مهمة الطائفة المنصورة / للشيخ عبد الرحمن بن صالح الحجي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الطائفة المنصورة هي سبب عصمة الأمة الإسلامية من أن تجتمع على باطل أو تحريف للدين، وهذا بأن الله لم يعهد حفظ هذا الدين وأساسه القرآن لأحد من البشر بل تكفل بحفظه بنفسه فقال وإنا له لحافظون وأما الأمتين التي قبلنا فوكل الله حفظ كتابهم ودينهم إلى أحبارهم فضيعوا قال تعالى: والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء وهذه الطائفة المنصورة أولهم كان مع محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل بين يديه ويذب عن دينه وآخرهم مع عيسى عليه السلام في آخر الزمان يقاتل بين يديه ويذب عنه. وهم بين ذلك على هدى قويم وصراط مستقيم، يقلون ويكثرون، ويمكنون ويستضعفون، يعجز أقوام عن طريقهم لصعوبته ومخالفته الناس فيخذلوهم. ويجد أقوام أنهم منعوهم من أن يأخذوا الدين مطية لأهوائهم ونزواتهم فيخالفوهم ويشتموهم وهم قد استبان لهم الطريق وربط الله على قلوبهم ونور بصائرهم فلم يضرهم من خالفهم وهو الفاجر ولا من خذلهم وهو العاجز
ليست مهمتهم إرضاء الناس، أو تجميعهم على باطلهم، أو البحث عن الرخص لهم، أو تبرير أهوائهم، لكن مهمتهم أن يقولوا (لا) بملء أفواههم إذا اعتدى المعتدون على دين الله بالتحريف والتأويل والأهواء والآراء حتى يبقى الدين صافيا والحق واضحا والنور ساطعا، وحتى يتميز النجدان والطريقان طريق الحق وطريق الضلال ثم بعد ذلك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فالهداية بيد الله ليست بأيديهم. وهم لا يعترضون للناس في دنياهم ولا يسمحون لأحد أن يشوه دينهم
قد يقلون حتى تكون الطائفة فردا واحدا كما كان أحمد بن حنبل وحده وهو الطائفة المنصورة في وقته، الذي قال (لا) لمحاولة الخلفاء والعلماء والدعاة في عصره إقناع الناس أن القرآن مخلوق. وقد يكثرون ويمكنون كما في آخر عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب
والكثرة والقلة، والتمكين والاستضعاف، وإقبال الناس وإدبارهم كل هذه أمور قدرية ليست بأيديهم ولا يلتفتون إليها وإنما الذي يهمهم ما أشار الله إليه بقوله ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)الزخرف 41-42 فالاحتمال الأول أن تموت وأنت مستضعف، والاحتمال الثاني أن تبقى حتى تمكن وتنتصر كل هذا أمر قدري ليس بيدك. والواجب عليك ان تستمسك بالذي أوحي إليك
!لله درهم
وجوههم نضرة، وأنوفهم شماء، ونفوسهم عزيزة، وقلوبهم خاشعة مخبتة، وهممهم عالية
نضر الله وجوههم بنضرة النعيم، لأنهم أحبوا الحديث وتعلقوا به واشتغلوا به وبلغوه فأدركتهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها
وأعز الله نفوسهم لأنهم لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، وما أذل الرقاب والنفوس كالحرص على الدنيا، أما هم فلا يهمهم رضا الناس وغضبهم، أو إقبالهم وإدبارهم، أو مدحهم وذمهم. بل همهم الأكبر أن يرضى عنهم الذي في السماء
وأخبت الله قلوبهم لأنهم قد تعلقوا بالوحي وداروا معه حيث دار
!لله درهم
هم أهل الحديث أمام أهل الرأي والأهواء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الطائفة المنصورة هي سبب عصمة الأمة الإسلامية من أن تجتمع على باطل أو تحريف للدين، وهذا بأن الله لم يعهد حفظ هذا الدين وأساسه القرآن لأحد من البشر بل تكفل بحفظه بنفسه فقال وإنا له لحافظون وأما الأمتين التي قبلنا فوكل الله حفظ كتابهم ودينهم إلى أحبارهم فضيعوا قال تعالى: والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء وهذه الطائفة المنصورة أولهم كان مع محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل بين يديه ويذب عن دينه وآخرهم مع عيسى عليه السلام في آخر الزمان يقاتل بين يديه ويذب عنه. وهم بين ذلك على هدى قويم وصراط مستقيم، يقلون ويكثرون، ويمكنون ويستضعفون، يعجز أقوام عن طريقهم لصعوبته ومخالفته الناس فيخذلوهم. ويجد أقوام أنهم منعوهم من أن يأخذوا الدين مطية لأهوائهم ونزواتهم فيخالفوهم ويشتموهم وهم قد استبان لهم الطريق وربط الله على قلوبهم ونور بصائرهم فلم يضرهم من خالفهم وهو الفاجر ولا من خذلهم وهو العاجز
ليست مهمتهم إرضاء الناس، أو تجميعهم على باطلهم، أو البحث عن الرخص لهم، أو تبرير أهوائهم، لكن مهمتهم أن يقولوا (لا) بملء أفواههم إذا اعتدى المعتدون على دين الله بالتحريف والتأويل والأهواء والآراء حتى يبقى الدين صافيا والحق واضحا والنور ساطعا، وحتى يتميز النجدان والطريقان طريق الحق وطريق الضلال ثم بعد ذلك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فالهداية بيد الله ليست بأيديهم. وهم لا يعترضون للناس في دنياهم ولا يسمحون لأحد أن يشوه دينهم
قد يقلون حتى تكون الطائفة فردا واحدا كما كان أحمد بن حنبل وحده وهو الطائفة المنصورة في وقته، الذي قال (لا) لمحاولة الخلفاء والعلماء والدعاة في عصره إقناع الناس أن القرآن مخلوق. وقد يكثرون ويمكنون كما في آخر عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب
والكثرة والقلة، والتمكين والاستضعاف، وإقبال الناس وإدبارهم كل هذه أمور قدرية ليست بأيديهم ولا يلتفتون إليها وإنما الذي يهمهم ما أشار الله إليه بقوله ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)الزخرف 41-42 فالاحتمال الأول أن تموت وأنت مستضعف، والاحتمال الثاني أن تبقى حتى تمكن وتنتصر كل هذا أمر قدري ليس بيدك. والواجب عليك ان تستمسك بالذي أوحي إليك
!لله درهم
وجوههم نضرة، وأنوفهم شماء، ونفوسهم عزيزة، وقلوبهم خاشعة مخبتة، وهممهم عالية
نضر الله وجوههم بنضرة النعيم، لأنهم أحبوا الحديث وتعلقوا به واشتغلوا به وبلغوه فأدركتهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها
وأعز الله نفوسهم لأنهم لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، وما أذل الرقاب والنفوس كالحرص على الدنيا، أما هم فلا يهمهم رضا الناس وغضبهم، أو إقبالهم وإدبارهم، أو مدحهم وذمهم. بل همهم الأكبر أن يرضى عنهم الذي في السماء
وأخبت الله قلوبهم لأنهم قد تعلقوا بالوحي وداروا معه حيث دار
!لله درهم
هم أهل الحديث أمام أهل الرأي والأهواء
وهم أهل التوحيد أمام أهل الشرك والساكتين عن إنكاره
وهم أهل السنة والجماعة أمام أهل البدعة والأحزاب والتفرق
هم الذين قال الله فيهم فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم، واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين. وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي روايةيصلحون ما أفسد الناس من سنتي
جعلنا الله منهم، ورزقنا محبتهم، وجعل الله هذا الموقع من منابرهم.