بــــر الوالـــديــن
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمّـك"، قال: ثم من؟ قال: "أمّك"، قال: ثم من؟ قال "أمّـك"، قال ثم من؟ قال: "أبوك".
وهذا الحديث مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وجاءت الإشارة إلى هذا في قوله تعالى: {ووصيّنا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين} [لقمان:14]. فليحذر كل عاقل من التقصير في حق والديه، فإن عاقبة ذلك وخيمة، ولينشط في برهما فإنهما عن قريب راحلين وحينئذ يعض أصابع الندم، ولات ساعة مندم. أجل، إن بر الوالدين من شيم النفوس الكريمة والخلال الجميلة، ولو لم تأمر به الشريعة لكان مدحة بين الناس لجليل قدره، كيف وهو علاوة على ذلك تُكفَّـر به السيئات، وتجاب الدعوات عند رب البريات، وبه تنشرح الصدور وتطيب الحياة ويبقى الذكر الحسن بعد الممات.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، واجزهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
:: يا بني إنني أمك ::
:: السلف وبر الوالدين ::
:: نماذج عملية في بر الوالدين ::
والأم حقها
نسئل الله ان لا حرمنا اجر بر الوالدين والاقربون فهي نعمة كبرى
الحمد لله الذي أمرنا بشكر الوالدين ، والإحسان إليهما ، وحثنا على إغتنام برهما واصطناع المعروف لديهما،
وندبنا إلى خفض الجناح من الرحمة لهما إعظاما وإكبارا ، ووصانا بالترحم عليهما كما ربيانا صغاراً..
اللهم ارحم والدينا واغفر لهم ، اللهم وارض عنهم رضا تحل به عليهم جوامع رضوانك ، وتحلهم به دار كرامتك وأمانك ، ومواطن عفوك وغفرانك وأسبغ عليهم لطائف برك وإحسانك . اللهم اغفر لهم مغفرة جامعة تمحو بها سالف أوزارهم وسيء إصرارهم ، اللهم وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم ، وتؤمنهم بها يوم الفزع عند نشورهم ..
اللهم تحنن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين ، اللهم وارحم انقطاعهم إليك كما كانوا لنا في حال انقطاعنا إليهم راحمين ، اللهم تعطف عليهم كما كانوا علينا في حال صغرنا متعطفين ، اللهم احفظ لهم ذلك الود الذي أشربته قلوبهم ، والحنانة التي ملأت بها صدورهم ، واللطف الذي شغلت به جوارحهم ، اللهم واشكر لهم ذلك الجهاد الذي كانوا فينا مجاهدين ، اللهم ولا تضيع لهم ذلك الاجتهاد الذي كانوا فينا مجتهدين ، اللهم وجازهم على ذلك السعي الذي كانوا فينا ساعين ، والرعي الذي كانوا لنا راعين ، أفضل ماجزيت به السعاة المصلحين والرعاة الناصحين ….
اللهم برهم أضعاف ما كانوا يبروننا ، اللهم وانظر لهم بعين الرحمة كما كانوا ينظروننا ، اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا ، اللهم وتجاوز عنهم ما قصروا فيه من حق خدمتك بما آثرونا به من حق خدمتنا ، اللهم واعف عنهم ما ارتكبوا من الشبهات من أجل ما اكتسبوا من أجلنا ، اللهم ولا تؤاخذهم بما دعتهم إليه الحمية من الهوى لما غلب على قلوبهم من محبتنا ، اللهم وتحمل عنهم الظلمات التي ارتكبوها فيما اجترحوا لنا وسعوا علينا ، اللهم و الطف بهم في مضاجع البلى لطفا يزيد على لطفهم في أيام حياتهم بنا …
اللهم وما هديتنا له من الطاعات ، و يسرته لنا من الحسنات، و وفقتنا له من الدعوات، ووفقتنا له من القربات، فنسألك اللهم أن تجعل لهم منها حظاً ونصيباً، وما اقترفناه من السيئات، و اكتسبناه من الخطيئات، وتحملناه من التبعات، فلا تلحقهم منا بذلك حوباً، ولا تحمل عليهم من ذنوبنا ذنوباً. اللهم وكما سررتهم بنا في الحياة فسرهم بنا بعد الوفاة، اللهم ولا تبلغهم من أخبارنا ما يسوءهم، ولا تحملهم من أوزارنا ما ينوؤهم، ولا تخزهم بنا في عسكر الأموات بما نحدث من المخزيات، ونأتي من المنكرات، وسر أرواحهم بأعمالنا في ملتقى الأرواح، إذا سر أهل الصلاح بأبناء الصلاح، ولا تقفهم منا على موقف افتضاح، بما نجترح من سوء الاجتراح …
اللهم وما تلونا من تلاوة فزكيتها، وما صلينا من صلاة فتقبلتها، وما تصدقنا من صدقة فنميتها، وما عملنا من أعمال صالحة فرضيتها، فنسألك اللهم أن تجعل حظهم منها أكبر من حظوظنا، وقسمهم منا أجزل من أقسامنا، وسهمهم من ثوابها أوفر من سهامنا، فإنك وصيتنا ببرهم، وندبتنا إلى شكرهم، وأنت أولى بالبر من البارين، وأحق بالوصل من المأمورين. اللهم واجعلنا قرة أعين لهم يوم يقوم الأشهاد، وأسمعهم منا أطيب النداء يوم التناد، واجعلهم بنا من أغبط الآباء بالأولاد، حتى تجمعنا وإياهم والمسلمين جميعاً في دار كرامتك، ومستقر رحمتك ، ومحل أوليائك، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك فضل من الله وكفى به عليماً …
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
اختك رحيل