لماذا لستِ سعيدة؟
أختي الحبيبة، من فينا لا تتمنّى أن تكون سعيدة ؟ من فينا لا تريد أن تتجاوز آلامها وأحزانها؟ لكن من التي تمنّت فوصلت إلى مرادها؟
أسألك يا أمة الله ما الذي يحول بينك وبين الحياة الطيبة ؟
فكري وأجيبي ، ثم أقبلي لنزيح تدريجيا كلّ تلك العوائق التي تتحدثين عنها…
ღتقولين أنّ الذّنوب هي التي تحول بيني وبين السّعادة، فأقول لك : ألم تسمعي قول الله :
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الآية 53 من سورة الزّمر
فمن تريد أن تفوز بحب الله؟ من تسبق السّابقين بتوبتها ؟
دعيني أكون عليك شديدة بعض الشيء وأقول لك أن الخطاطيف التي تتحدّثين عنها ما هي إلا ركام مشاكلك الإيمانية، التي كثرت فتجمّعت فيما بينها وغدت كما قلتِ " خطاطيف" تعوقك عن المسير وتقذف بك يمينا وشمالا عن الطّريق…
من كان همّها الآخرة هانت عليها الدّنيا، فلاقت كلّ هم وكل ابتلاء بصبر واحتساب،وأيقنت أنّ الله معوّضها خيرا ممّا فاتها ، والموقنة بالله إذا جمع لها الناس كيدهمليمنعوها من تطبيق شرع الله ، كانت كالجبل في ثباتها وحسن ظنّها بربها،وأدركت أنّ الله ناصرها لا محالة إن هي جاهدت فيه حق جهاده بصبرها على طاعتهواجتناب معصيته ،والمحبّة لدينها والتزامها إذا عرضت عليها الفتن والشهوات ،صارت أكثر تمسّكا بشرع الله ،والتفتت عن تلك الملذّات وصرخت بصوت الرّسوخ والثّبات" فإنّهم عدوّ لي إلا ربّ العالمين"
ღღღ
وماذا عن وقت فراغــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـكِ ، أين يذهب؟
كوني صادقة ألا تقضينه في التفاهات ؟
بما تُراك تشغلينه أبالذكر والتفقه في الدّين والدّعوة وأعمال البر أم في القيل والقال وكثرة السّؤال؟
ثمّ إنّ السبب الرئيس في ضعف همّتك هو عدم وضوحهدفك ، بعبارة أخرى تشتّتكِ !
ومختصر القول أنّ الدّنيا في قلبك ، لا في يدك !
أنــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــتِمسافرة إلى الله منـذ أن ولدتِ، وما هذه الدّنيا إلا مطية، هل بحق إذا انتهى يومك تشعرين أنّك تقدّمتِ بخطوة إلى الله؟
إن لم يكن هكذا أمرك فاعلمي أنّك إمّا قد انحرفت عن السّبيل وإمّا أنّك في رجوع إلى الوراء !
أيّتها الغالية ، انظري إلى شراك نعلكِ ، أتدرين أنّ الموت أقرب إليكِ منه؟ أفليس من حق الله عليك بعد أن اصطفاك أن يراك مسارعةإلى الطّاعات ، تتقلّدين المراتب الأولى في استباق الخيرات ؟
استعيني بالله ولا تعجزي ،تبرّئيمن حولك وقوّتك ، وأكثري من الدّعاء…
سؤال أخير : أتريدين الجنّة؟
تقولين " نعم"
همسهْ : عالية الهمّة طالبةالسّعادة السّرمدية لا تريد الجنّة وكفى ، بل بُغيتها الفردوس الأعلــــــــى !
ختاما أيّتها الحبيبة،يا من تريدين أن تعيشي حياة طيبة،إنّما هي أمور ثلاثة احرصي عليها أشدّ الحرص :التّوبة و الصّبروالدّعاء.
والأهمّ من ذلك كلّه،أخلـــِـــــــــــــــصي تتخلّصـــــــــــــــي !