عند اقامة الصلاة يردد الامام هذه العبارة (استقيموا سووا صفوفكم فان تسوية الصفوف من تمام الصلاة لا تختلفوا فتختلف قلوبكم) دائما يرددها فى كل صلاة فهل هذه مشروعة او من هدي رسول الله صلي الله علية وسلم
(كان عمر يأمر بتسوية الصفوف ويقول تقدم يا فلان) لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرغب في الصف الأول فيقول ( خير الصفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) رواه مسلم .
لقد امر بها النبي
وبارك الله فيك خوياأبو وليد على الإجابة
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لستهموا )) [ متفق عليه ] ، والنداء هو الأذان ، والاستهام هو الاقتراع ، أي لو يعلم الناس ما في الصف الأول من الأجر العظيم والفضيلة لتدافعوا وتنافسوا من أجل ذلك ، ولو جاؤا إلى الصف الأول دفعة واحدة وضاق عنهم الصف ولم يسمح بعضهم لبعض لاقترعوا عليه ، لأن كل منهم يريد أن يستأثر بأن يصلي في الصف الأول لما فيه من الخير والثواب الجزيل ، ولكن الشيطان لعب بكثير من الناس اليوم فإذا أقيمت الصلاة وقيل لهم أتموا الصف الأول جعلوا يلتفتون مندهشين مستغربين وما ذاك إلا لجهل أولئك الناس بأهمية الصفوف الأول في الصلاة .
** قال بن حجر في فتح الباري : [ قال العلماء في الحض على الصف الأول : المسارعة إلى خلاص الذمة ، والسبق لدخول المسجد ، والقرب من الإمام ، واستماع قراءته والتعلم منه ، والفتح عليه ، والتبليغ عنه ، والسلامة من اختراق المارة بين يديه ، وسلامة البال من رؤية من يكون أمامه ، وسلامة موضع سجوده من ثياب المصلين أمامه ] .
** وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع ، في مسألة تسوية الصفوف في الصلاة ، قال: [ القول الراجح في هذه المسألة وجوب تسوية الصف وأن الجماعة إذا لم يسووا الصف فهم آثمون ، . . . . وقال : إذا خالفوا فلم يسووا الصف فهل تبطل صلاتهم ، لأنهم تركوا أمراً واجباً ؟
الجواب : فيه احتمال ، قد يقال : أنها تبطل ، لأنهم تركوا الواجب ، ولكن احتمال عدم البطلان مع الإثم أقوى . . . ] .
ـ قال صلى الله عليه وسلم : (( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها )) [ رواه مسلم ] ، فمن تسوية الصفوف والاهتمام بها أن تفرد النساء وحدهن ، بمعنى أن يكون النساء خلف الرجال خشية الاختلاط ، ففي هذا بيان أنه كلما كانت هناك حواجز بين صفوف الرجال والنساء كان ذلك أبعد كل البعد عن ما قد يحصل من الفتنة .
وفي الحديث السابق الحث على أن يبكر الرجال بالحضور للمساجد من أجل الحصول على فضيلة الصفوف الأول ، والتأخر للنساء من أجل الحصول على فضيلة الصفوف المتأخرة ، وذلك في حالة اتصال صفوف الرجال والنساء بدون أن يكون هناك حاجز ، أما إذا كان هناك حاجز بين الرجال والنساء فخير صفوف النساء أولها . والله تعالى أعلم .
*** قال النووي رحمه الله في شرح الحديث السابق في شرحه على مسلم : [ أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبداً ، وشرها آخرها أبداً ، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال ـ أي التي ليس بينها وبين صفوف الرجال حاجز ـ ، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً ، وأبعدها من مطلوب الشرع ، وفضّل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع أصواتهم ] .
*** ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تسوية الصفوف وأمر بذلك ، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما ، قال (( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف )) [ رواه مسلم ] .
ففي هذا الحديث دلالة واضحة على الاهتمام بتسوية الصفوف وتراصها فهذا دليل على وحدة الأمة ، والتزام جماعتها بدين واحد ، وإمام واحد ، والاهتمام بتراص الصفوف وإقامتها والمقاربة بينها من أجل ألا يكون هناك فرج للشيطان كي يدخل منها ، لأن الشيطان يدخل من الخلل ليفسد قلوب المصلين ويلبس عليهم في صلاتهم ، فقال صلى الله عليه وسلم (( رصوا صفوفكم ، وقاربوا بينها ، وحاذوا بالأعناق ، فوا لذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الخذف )) [ رواه أبو داود وغيره وهو صحيح ] .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : (( أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب ، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم ، ولا تذروا فرجات للشيطان ، ومن وصل صفاً وصله الله ، ومن قطع صفاً قطعه الله )) [ رواه أبو داود وهو صحيح ] .
