تخطى إلى المحتوى

المشاجرات الزوجية !!! 2024.

قل لي بأي لغة تتشاجر مع زوجتك أقل لك مَن أنت، مع تحديد واضح لأصلك وفصلك!

ففي الحالات العادية يتحدّث الإنسان مع زوجته بالعربية أو بأي لغة أخرى يتقنها، ولكنّه حين يتورّط في مشاجرة مع زوجته أو حماته، فهو ينسى كل لغات العالم فوراً.. ويعود إلى أصله؛ فلا شيء يشفي غليل الإنسان عندما يثور ويفقد أعصابه إلا اللهجة التي تربّى عليها في طفولته ومطلع شبابه، فهي الوحيدة التي تسعفه بموجات متلاحقة من الشتائم التي تعبِّر بصدق عن كل ما يجيش في صدره من مشاعر مكبوتة يفجِّرها دفعة واحدة.. ويستريح!
وحتى لو كان الأزواج من كبار العلماء والمثقفين الذين يتقنون أكثر من لغة، فإنّهم لا يتشاجرون مع زوجاتهم إلا باللغة الأُم فقط، فمن المستحيل أن يتشاجر الزوج العربي مع زوجته باللغات الأجنبية، لأن من أصول المشاجرات التي تبدؤها الزوجة في غالب الأحيان أن يكون الحوار سريعاً جداً ويحتاج إلى قاموس ضخم من الألفاظ الجارحة والإهانات ذات الوزن الثقيل، وهنا يجد الإنسان نفسه وقد نسي فجأة كل ثقافته اللغوية ليرتد إلى أوّل لغة تعلّمها في طفولته عندما كان يتابع بشغف كل مشاجرات أُمّه وأبيه. وبما أنّ التاريخ يعيد نفسه، فإنّ الطفل عندما يكبر ويتزوّج يكيل لزوجته الشتائم نفسها – تقريباً – التي كان والده يصبها على رأس والدته.
وفي المقابل طبعاً تفعل زوجته الشيء ذاته فتعيد الأمجاد الغابرة لوالدتها التي كانت "تبهدل" أباها بمختارات من قاموس "الردح" النسائي الذي يضم مجلدات تفوق بكثير مجلدات "الأغاني للأصفهاني"!
ومن الحماقة طبعاً أن يخوض الرجل العاقل مشاجرة باللغات الأجنبية مع زوجة لا تتعامل بهذه اللغات.. لأنّ المشاجرة في مثل هذه الحالة تفقد معناها ولا تحقق الغاية المنشودة منها على الإطلاق. وعلى كل حال، فإن للمشاجرات الزوجيه فوائد لا يعرفها الكثيرون، ومنها أنّ المواظبة على خوض مثل هذه المشاجرات تمنح الرجل خبرة ثمينة يمكن أن تفيده في التعامل مع الآخرين، وخصوصاً إذا كان يعمل في مهنة يكثر فيها الصراخ (كالعمل في التدريس أو الغناء والطرب)!
ولكن مهما بلغت خبرة الرجل المتزوج في فنون التشاجر، فهو يظل طوال عمره داخل البيت تلميذاً لزوجته في "علوم" المشاجرات وتطبيقاتها العملية!
للــ عبدالكريم بيروتي

و الله معكـ حق
أي شخص لما يغضب فإنكـ تجده يعبر عن ذلكـ بلغتهـ الأمـ
,,,
جزآآكـ الله خيرآآآ

اشكرك يا اختي لمرورك االمتميز الذي يصعب وصفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.