السؤال
السؤال:
كيف يعامل المسلم زميلته في العمل بصرف النظر عن ديانتها ، وقد يحتاج إلى التحدث إليها في شئون العمل أثناء العمل؟ وبالنسبة للمرأة المسلمة المتبرجة هل يجوز إفشاء السلام عليها أو الرد على تحيتها من قبل الرجل المسلم ، وكيف تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة أثناء الوداع؟ .
وطبيعة العمل تفرض على الرجل المسلم مخالطة النساء العاملات ومراجعة بعضهن بخصوص العمل ، وأحيانا يلمح منهن ما لا يجوز له أن يراه في المرأة دون قصد وخصوصا إذا كان لباسهن غير محتشم ، فهل يلحقه إثم بذلك؟ وإذا أراد هذا المسلم مخاطبة المرأة فهل ينظر إليها أم ينظر إلى الأرض ، وإذا كانت طبيعة العمل تفرض على الرئيس المسلم التحدث إلى الموظفة العاملة انفرادا ، فهل يقفل باب المكتب عليها حتى لا يسمع أحد الحديث . . أم ماذا يعمل . وطبيعة مأمورات الشراء التباحث مع التجار على انفراد مما يضطرها إلى قفل غرفة الاجتماع على ممثل التاجر ومأمورة الشراء ، وأحيانا تكون مأمورة الشراء وحدها مجتمعة مع رجلين أو ثلاثة في غرفة مقفلة فما الحكم في تلك الأمور ؟
الجواب
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن نظر الفجأة ، فقال للسائل : اصرف بصرك وفي اللفظ الآخر : فإن لك الأولى وليست لك الأخرى والله سبحانه وتعالى يقول : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ الآية ، وقال تعالى : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ الآية ، فعلى المؤمن أن يغض بصره ويحفظ فرجه ، فإن صادف شيئا من غير قصد صرف بصره ويعفو الله عن الأولى التي صادفها ولم يقصد لذلك .
وإذا بلي بالمرأة والتحدث إليها في شيء يتعلق بالعمل ، فإنه يتحدث إليها من غير أن يقابل وجهها ، ولا ينظر إلى محاسنها ، بل يعرض عنها ، ويلقي بصره إلى الأرض حتى يقضي حاجته وينصرف .
وهذا من الأمور الواجبة التي تجب على المؤمن العناية بها . وكذلك المرأة في حال الشراء أو البيع أو غيرهما ، ليس لها أن تخلو بالرجل ولا بالرئيس ولا مع المدير ، وليس له أن يخلو بها ولا غيرها أيضا ، لما في ذلك من الخطر العظيم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم متفق على صحته ، وقال صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما خرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
والمقصود أن الخلوة بالمرأة فيها خطر عظيم ، ولو كانت في حاجات تتعلق بها ، أو بوظيفتها . . فالواجب الحذر من ذلك ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ الآية ، وقال سبحانه وبحمده : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
المفتي : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مصدر الفتوى :مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز
تقبلوا رأيي
حفظكم الباري