تخطى إلى المحتوى

موقف المسلم من الدراسة في المدارس والجامعات المختلطة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنبياء وعلى أله وأصحابه ومن اتبعه إلى يوم الدين، ثم أما بعد، فأردت فتح باب النقاش أمام موضوع أراه في غاية الأهمية والذي يؤرق كثيرا من الطلاب الملتزمين -خاصة منهم فئة الإناث-، فهل حقا كما يقول الكثيرون أن الدراسة تحرم في المدارس والجامعات المختلطة؟ أم أن هذه المدارس المختلطة حكر على الذكور دون الإناث كما يقول آخرون؟ أم أن للإناث حق في دراسة العلم الشرعي دون باقي العلوم كما يقول بعض الدعاة الآن -رغم أن كلية الشريعة الإسلامية هي الأخرى مختلطة-؟ فماهو رأينا وأين نصنف مواقفنا تجاه هذه الأسئلة؟

سأبدأ بموقفي، وأتمنى أن أرى مواقف باقي الأعضاء، لنفيد ونستفيد، بالنسبة لي ، بما أنه لا حق لنا في اختيار طبيعة الجامعة التي ندرس فيها، فإنه لا مانع من الدراسة في وسط مختلط الذكور والإناث على حد سواء. سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: في الجامعات عندنا بمصر-كما هو الحال في الجزائر- الإختلاط شديد بين الطلبة والطالبات، فماذا نفعل ونحن في حاجة غلى هذه الدراسة لخدمة الإسلام والمسلمين في بلدنا وعدم ترك هذه الأماكن اغير المسلمين ليتحكموا بعد ذلك في شؤون المسلمين الهامة مثل الطب والهندسة وغيرها؟ أجاب رحمه الله: الإختلاط بين الرجال والنساء فتنة كبيرة فتحرزوا منه ما أمكن وأنكروه ما استطعتم نسأل الله لنا ولكم السلامة. فهو لم يحرم الدراسة في مثل هذه الجامعات، وإنما أمر بإنكار المنكر وهو واجب كل مسلم حتى وإن لم يكن طالبا في الجامعة، فإن قيل : مثل هذه الدراسة يختص بها الرجال، قلنا : إن الرجال أكثر فتنة بالنساء من النساء بالرجال، أوليس الامر كذلك؟ بلى.
ثم بأي حق يحرم على النساء الدراسة مع تحليلها للرجال، يقول في جواب لسؤال آخر الشيخ ابن عثيمين:
وإذا كانت النساء شقائق الرجال فلهن حق في تعلم ما ينفعهن كما للرجال لكن لهن علينا أن يكون حقل تعليمهن في منأى عن حقل تعليم النساء انتهى كلام الشيخ، في رأيي أن طالبات الجامعة بإمكانهم أن يوفروا مثل هذا الحقا إن كانت نواياهن في خدمة الدين والمجتمع صادقة، أخيرا، أردت أن أنوه إلى دراسة العلم الشرعي ووجوبها، إن دراسة العلم الشرعي هي أنبل وأسمى وأعظم دراسة من دون منازع، لكن الإفتاء بوجوب دراستها وتحريم دراسة غيرها أمر متعذر بالنسبة لي، إن العلماء والدعاة هم عماد الأمة لكن لا يمكن إنكار دور الطبيب والمهندس وغيرهم وإن كانوا لا يرقون إلى مستوى العلماء والدعاة، فنحن النساء نرفض التداوي عند الرجال من الأطباء فإن حرّمنا دراسة الطب للنساء فعند من نتداوى؟ وقد سمعت بنفسي محاضرة للشيخ ابن باز رحمه الله حين سُئل عن الواجب تعلمه من العلم الديني في الوقت الذي طغى العلم الدنيوي فأجاب بأن على المسلم أن يتعلم من امر دينه ما يحول دون الإخلال بعقيدته وعباداته، وهذا أمر منطقي فليس واجبا أن يكون الجميع علماء.
هذا رأيي وموقفي، وأتمنى أن يعلمنا الجميع برأيه وحجته لتعم الفائدة،وجزاكم الله خيرا (اتمنى ان لا أكون قد أخللت بأمر وإلا فأرجو تنبيهي) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم بلقيس الجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.