجاب ، فتكون الإجابة لها مباشرة .

كما أنه من الواجب في هذا المقام أن يظهر الحجاب كما رسمه القرآن الكريم والسنة النبوية ، لا كما ترسمه العادات والتقاليد ، وأن يراعى في هذه الحال التيسير لا التعسير ، فتعرف الأخت أن الحجاب في الإسلام ليس له هيئة واحدة معينة، بل الواجب على الفتاة والمرأة المسلمة أن يتوافر في ثيابها الشروط الشرعية للحجاب من كونه فضفاضاً واسعاً ، لا يصف ما تحته ولا يشفه، وأن يكون ساتراً ، وألا يكون ثياب شهرة ، وفي هذا نوع من التيسير؛ لأن الإسلام يراعي أن لكل بيئة ثيابها ، وقد لبس النبي _صلى الله عليه وسلم_ الجبة اليمانية ، والقبطية وغيرهما ، ولم يأمر الصحابة أن يكون لهم زي موحد ، ولا أمر الصحابيات أن يكن لهن ثياباً واحدة ، بل في ذلك سعة ، وأن الإسلام لم يأمر بلون واحد ، كالسواد ، وإن كان هو من أفضل ثياب المرأة ، فحسب الثياب أن تستر العورة ، وأن تحافظ على هيئة المرأة المسلمة.

ومن وسائل الدعوة إلى الحجاب معرفة حكمته ، وأن الله _تعالى_ شرعه ستراً للمرأة المسلمة ، وصوناً لها ، وإعلاء من شأنها ، وألا تكون سلعة رخيصة تتطاير إليها الأعين والألسن والجوارح، بل تكون محفوظة لزوجها ، مصونة في بيتها ، فإن خرجت لم ينظر إليها أحد، لما يرى من التزامها بأمر ربها .

وأن تفهم الأخت أنها إنما تتحجب لله _تعالى_ طاعة لأمره ، وأن يصل الأمر إليها أن تفعل ذلك حباً لله _تعالى_ ، لا قهراً أو كسراً، فإن الطاعة يجب أن تكون بالحب في المقام الأول.

وأن تفهم الداعية لأختها للحجاب مواطن التأثير فيها ، فكل إنسان له مواطن يؤتى من قبله ، ولا بأس بالهدية الطيبة ، ويمكن بعد استشعار الأخت الداعية أن أختها المدعوة قد اقتنعت بالحجاب أن تهديها حجاباً ، تشجيعاً لها أن تلبسه ، وتطييباً لخاطرها وقلبها ، فالناس أسرى الإحسان .

وقبل كل هذا أن تكون دائمة الصلاة والدعاء لله تعالى أن يهديها وأن يشرح صدرها ، وأن تفهم الأخت الداعية أن الحجاب ليس نهاية المطاف ، ولكنه خطوة في الطريق إلى الله تعالى ..

نسأل الله العلي القدير ان يرزقنا جميعا الاخلاص في القول والعمل ويجعل عملنا هذا وكل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

المصدر موقع نصرة رسول الله

حياكم الله…جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه

حياك الله …
مشكورة على المرور والمشاركة الطيبة
بارك الله فيك وأحسن إليك ان شاء الله
تقبل الله منا ومنكم الصيام وخالص الأعمال ان شاء الله

القعدة
مرحبا وسهلا بك اخي دائما منورنا
مشكور على المرور الطيب

القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.