(( أحداث وأحاديث || أعراض العلماء… خط أحمر !!! ))
وأنا أتصفح إحدى المنتديات
وقع
نظري على مقال كتبه أحد المجهولينممن يرصعون فكرهم بإسم مستعار ؟
كان مفاد المقال
نقدا لاذعا للعلامة ابن باز
رحمة الله عليه
وبغض النظر عن قائله الجاهل حقا
وعن ناشر المقال
أردت أن أطرق هاته النقطة
ولو على سبيل النصح والتذكير
وهي أن الناس سواسية في النقد والتقييم
وما يصدر منهم يحتمل الخطأ والصواب
والعلماء جزء لا يتجزأ من هؤلاء الناس
يمكن أن يجتهد الواحد منهم
فيكون مآله الإصابة أو الزلل
ولكن الفارق الذي أردت توضيحه
هو أن من اتفقت الأمة على علمهم وقدرهم وفضلهم
لا يحق لأي كان ممن هب ودب
أن يوجه لهم انتقادا لاذعا
ويسخر من نتاجهم العلمي
ويشكك في نزاهتهم
ويصفهم بالعمالة والنفاق
تعريضا أو تصريحا
وهو متحامل عليهم ولا يساويهم في القدر
وما يعرفه المتتبع لحالة الحوار
العربي العربي والإسلامي الإسلامي
يلاحظ كم الجهالة والضحالة
في طريقة انتقاد المذاهب
وعلماء المذاهب وأصحاب التيارات ومشائخ الطرق
فقد صرنا نرى صبيانا وشبابا وشيوخا ظلاميين
لا يمتلكون من العلم إلا قشوره
يوجهون أصابع الإتهام لكل عالم أو داعية
يخالف هواهم أو يغاير فكرتهم
ويسلبونه نقاء سريرته
ويصفونه بالنقص والنفاق
والفسوق والعمالة للسلاطين
والنية الفاسدة والإنبطاح للأعداء
ونشر الضلال
وإذا كان الله أمرنا أن لا نسخر من قوم
مهما كانت صفتهم وطبيعتهم
وحرم علينا الغيبة والنميمة وتتبع العورات
بين عامة الناس
فكيف إذا وجهت هاته المفاسد
ضد عالم جليل وشيخ فاضل وداعية مرموق
ومن الطبيعي أن يوجه النقد البناء
لأي عقل ولأي فكر ولأي طرح
ولكن يراعى فيه الأدب الجم
والحوار الحضاري والبضاعة العلمية
المتوازنة أو المتقاربة
واحترام رتب العلم والدين
وهنا لا أريد أن أوصل فكرة أن يمتنع الشباب
من الإعتراض بأسلوب حضاري
على ما يعرض من رؤى وفتاوى
بل لهم الحرية في النقاش والسؤال والتطبيق والترك
وفقا لقناعاتهم ومنطلقاتهم
ولكن
لنتذكر أن الكلام المغرض المشوه لأعراض العلماء
ومحاولة تشويه صورتهم لدى العام والخاص
وخصوصا من مات منهم
أو كان غائبا لا يعلم بما قيل فيه
إثم عظيم وحرام محرم
والمضحك في القضية
أن النقد الساخر البذيء للعلماء
صار موجها لكل الإتجاهات
ففي وقت فات
سمعنا عن نقد علماء الإخوان ووصفهم بالأشاعرة
ونقد علماء الصوفية ووصفهم بالضلال والشرك
ونقد علماء الشيعة ووصفهم بالروافض المجوس
ونقد علماء الحكومات ووصفهم بالعمالة والجهل
واليوم وصل الأمر حتى لعلماء السلفية
وصرنا نسمع كل يوم
عن طرد عالم من دائرة العلم والنزاهة
فكل من دعا للوفاق والوحدة
ومناصرة الحق والرضا والصبر وترك العنف
صار منبوذا لدى جحور الظلام وزعماء الضباب
وهكذا تدور الدائرة
لتشمل كل العلماء الراسخين والدعاة المخلصين
وآخر ما سمعناه
عن نقد الشيوخ الأفاضل :
محمد حسان وعائض القرني
ووجدي غنيم والعريفي
ورميهم بالموالاة للسلطة في الجزائر
وهذا بسبب أنهم وقعوا في ذنب كبير في رأي الزاعمين
حينما وافقوا على زيارة الجزائر
لتعليم الناس دينهم
وتوضيح الحق وكشف الباطل
ألهذا الحد هان أمر العالم في أمتنا
ولماذا ننسى أن سب الغير
مدعاة للسب من الطرفين
فيا ترى متى نصون ألسنتنا عن إيذاء العلماء
وإلى متى نسكت عن الوقيعة فيهم
وفي المقابل
لماذا نخاف من كشف كل ألسنة الكبر التي تؤذي العلماء والدعاة
زعما منها أن في ذلك تجريح علمي
فليكن حوارنا حضاريا
ونقدنا علميا
وتعاملنا أدبيا
مع ورثة النبوة
وأمة تهزأ بعلمائها
لا تستحق النصر والتمكين
نسأل الله السلامة والغفران من الخطأ
نفعنا الله وإياك من علمه