ففي هذا الحديث الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها والاهتمام بها حال القيام للصلاة وكذلك الاهتمام بسد الخلل حتى لا يدخل منه الشيطان ، وأن يضيق عليه مما يبطل كيده ويذهب وسوسته ، ويرد شره ، وينبغي العناية بوصل الصف والحذر كل الحذر من قطع الصف ، فإذا كانت هناك فرجة في الصف فيجب وصلها .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف الصحابة رضوان الله عليهم حتى وكأنما يسوي بها القداح أي مبالغة في تسويتها حتى تصير كأنما يقوم بها السهام لشدة استوائها واعتدالها ، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كاد يكبر رجلاً بادياً صدره من الصف ، فقال : ((عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم )) [ رواه مسلم] ، ففيه الحث على تسوية الصفوف وأنه يؤثر على حال الأمة وألفتها ، وعدم تسوية الصفوف يؤدي إلى الاختلاف والعداوة والبغضاء واختلاف القلوب وضعفها وسيطرة الشيطان عليها ووسوسته لها فيصرفها عن الصلاة حتى أن الإنسان لا يعقل من الصلاة إلا أقل القليل أو قد لا يعقل منها شيئاً . فالاهتمام بتسوية الصفوف من الضروريات التي ينبغي على الإمام والمأموم الانتباه لها وأخذ ذلك بعين الاعتبار .
وليس المقصود بالتراص في الصلاة التزاحم ، بل المقصود الاعتدال والتناظم في الصف وعدم ترك فرجات وفراغات يدخل منها الشيطان ، فيشوش على المصلين ويلهيهم عن الخشوع في صلاتهم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تراصوا ولا تدعوا فرجات للشيطان )) [ رواه أبو داود وهو صحيح ] .
ـ عن البراء بن عازب رضي الله عنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية ، يمسح صدورنا ، ومناكبنا ، ويقول : (( لاتختلفوا فتختلف قلوبكم )) ، وكان يقول : (( إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول )) [ رواه أبو داود وهو صحيح ] .
فأي فضل عظيم يتركه كثير من الناس اليوم ، فتجدهم لايحرصون على الصفوف الأول بل يتأخرون ويتأخرون ، والنبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( لايزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله )) [ رواه مسلم ] . أي يؤخرهم عن رحمته وعظيم ثوابه .
وتكون تسوية الصفوف بإلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم والمعتبر بالقدم هو الكعب ، كما ذكر بعض العلماء .
كانت تلكم جملة من الأحاديث الدالة على الاهتمام بالصف الأول والمسارعة إليه ، بل وحتى الاقتراع من أجل الحصول على الثواب العظيم والأجر الجزيل بالمحافظة على الصلاة في الصفوف الأول ، فينبغي على المصلين المسارعة إلى الصفوف الأول وكذا تسوية جميع الصفوف في الصلاة ، والتعاون والتناصح فيما بينهم من أجل ذلك الأمر حتى لايلحقهم الوعيد الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم في عدم تسوية الصفوف: (( أو ليخالفن الله بين وجوهكم )) ، ففيه وعيد لمن ترك تسوية الصفوف متعمداً ، ولا وعيد إلا مع فعل أمر محرم أو ترك أمر واجب .
*** فليحذر المصلون من عدم تسوية الصفوف والتراص فيها ، وليكونوا إخواناً متعاونين على البر والتقوى ، متناهين عن الإثم والعدوان ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
فمن الجهل العظيم والخطر الجسيم أن يأتي الإنسان إلى بيوت الله تعالى لأداء الصلاة فيخرج من صلاته ولم يكتب له منها شئ ، فأي خسارة بعد هذه الخسارة ، فترك فرجات للشيطان مظنة إنقاص أجر الصلاة لما يسببه الشيطان من الوسوسة للمصلين في صلاتهم فتكون هذه الصلاة لا روح فيها ولا خشوع ولا طمأنينة وكل ذلك من أركان الصلاة ، فقد ينصرف الإنسان من صلاته ولم يعقل منها شئ ، فترفع إلى السماء فلا تفتح لها أبواب السماء فتلف في ثوب قديم بالٍ وترمى في وجه صاحبها وتقول : ضيعك الله كما ضيعتني . فهذا هو التفريط والتضييع بعينه .
نقلا عن موقع صيد الفوائد
///////////////////////////////
جزاكم الله خيرا على استفساركم القيم نفع الله به اخوانكم
رزقكم الله من لدنه زوجة و ذرية صالحة
بارك الله فيكم اخانا ابا الوليد
وبارك الله فيك أختى أنين كزنبة
وأخى أباالوليد على الفتوى