تخطى إلى المحتوى

دعٍ غضبك يتفجر بشكل إيجابي 2024.

القعدة

ليس فينا عزيزتي القارئه من لا تعتمل في نفسه عوامل الغضب لهذا الأمر أو ذاك ، وهذا أمر طبيعي للغاية ، بل هو عزيزتي في النفس البشرية .

حين كتم مشاعر الغضب أو الإستياء والسخط فإنها تعتمل في الداخل لتتحول إلى مرارة وأسى وحزن وبالتالي إلى مرض فسيولوجي يختزن تلك الشحنات التي تعذر علينا إطلاقها لهذا السبب أو ذاك .

المرض الفسيولوجي كما المرض النفسي هما عاملين من عوامل اللاتوازن في الشخصية ،( إضطراب الشخصية ) ، وإضطراب الشخصية يتأتى غالبا من حرمان المرء فرصة تأكيد ذاته وهويته الشخصية وكينونته المستقلة المتميزة .

مشاعرالغضب والنقد وتأنيب الضمير والشعور بالذنب والخوف وغيرها ، جميع هذه يجبأن تُفهم ويُعبر عنها بشكل طبيعي ولا ينبغي أن تُخنق في الداخل ، إنما حيث تُخنق يجب التنبه لها ثم إطلاقها بشكل إيجابي رصين غير مؤذي لك أو للآخرين.

وحيث أننا نعالج الآن في هذا الفصل عامل الغضب والسخط ، فإذن سنتحدث عن الوسائل السليمة لتصريف هذه الشحنات السلبية الضارة ، بشكل إيجابي .

كيف ؟

حسنا … هناك أساليب عديدة جدا لتصريف تلك الطاقات ، إنما سأورد بعضها وأفضلها :

اولا :
____
تحدثي مع الشخص المعني بالغضب أو الذي سبب لك شعور الغضب ، هذا الأسلوب هو الأفضل والأجدىوالأنفع ، تحدثي بثقة للمقابل وفجري ما في داخلك من غضب قبل أن يعتمل أكثر ليتحول إلى قوة مدمرة ، قولي له : ” أنا غاضبة منك لأنك ………………….. ”
شددّي على كلمة أنا غاضب منك ، فإن لم تقوليها فكأنك لم تفعلي شيء ، لا قوليها بصراحة فأنتي فيأول المشوار أما لو وجدتي أنكي تودي أن تصرخي بقوة في وجهه ، فهذا يدل على أن الغضب قد أُختُزنَ طويلا في داخلك ، وهنا إن وجدت أنك قد تتورطي في شجار مع المعني فليتكي توجهتي صوب سبيل آخر يمكن أن يحفظ بعض الود مع المقابل دون أن يحرمك فرصة تفجير غضبك وهذا هو السبيل الثاني الذي نذكره أدناه .

ثانيا :
___
تحدثي مع المقابل عبر مرآة في بيتك أو في مكان منعزل ، إبحثي لك عن مكان آمن لا يكون هناك فيه من ينظرك أو يتابعك ، ركزي بصركي على عينيك في المرآة ، إن وجدت أنكي لا تجرؤي على أن تنظري لعينيك ، إنظر إلى أنفك أو فمك ، إستحضري في خيالك صورة الشخص الذي سبب لك الغضب ، إستحضري اللحظة التي سببها لك ثم إشرعلى الشخص ( في الخيال طبعا ) أنكي غاضبه منه لأنه فعل كذا أو قال كذا ضدك أو سبب لك كذا خسارة أو حرمان أو إساءة ، كوني دقيقه في توضيح هذا الشئ الذي أغضبك منه ، قولي وجهة نظرك بصراحة فهو على الأقل بعيد عنك الآن ، دعي غضبك يتفجر ويتسرب إلى الخارج بشكل تلقائي عبر الكلمات ، إظهري له ولنفسك أنكي غاضبه حقا ، ولو وجدتي أنك بحاجة إلى التعبير عن غضبك بشكل فعلي ، توجهي صوب سريرك وألتقطي الوسادة أو أكثر من وسادة وأبدأي بضربها بقوة ، لا تخفي من تفجير غضبك ، بل دعيه يتحرر بالكامل بهذه الطريقة الآمنة .

القعدة

لاتمضي إلا بضع دقائق أو ربع ساعة مثلا إلا وتجدي انكي متحرره بالكامل من شحنات الغضب التي كانت كامنة في داخلك وستشعرين بالصفاء والأرتياح وإذ يفرغ قلبكي وعقلكي من الغضب ، سيتحرر مكان كبيرٌ فيهما يمكن أن يشغله الحب والثقة والأمان والفكر الهادي .

حين تتحرري من غضبك ، يستحسن عزيزتي القارئه أن تغفري لمن أخطأ في حقك . العفو يمنح المرء شعور بالحرية الكبيرة ، لأن الغضب والكراهية قيد وعبودية لحالة زمنية أو لفعل حصل في زمن مضى وبالتالي إن لم يطرد فإنه يظل مفسدا للحاضروالمستقبل ، تحرري من غضبك بالطريقة التي تحبينه ، ثم إنتقلي إلى العفو عن من أساء إليكي ، لتكتمل حزمة تفريغ المكبوتات بحيث لا تنسحب على المستقبل .

طبعا حين نقول أنكي ستعفين لا يعني هذا أنكي ملزمه بأن تعودي لمن خذلك أو أساء إليك فتتحببي الذهاب إليه ، لا هذا أمر آخر لا علاقة له بعملية تفريغ الغضب ، فقد يعود هذا الرجل أو تلك المرآة إلى تكرار ذات الفعل ثانية وثالثة ،
إنما نقول تعفو عنه وتحرره من كراهيتك وغضبك له وذلك في داخل نفسك أولا ثم تقولين له ،” إذهب بسلام وحررني من كراهيتك ومن حضورك في حياتي “.

أو قُولي :
” حسنا ، لقد أغلقت ملف هذا الموقف وأنا أتفهم الآن إنه ماضي لا ينبغي أن أفكر فيه وأتفهم أنك كنت في وضع سيء أو إن هذا هو أقصى ما تملك من فهم وإدراك وأخلاقيات في التعامل ، إذهب أنت حر الآن ودعني أعيش حياتي بسلام ”

بهذا تحرري نفسك وتحرري المقابل من غضبك وتفكيرك الدائم غير المجدي في الإنتقام منه .

طبعا من الممكن عزيزتي القارئه أن لا تتحرري بالكامل من شعورك بالغضب في المرةالأولى ، عندها يمكن أن تكرريها مرات عديدة حتى تشعري أنكي تحررتي بالكامل وأن نفسك عادت للصفاء والتألق والسكينة .

طبعا يمكن أن تسمحي لنفسك أن تصرخي في المرآة أو بينما أنتي ترفسين الوسادة أو تلكميها
، لا بأس ، إفعلي هذا وخذي الوقت الذي يناسبك .

احترامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.