تأثير عقيدة التوحيد في حياة الإنسان
لنبين لك كيف يؤثر الإقرار بالتوحيد في حياة الإنسان
ولماذا يكتب الإخفاق والخسران لمن لا يؤمن بهذه الكلمة
ولماذا يكتب الإخفاق والخسران لمن لا يؤمن بهذه الكلمة
1- لايمكن أن يكون المؤمن بهذه الكلمة ضيق النظر فإنه يؤمن بالذي خلق السموات والأرض ويملك مشارق الأرض ومغاربها وهو رب العالمين يرزقهم ويربيهم فهو لايستغرب شيئاً في هذا الكون بعد هذا الإيمان لأن كل شيء فيه ملك ورعية لمالكه هو وليس في هذا الكون شيء يقوم في وجهه ويحد عليه عاطفة الحب والمواساة والخدمة بل هو واسع النظر لايضيقه شيء كما لا يضيق شيء ملك الله تعالى وذلك مالا يمكن أن يظفر به رجل يقول بآلهة متعددة أو يعتقد في الله صفات الإنسان الناقصة المحدودة أو لايقول بالله أصلاً
2- إن الإيمان بهذه الكلمة يُنشئ في الإنسان من الألفة وعزة النفس مالايقوم دونه شيء فهو يعلم أن الله الواحد هو المالك الحقيقي لكا ما في هذا الكون من القوى وأنه لاضار ولانافع إلا هو وأنه لامحيي ولامميت إلا هو وأنه لاصاحب للحكم والسلطة والسيادة إلا هو وحده فهذا العلم اليقيني يُغنيه عن غير الله وينزع من قلبه خوف سواه فلا يطأطأ رأسه أمام أحد من الخلق ولايتضرع إليه ولايتكفف له ولا يرتعب من كبريائه وعظمته ومثل هذه الصفة لايمكن أن يتصف بها إنسان غير مؤمن بهذه الكلمة ومما يستلزمه الشرك والكفر والإلحاد أن يطأطأ المرء رأسه لغيره من الخلق ويراه قادراً على جلب النفع والمضرة إليه ويرهبه ويعلق به آماله
3- وفي الوقت نفسه أي مع الألفة وعِزة النفس ينشئ الإيمان بهذه الكلمة التواضع في الإنسان فالذي يقول بأن لا إله إلا الله لايمكن أن يكون بطرا متكبراً ولايكاد ينفخ أوداجه شيطان الغرور ويزهيه بقوته وكفاءته فإنه يعلم ويستيقن أن الله هو الذي قد وهب له كل ما عنده وهو قادر على سلبه إياه إذا شاء أما الإنسان الملحد الذي لايؤمن بوجود الله فهو يبطر ويتكبر ويشمخ بأنفه إذا حصلت له نعمة عاجلة إذ أنه يعد هذه النعمة نتيجة لجهوده أو كفاءته وكذلك يتكبر المشرك عندما ينال نعمة من النعم الدنيوية لأنه يظن أن له على آلهته دالة لا يتمتع بها غيره
4- إن المؤمن بهذه الكلمة يعلم عِلم اليقين أن لاسبيل إلى النجاة والفلاح إلا تزكية النفس والعمل الصالح فإنه يؤمن بالإله الغني الصمد العادل الذي لايمت إليه أحد بصلة وما لأحد من دخل أو نفوذ في ألوهيته أما المشركون والكفار فإنما يقضون أيام حياتهم على أماني كاذبة فمنهم من يقول :
فمنهم من يقول إنا نستشفع عند الله بكبرائنا وأتقيائنا ومنهم من يقدم النذور والقرابين إلى آلهته ويزعم أنه قد نال بذلك رخصة في العمل بما شاء
فهذه المعتقدات الفاسدة لاتزال تركس هؤلاء الناس في أوحال الذنوب والمعاصي وهم يلهون- اتكالاً عليها – عن تزكية نفوسهم وإصلاح أعمالهم أما الملحدون الذين لا يعتقدون أصلاً أن هناك خالقاً يسألهم عن أعمالهم ويجازيهم عليها إن شرا فشر وإن خيراً فخير فيحسبون أنفسهم أحراراً في الدنيا غير مقيدين بقانون من فوقهم وإنما الشهوات النفسية هي إلههم وهم عبيدها
5- والذي يقول بهذه الكلمة لايتسرب إليه اليأس ولايقعد به القنوط في أي حال من الأحوال فإنه يؤمن بالذي له خزائن السموات والأرض والذي لا تعد نعمه وآلاؤه ولاتقدر قواه فهذا الإيمان ينعم على قلبه بطمأنينة غير عادية ويملؤها سكينة وأملا ولو أهين في الدنيا وطرد عن كل باب من أبوابها وضاقت عليه سُبُل العيش وانقطعت عنه الأسباب المادية طرا فإن عين الله لاتغفل عنه ولاتسلمه إلى نفسه فلا يزال يبذل الجهود المتتابعة مُتوكلاً على الله ومستمدا منه المعونة في جميع أحواله فهذه السكينة القلبية والطمأنينة الروحية لايمكن حصولها بشيء غير عقيدة التوحيد فبما أن الكفار والمشركين والملحدين تكون قلوبهم ضعيفة وهم يعتمدون على القوى المحدودة فسرعان ما يحيط بهم اليأس ويساورهم القنوط عند الشدائد وقد يفضي بهم أحياناً إلى الانتحار
6- والإيمان بهذه الكلمة يربي الإنسان على قوة عظيمة من تاعزم والإقدام والصبر والثبات والتوكل حينما يضطلع بمعالي الأمور في الدنيا ابتغاء لمرضاة الله يكون على يقين تام أن وراءه قوة ملك السموات والأرض تؤيده وتأخذ بيده في كل مرحلة من مراحله فلا يكون رسوخه وثباته وصلابته التي يستمدها من هذا التصور بأقل من رسوخ الجبل وثباته وصلابته فلا تكاد أي مصيبة من مصائب الدنيا ولا أي قوة من قواها المخالفة تثبطه عما يكون قد عقد العزم..
وأنى للشرك والكفر والإلحاد بمثل هذه القوة والثبات
بارك الله فيك جعلنا الله و اياكم من الموحدّين