تخطى إلى المحتوى

وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 2024.

بســــــــــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

يقول الله تعالى : " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " [ العنكبوت 64 ] ،
وقال تعالى : " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " [ يونس 24 ] .

ولقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق والناس كنفتيه ( عن جانبيه ) ، فمر بجدي أسك ( صغير الأذن ) ميت ، فتناوله فأخذ بأذنه ، ثم قال أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟ قالوا : ما نحب أنه لنا بشئ وما نصنع به ؟ ثم قال : أتحبون أنه لكم ؟ قالوا : والله لو كان حياً كان عيباً ، إنه أسك فكيف وهو ميت ! فقال : " فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم " [ أخرجه مسلم ] .
فهاهي الدنيا في كامل زينتها وأبهى حلتها وأجمل بهجتها تعرض نفسها لمشتريها وحق لها ذلك ، لكثرة الغافلين واللاهين والعابثين والمشترين ،
فكم نشاهد اليوم من تهافت كثير من الناس على هذه الدنيا الفانية ، وزهدهم في الآخرة الباقية ، وما ذاك إلا لبعدهم عن معرفة الحقيقة ، والبعد عن منهج الله تعالى والخوف منه سبحانه .
تهافتوا وتنافسوا وتصارعوا من أجل الدنيا وبهرجتها ، اشرأبت نفوسهم حب الدنيا والركون إليها ، فتاقت لها قلوبهم وهوت إليها أفئدتهم فأصبحت محط أنظارهم على اختلاف أجناسهم وطباعهم ، رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة
أصبح الكثير من الناس لا يحب ولايكره إلا من أجل الدنيا ، ولا يوالي ولا يعادي إلا من أجلها ، أما الله الواحدالقهار فلا يوالون ولا يعادون فيه أبداً وهذا هو الجهل العظيم
نسواالله فنسيهم وأنساهم أنفسهم ، تركوا الآخرة والعمل لها وركنوا إلى الدنيا وزخرفها ،
عندما سل علي رضي الله عنه سيفه لقتل عدوه بصق ذلك العدو في وجه علي رضي الله عنهفما كان منه إلا أن أعاد سيفه ، فلما قيل له في ذلك ، قال : خشيت أن أنتقم لنفسي .
فلله در أولئك الرجال الذين عرفوا لماذا خلقوا ؟ ومن أجل أي شئ وجدوا ؟
أولئك الرجال الذين رغبوا فيما عند الله والدار الآخرة، تركوا الدنيا في كامل زينتها وأبهى حلتها تركوا الفاني وأقبلوا على الباقي ،
قال تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم منينتظر وما بدلوا تبديلاً " [ الأحزاب 23 ] ،
أولئك الذين اعتصموا بالله وأخلصوادينهم لله الذين عرفوا الله حق معرفته فلم يخشوا أحداً إلا الله والله أحق أن يخشى،
صدقوا مع الله فصدقهم الله عزوجل ، إذا عملوا فلله ، وإذا أحبوا فلله ، وإذاأبغضوا ففي الله ، أعمالهم وأقوالهم خالصة لله دون سواه .

أما من ركنوا إلىالدنيا وأحبوا أهلها ، وزهدوا في الآخرة وبقائها فأولئك محبتهم وعداؤهم وولاؤهم فمن أجل الدنيا وأهلها ومناصبها
وما يحصلون عليه من كراس ومراتب ودرجات ، فكانت المفاجآت أن حلت عليهم النكبات ودارت عليهم الدائرات ، وجعل الله بأسهم بينهم شديداً ،
فإذا اجتمعوا أظهروا خلاف ما يبطنون ، وإذا تفرقوا أكل بعضهم بعضاً ،
قال تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " [ الزخرف 67 ] ،
وما حصل كلذلك إلا لبعدهم عن منهج الله القويم ، وانحرافهم عن صراطه المستقيم ، فضلوا وغوواوركنوا إلى ما لم يؤمروا به ، فاتبعوا الهوى والشهوات ، فلا إله إلا الله رب الأرض والسموات ، كلٌ من أولئك يريد البقاءله وله وحده ، وكأنه لم يخلق إلا للبقاء والخلود في هذه الدنيا وعمارتها ،
والله تعالى يقول في محكم التنزيل : " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامةفمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " [ آلعمران 185 ] ،
ويقول تعالى : " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " [ الأنبياء 34/35 ]
وقال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " [ الذاريات 56 ] ، هذه هيوالله الغاية السامية التي من أجلها خلق الله الخلق ، خلقهم من أجل العبادة ،عبادته وحده لاشريك له في ذلك فهو سبحانه المستحق للعبادة دون سواه ، فهل عَقِل ذلككثير من الناس ؟ وكل ماعدا العبادة فهو وسيلة لا غاية ، وعجباً لمن حول وبدل الغايةإلى وسيلة والوسيلة إلى غاية ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

قال صلىالله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماًومتعلماً " [ أخرجه الترمذي وهو حديث حسن " ، وقال عليه الصلاة والسلام : " لو كانتالدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " ( أخرجه الترمذيوقال حديث حسن صحيح ( .

لقد أنسى الناس حب الدنيا والتشاغل بها عن طاعة الله عزوجل والخوف منه ،ألا يعقل أولئك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما لي وللدنيا ؟ ما أنا إلا ****باستظل تحت شجرة ثم راح وتركها " [ أخرجه الترمذي وهو حديث حسن صحيح ] ،
وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس الغنى من كثرة العَرَض ، ولكن الغنى غنى النفس " [ متفق عليه ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " [ أخرجه مسلم ] ،
وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لميفلته " ثم قرأ : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " [ هود 102 ] [ متفق عليه ] .

وكان الواجب على المؤمن تجاه الدنياودناءتها ألا ينظر إلى من هو فوقه بل ينظر إلى من هو دونه حتى لا يزدري نعمة اللهعليه فيقع في الإثم والمعصية ، أما في أمور الدين والآخرة ففي ذلك فليتنافسالمتنافسون بلا حقد ولا حسد ولا كراهية ولا تقاطع ولا تدابر
عن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة " [ متفق عليه ] ،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " ( أخرجه مسلم ( ،
ودونك يا من أحببت الدنيا وزينتها وركنت إليها وقاتلت من أجلها ، واهتممت بالمناصبوالشياخة ، والكراسي والرياسة ، والانتخابات وحب الظهور ، أقول : دونك هذا الحديثالذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب ، ويؤتىبأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدمهل رأيت بؤساً قط ؟ هل مربك شدة قط ؟ فيقول : لا والله ما مر بي بؤس قط ، ولا رأيتشدة قط " (أخرجه مسلم)

فيا بشرى من اشترى الآخرة بالدنيا ، ويا حسرة من اشترى الدنيا بالآخرة .

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا ،
اللهم اجعلنا نخشاك حق خشيتكا واجعلنااخوة متحابين فيك ياذا الجلال والإكرام ، امين
بارك الله فيكي اختي ام انس تعودنا منك المواضيع الرائعة جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

عش الحياة و عرف انها ****** دار انت فيها راحل

بارك الله فيك اختى

وفيكم بارك الله …جزاكم الله خيرا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.